كم اعشق المباحث الفلسفية وخاصتا في الفن او ما يطلق عليه بخلق، تكوين ونشأت الفن.
بما انني متخصص في مجال فلسفة الفن والجمال فبإمكاني ان اجيب على بعض هذه التساؤلات ولو بشكل مختصر.
الموسيقى نوع من انواع الفنون مثلها مثل الرسم، النحت، التمثيل، الغناء...إلخ. كلها طرق تعبير لدى الانسان. فمن الناس من يتواصل مع الناس بشكل قوي عن طريق الكلام فتجده متحدث يخطف اذان الناس ومشاعرهم. و البعض بالكتابة يعبر عن ما يدور في داخله فتجده مفكرا وفيلسوفا. اما عن الموسيقي فهو يعبر عن نفسة بشكل واضح عن طريق النغمات. فيتواصل مع الناس ويوصل لهم مشاعره واحاسيسه اضافتا إلى الكلمات اذا كانت اغنية.
هنالك بإعتقادي نوعان من التعبير:
اولا: ان يعبر الفنان عن المحيط الذي حوله. كأن يرسم فنان تشكيلي لوحة عن منظر طبيعي امامه. او يعبر موسيقار بمعزوفة عن معركة او حادثة معينة فتكون الموسيقى والنغمات تصور وتجسد شيء خارجي. طبعا هذا النوع من التعبير نجده بكثرة في الاعمال الفنية ما قبل 1800 م.
ثانيا: ان يعبر الفنان عن ما بداخله من فرح، حزن، سؤال فلسفي عن الحياة، الموت، الحب...ألخ. وهذا في بداية القرن العشرين اتجه كثير من الفنانين إلى الغوص في اعماق انفسهم ليخرجوا لنا انغام و لوحات غاية في الجمال والعمق الفلسفي.
مانسمية اليوم بالجيل القديم اي الموسيقار السنباطي وعبد الوهاب وغيرهم تجد انهم كان لديهم مخزون ضخم جدا من التراث الفني واضاف كل منهم بصمته وفلسفته على هذا التراث. فبإختصار هو مخزون موسيقي سابق + ابداع(كما جاء في سؤالك). فتجد ان هذا الفن من الناس إلى الناس. أما اليوم فتجد نغمات موسيقية وألحان بلا هوية. اليوم للأسف العالم يفقد هويتة تحت شعار العولمة والحداثة والتطوير في الفن. فلو تسمع اغنية يابانية و امريكية و عربية كلهم يتشابهون بشكلٍ ما في اسلوب الالحان. ليست فقط في الموسيقى بل انظر إلى المعمار المبنى في مدينة دبي يشبة مباني كثيرة في آسيا و اوروبا!.
اليوم كلٌ يريد ان يصنع مدرسته الموسيقية الخاصة بدون دراسة التراث الفني. والبعض فقط يفكر في الماضي ويعيش 50 سنة ماضية ولا يقدم شيء يذكر. اتذكر مقولة لمفكر غربي يقول "ان الفن بدون تراث مثل الغنم بدون راعي. والفن بدون تطور هو مثل الجثة العفنة".
هذه المقولة تختصر الشيء الكثير عن كيفية عمل الفنان ومن اين يستسقي اساسات فنة وكيف علية ان يطورها. ولاكن بدون استخدام المورث الفني لا يوجد شيء لكي نطورة.
اخيرا مسألة الالهام. للأسف الكثير يستخدم هذه الكلمة التي تحتوي على غموض كثير. وكل شخص يفهمها بطريقة مختلفة. الالهام بإعتقادي هي عملية ولادة عمل فني جديد. تأتي خاطرة وتحاول ان تنقحها من الشوائب وتضيف إليها لكي يكتمل العمل الفني. وهذه الطريقة هي التي كان يعمل عليها الموسيقار موزارت. حيث يكون لديه خاطر او فكره فيعمل على تنقيح وتعديل هذه الفكرة إلى ان يكتمل العمل.
ولاكن هنالك نوع آخر من الموسيقيين حيث يتعاملون مع الخاطر كنقطة بداية فيعمل ويعدل على هذا الخاطر إلى ان ينهي العمل ولاكن بصورة مختلفة تماما من الخاطر الاساسي.
محبة