المرأةُ الاسْتِثْناء
( كاملةً )
لِيَنْهَمِرِ الشِّعرُ بالأُغنياتِ الجديدةِ بينَ يديها
طويلاً..
طويلا .
ألا ..
وَلْيُؤَسِّسْ ( على قدْرِها )
لغةً
وعَرُوضاً جديدينِ
يستحْدِثانِ مقاييسَ أخرى ..
وذائقَةً ..
وعقولا .
هيَ امرأةٌ تشبهُ الشمسَ ..
إلا أفولا .
على شاطيءِ الألقِ المترقرقِ..
مُفْعَمَةً بلهيبِ الوضاءةِ ،
مُتْرَعَةً بأريجِ الأنوثةِ ..
تُسلِمُ أعضاءَها ليدِ السحرِ ،
ترسمُ في جسمِها الغَضِّ ..
أحلى الأساطيرِ
ماذا يقولُ لسانُ المزاميرِ عنها
إذا ما أرادَ لنا أنْ يقولا
هِيَ امرأةٌ تشبهُ المستحيلا
هِيَ امرأةٌ يشربُ النورُ..
منْ قدمَيها ( اللتينِ تشعَّانِهِ )
هاطلاتِ السَّنا
والنَّدى
كي يبلَّ الصَّدى
والمُغَنِّي .. هُنالكَ محتدماً بأوارِ التراتيلِ ..
يُرسِلُ اللانهائيَّ في مُقلتيها
بريدَ المواويلِ
وَهْوَ يُناغِمُ رقرقةَ الضوءِ إذْ يتدحرجُ
فوقَ جبالِ المدى
ليصافحَ في وجنتيها الصباحَ الجميلا
وسيِّدةُ النورِ تعلمُ :
أنَّ القصائدَ..
مِفتاحُ بابِ الدخولِ ..
إلى باحةِ المُطلقِ المتهَلِّلِ
آهٍ .. وإنِّي أودُّ الدخولا
هِيَ امرأةٌ..
لم تراوِدْ سوى الحُلمِ عنْ نفسِهِ ..
وفتاها ..
تَوَزَّعَهُ الحلمُ \ وَحَّدَهُ
والشذا
والجوى
والنُّحولا
فأترعَ كلَّ الجهاتِ أفاويقَ وجدٍ
بهِ ما بهِ من ضنىً لنْ يحولا
أجلْ ..
إنَّهُ موقفُ الشوقِ ..
والتوقِ ،
والسّهدِ ..
والوجدِ..
والشدو..
والشجوِ،
فَلْتَشْهَدِي يا جميعَ المواقيتِ ..
أنَّ المُغَنِّيَ ..
ما زالَ في حضرةِ الشوْفِ
يتلو كتابَ صباباتِهِ ،
وفِدى مَنْ أَحَبَّ
يموتُ قتيلا
ويا سيِّدي الوَجْدَ
إنَّ لنا موعِداً ( عقدتْهُ العيونُ )
ووثَّقهُ الصَّمْتُ
والصمتُ أصْدَقُ قِيلا
أحبُّكَ يا سيِّدي الوجدَ
يا ذا الخليلِ الذي ..
لم يملَّ الخليلا.
أحبُّكَ..
فاكتبْ إلى العُمْرِ أغنيتي
علَّهُ ..
ـ رحمةً بالمحبِّينَ ـ
ألا يزولا
هِيَ امرأةٌ تُشبهُ المستحيلا
هِيَ امرأةٌ ..
قدْ تفرَّغتِ المعجزاتُ لتشكيلِها
والمقاديرُ ..
دهراً طويلا
هِيَ امرأةٌ ..
وجميعُ النساءْ
سواها ادِّعاءْ
لها البحرُ من قبلِ بلقيسَ عرشٌ
وَكلُّ المياهِ إماءْ
يخاصرُها الموجُ في نهمٍ
ممُعِناً في الصَّبابةِ جِيلاً ..
فَجِيلا
أُقايضُها ..
بدَمِي
وجميعِ دفاترِ شعري ..
مُقابلَ ..
أنْ أتريَّضَ عَبْرَ فراديسِ أبْهائها
أنْ أجُوسَ خلالَ أقاليمِ لأْلائِها
أنْ أسُوحَ بأغوارِ أغوارِ آلائِها ..
أو أجُولا
أُقايضُها بدمي
وجميعِ دفاترِ شِعري
مُقابلَ أنْ أتملَّى مفاتِنها بُكْرَةً
وأصيلا
هِيَ امرأةٌ ملءُ أعطافِها عَبَقٌ
يستدِلُّ عليها بهِ منْ يودُّ الدَّليلا
هِيَ امرأةٌ تُشبهُ المُستحيلا
هِيَ امرأةٌ ..
ليسَ لي أنْ أُسَمِّيَها
أو أكَّني
لطلعَتِها القلبُ ..
يرقصُ حيناً ،
وحيناً يغَنِّي
وهْيَ منْ لا يُشابِهُهَا غيرُها
إنْ أردتَ المثيلا
هِيَ امرأةٌ تُشْبِهُ المُستَحِيلا
هِيَ امرأةٌ تُشْبِهُ المُستَحِيلا
ــ
شكرًا أخانا رزق
واعذرني في إعادة رفع " المرأة الاستثناء " كاملة ، فهي ليست رأس شعر عمنا الشاعر الكبير فقط ، ولكنها واحدةٌ من أبدع فرائد شعرنا الحديث ، وهذا أقلّ واجب معه ، ومع الشعر .