تتميز الكثير من الألحان القبطية بالمليسما أو الإطناب النغمي بمعنى التطويل في النغمات
والإطناب النغمي كان يوجد بكثرة في الموسيقى الفرعونية وقد أقر ذلك ديميتريوس الفاليروني عام 297ق.م. وهو أحد أمناء مكتبة الإسكندرية حيث أكد أن كهنة مصر كانوا يسبحون آلهتهم من خلال السبعة الحروف المتحركة التي كانوا يأخذون في الغناء بها الواحد تلو الآخر، وكان ترديدهم بهذه الحروف ينتج أصواتا عذبة، ويتضح مما قاله أن الإطناب النغمي هو اسلوب في الغناء كان موجودا أيام الفراعنة وقد امتد إلى الكنيسة القبطية كأسلوب وليس كألحان بذاتها وإن كانت تذخر بالكثير من التيمات والجمل الموسيقية الفرعونية
ولعل القالب الموسيقي الغنائي المصري المعروف باسم الدور والذي ظهر في أوائل القرن التاسع عشر، هو صورة واضحة جلية تؤكد أن اسلوب الإطناب النغمي - استطالة الحرف اللفظي بالنغمات - قد لاقى قبولا وارتياحا في آذان كبار المؤلفين الموسيقيين في ذلك العصر والعصور التي تلته فصاروا يقلدون هذا الأسلوب وذلك بحشو القسم الثاني من هذا الدور بالآهات واطلقوا على هذا الجزء منه اسم الهنك وهو مصطلح فني يطلق على اسلوب الغناء في الغصن الرئيسي للدور عندما يتبادل المغني والمنشدين الآهات.