عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 26/10/2009, 03h03
حامد جودة 2 حامد جودة 2 غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:359013
 
تاريخ التسجيل: décembre 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 150
افتراضي رد: لحن "عاشق الروح" لمحمد عبد الوهاب مأخوذ من فيلم أمريكي !

الحقيقة أن المناقشة الدائرة أسفرت عن وجود خلاف أساسي حول مفهوم الفن والإبداع الفني..... ما هو الفن وما هو الإبداع الفني ؟؟
أولا فإننا يجب الاعتراف بأن هناك إخوة قد لمسوا كبد الحقيقة أو اقتربوا منها بشكل كبير ( السادة/ عاشق الرست - عثمان دلياني - غازي الضبع - د.هشام خلف - درش دارش - ...... )
ودون الدخول في تفاصيل فلسفيه , ودون الادعاء بالتفرد في امتلاك الحقيقة , فلكل رأيه , وله الحق في الدفاع عن وجهه نظره
ـــ بجب أن نطرح على أنفسنا مجموعة أسئلة:
هل من المتصور أن هناك أديب ( أو فنان أو شاعر ) عربي لم يطلع على الآداب العالمية , ولم يقراء ويستوعب ويتأثر بما قراء ؟
إنا لأاعتقد في وجود مثل هذا الأديب الجاهل ......
وان وجد فإننا أمام موهبة خام من الصعب جدا أن تنتج أدبا جيدا
وان اطلع على الآداب العالمية ولم يستوعبها ولم يتأثر بها , فأنني اعتقد إننا أمام أديب محدود الإنتاج الفني الراقي أو ينتج أدبا يكرر فيه نفسه ويدور حول مساحة محدودة من الإبداع
أنا أتصور إن كل أدبائنا الكبار ( العقاد ـ طه حسين ـ المازني ـ .... وصولا لنجيب محفوظ و يوسف إدريس وحتى الغيطانى و القعيد و غيرهم كثير ....) كلهم بدون استثناء لهم مطالعات بل ودراسات للآداب العالمية في كل بقاع الأرض التي تنتج أدبا راقيا .....
طيب ..... هل يعقل أو يتصور أن أحدا منهم لم يستوعب هذه الآداب ( يبقى قراء ولم يفهم !!!)
وهل يتصور أن احدهم لم يتأثر بما قراء أو درس ..... ولو في جمله أو قصة أو هيكل درامي.......
الإجابة ..... مستحيل
وكل من وهبه الله موهبة الإبداع يعلم ذلك وانه لا عيب مطلقا في ذلك ...... بل إن قيمة الأديب والفنان تحدد بمدى ثقافته واطلاعه ...... الموهبة موجود .... ولكن تحتاج لصقل .... والصقل لا يأتي إلا بسعة الاطلاع والاستيعاب بل والتأثر
بل ــ أكثر من ذلك ــ هناك فنون وآداب تم[ أخذها ] ونقلها بالكامل من الآداب والفنون العالمية كفن القصة ( فالتراث العربي لا يعرف إلا الشعر والمقال ) وفن المسرح والسينما
تم نقل أو اخذ هذه الفنون وتم إضافة الموهبة لها فأصبح لدينا توفيق الحكيم [ في المسرح ] و نجيب محفوظ [ في القصة ] و يوسف إدريس [ في القصة القصيرة ] و يوســــف شاهين و صلاح أبو سيف فى السينما
وما قيمة شوقي العالية إلا انه كان رائدا في مجالات شعرية نقلها عن الغرب [ مثل المسرح ألشعري ......]
ولو افترضنا جدلا مره أخرى إن هناك أديب أو فنان محدود الاطلاع فلابد إن يكون فنان أو أديب محدود الإنتاج أو يدور حول نفس الأفكار أو الأساليب أو الجمل الموسيقية
ـــ وإذا كنا اليوم أمام ظاهرة فنية ـــ مثل محمد عبد الوهاب ــ مطورة في مجالها ترى أن الفن هو الجديد دائما ثم أصبحت صاحبة رسالة تهدف إلى إخراج الموسيقى الشرقية من ركود أصابها نظرا لاستنفاذها لأغراضها و أصبحت لا تستطيع التواؤم مع العصر ولا مع الرقى الموسيقى العلمي الذي وصل إليه العالم كله
إذا كنا أمام مثل هذه الظاهر فإننا أمام موهبة واسعة الاطلاع عظيم الموهبة
ولقد شهد بدايات القرن العشرين مولد جيل كامل من الرواد التنويريين, كان هدفهم الأوحد هو اعاده إيقاظ وتنوير ألامه , واقصد بذلك العقاد, طه حسين , المازني , الحكيم , وامتدت لتشمل نجيب محفوظ
وفى مجال الموسيقى كان هنا سيد درويش إلا العمر لم يمهله لاستكمال دراسته ورسالته ( يلاحظ هنا الفرق الكبير الذي أحدثته رحله وحيده للشيخ سيد للشام واطلاعه على أشكال وجمل لحنية جديدة )
وقد تولى الراية ــ وبكفاءة ـ بعده محمد عبد الوهاب , وما لم يتح للشيخ سيد أتيح وبرحابه لمحمد عبد الوهاب , فلقائه بأمير الشعراء أتاح له وبغزاره اللقاء بالنخبة المثقفة المصرية والعربية ثم ــ وهذا هو الأهم ــ أتاح له أثناء رحلاته لأوربا الالتقاء والتعلم من فنون الغرب الراقية ...... هذا اللقاء والتعلم والاستيعاب صقل موهبة أصيلة أعطته السبق والريادة
ــ ولقد أحدثت خطواته التقدمية ثورة في عالم الموسيقى الشرقية والعربية , كما أحدثت ثوره مضادة أيضا , تبناها محدودي الموهبة أو محدودي الثقافة , اتهموه بالتغريب والاقتباس والسرقة و.........
