عرض مشاركة واحدة
  #82  
قديم 19/05/2009, 15h57
safa zadh safa zadh غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:420703
 
تاريخ التسجيل: avril 2009
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
المشاركات: 23
افتراضي رد: السيرة الهلالية جابر أبو حسين

ولد جابر أبو حسين ببلدة آبار الوقف مركز أخميم بمحافظة سوهاج فى 3/11/1913 وعاش فترة صباه الأولى فيها ، واسمه الحقيقى " جابر حسين أحمد رجب آدم" وشهرته جابر أبو حسين كما دعاه عبد الرحمن الأبنودى ، وكان منذ صغره مفتوناً بالغناء ، التحق بكتاب القرية وحفظ القرآن الكريم وكثير من الشعر وعشق المديح النبوى وكان يحضر حفلات الإنشاد فى ليالى قريته والقرى المجاورة ليردد ورائهم الابتهالات والتواشيح حتى لفت الانتباه بصوته الجميل وذاكرته القوية ، وتمسك به المنشدون فحرصوا على اصطحابه معهم إلى أن أحس ابن عمه ويدعى أحمد بخيت رجب بأنه بدأ يسلك مسلك " القوالين أو الشعرا " كما يسمونهم فى الصعيد ، ولأنه كان يكبره سناً أنذره بأن يترك هؤلاء الناس ويلتفت لمصلحته إلا أن جابر أصر على أن يمضى طريقه كما يحب ويرغب ، فلما زادت مضايقات ابن عمه قرر الرحيل عن البلد ، وبدأ تغريبته بمدينة الأسكندرية وعمل بأحد أفرانها لتوفير لقمة عيشه ورفض كل محاولات الأهل إعادته إلى البلد ..
فى الاسكندرية بدأ جابر يتردد على المقاهى التى يرتادها الشاعر الشعبى الذى يروى السيرة الهلالية وغيرها وأخذ يتعلم فنون الأداء على يد أهل الخبرة لسنوات حتى استطاع أن يحفظ السيرة كاملة ..
وبعد خمسة عشر عاماً عاد جابر أبو حسين إلى بلدته محملاً بموروث الوجه البحرى عاقداً العزم على المضى فى نفس الطريق بما يتفق وطباع أهل الصعيد ولغتهم ولهجتهم واكتفى بالاحتفاظ بزى المشايخ الذى عاد به من بحرى ربما لتحسين صورة الشاعر بين الناس ..
تنقل جابر أبو حسين خلال مشواره مع السيرة بين قرى ومراكز محافظة سوهاج مع استقراره فى البليانا لكن محاولات أقاربه فشلت أولاً فى إعادته إلى آبار الوقف " بضم الهمزة كما ينطقها أبناؤها " ولم تفلح إلا بعد أن اشتروا له بيتاً من أموالهم مما اضطره إلى الرضوخ لرغبتهم وتم الصلح بينه وبين ابن عمه بل وصاهره بزواج ابنه عبد العظيم من ابنتة وعلا شأن جابر فى سائر محافظات الصعيد ، ومن الأحداث المؤثرة فى حياته استشهاد ابنه عبد العظيم فى حرب اكتوبر 1973 وكانت صدمة قاسية له فلزم البيت وامتنع عن العمل لفترة طويلة بلغت أكثر من عام ويروى أنه تنبأ بموت ابنه فقد رأى فى منامه أن عصاه المعوجة قد احترقت ، كما يروى أنه بعد أن أقنعه محبوه بضرورة الاستسلام لقضاء الله وعودته للعمل وما زال جرحه ينزف أبكى آبار كلها حين اختار قصة مقتل الخفاجى عامر غريباً عن وطنه وربط بينها وبين استشهاد ابنه ..
رد مع اقتباس