أما رواد التنوير زملائه فكانت لهم مواقف عظيمه منه كلهم بدون استثناء , فشجعوه واثنوا عليه, لعلمهم ما هو الفن وما هي الموهبة الفنية
وظلت موجات الهجوم تعلو وتخفت ثم تعود لتعلو مرة أخرى , مره يتبنى الهجوم صاحب مصلحه , ومره فنان محدود الموهبة , وهكذا...... إلى أن كان التقرير الظالم الذي أصدره القسم العربي باليونسكو و كان الهدف منه الانتقام من عبد الوهاب لموقف الرئيس السادات منه ( سبق تناول ذلك في مداخلة لي عند طرح موضوعنا هذا )
وتلقف التقرير ـ رغم اعتذار اليونسكو عنه ـ مجموعه من أصحاب المصالح أو من أنصاف الموهوبين أو من ذوى الحقد الفني على النجاح الغير مسبوق الذي حققــــــــــه محمد عبــــــــــــــد الوهاب , وأيضا ـ للأسف ـ بعض الملحنين لمواقف اعتقدوا أن عبد الوهاب كان ورآها , أو أنهم انقضى عمرهم و حققوا نجاحات لكن ليست في مستوى نجاحات عبد الوهاب .
ـــ لكن فيما يبدو أن هذا قدر الرواد العباقرة , فعند مطالعتي دراسات وكتابات حول أمير الشعراء احمد شوقي لاحظت انه لاقى نفس الهجوم , التغريب . الاقتباس من الشعر الغربي . بل والسرقة
و وصل ألأمر في حالة طه حسين إلى حد اتهامه بالكفر و أفتوا بخروجه عن ألملة.
ــ ولان الموسيقى والغناء أكثر انتشارا وتأثيرا من الشعر وكل أنواع الفنون والآداب كان الهجوم على عبد الوهاب أكثر تأثيرا لدى ألعامه . فأخذ الكثير يردد مفردات الهجوم دون إدراك واع لمعنى الفـــــــن و ألإبداع الفنية .
ـــ واتعبوا أنفسهم بترديد عبارات جوفاء ( مقتبس... اخذ من فلان .... سرق ..... عصر الاكتشافات الكبرى لاقتباسات محمد عبد الوهاب ........ ) وهى عبارات تدل على عدم وعى أو فهم أو إدراك لما هو الفن وما هي الموهبة الفنية وكيف تسقى لتنمو وتتطور وتزدهر
ــ المعيار هنا في تحديد السرقة والاقتباس هو كما حدده المايسترو سليم سحاب في الآتي:
" أن المعيار المنطقي الوحيد هو أن يتهم بالسرقة ( أو الاقتباس ) كل من ينقل الحان غيره بطريقة غير خلاقة أو كل من تشكل الألحان المنقولة القسم الأكبر والاهم من الناحيــــــة النوعيــــة في عطائه الموسيقي ".
ـــ وهذا المعيار لا ينطبق على عبد الوهاب من قريب أو بعيد فحجم موهبته ألفنيه عظيم للغاية , لحد استوعــــــب فيه مواهب كل من سبقوه أو عاصروه أو حتى من أتوا بعده
ـــ او كما قال أخونا عاشق الراست [ دعنا نستبعد مجموع الجمل الموسيقية التي يقولون بأنها مأخوذة من أغاني غربية من تراث محمد عبدالوهاب الفني .. هل ستنقص من عبقريتـــــــه شيء ؟ بالطبع لا ].
ـــ أو ما قاله الدكتور هشام خلف [الموسيقار بيحب يسمع عشان يعرف يلحن و يجدد و ينتج ,فمن يكتب الشعر لازم يقرأ الشعر و من يلحن لازم يسمع...... ]
ــ أو ما سطره ألأخ عثمان دلباني [أرى أن الموسيقى مثل الفنون الأخرى تحيـــــا بالتلاقح و تفنى بالركود لان ألتلاقح يعطي أشكالا جديدة تتجدد معها ألأذن و السماع ].
تحياتى للجميع
رد مع اقتباس