الموضوع: الطقطوقة
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08/10/2006, 02h35
الصورة الرمزية mokhtar haider
mokhtar haider mokhtar haider غير متصل  
رحمك الله رحمة واسعة
رقم العضوية:1707
 
تاريخ التسجيل: mai 2006
الجنسية: جزائرية
الإقامة: الجزائر
العمر: 77
المشاركات: 1,662
افتراضي مشاركة: الطقطوقة

هذا الموضوع على قالب الطقطوقة يأ تي بعد مداخلة سابقة و هو تابع لها
و قبل أن نواصل الموضوع فبناء على أرادة تسهيل فهمه فجميع الأمثلة الغنائية المذكورة فيه كوجودة في المنتدى في مختلف الأقسام المحددة لكل مطرب
مما يذكر أن القالب الطقطوقة هو من أبداع مصري و كذالك الدور الغنائي
بعد ما رأينا في مداخلة سابقة تعريف عام و بسيط بالأمثلة ما هي الطقطوقة و تعرفنا على الطقطوقة في مراحلها الأولى..... سوف نتعرف على الطقطوقة في مراحلها الثانية... الفرق بين هذه و ذالك أن الطقطوقة في مراحلها الثانية تتضن نفس البناية النغمية فيها مذهب و أغصان أنما تلحين الأغصان يختلف من غصن لآخر بينما في المراحل الأولى جميع الأغصان ملحنة على نفس النغمة....

أهم شيء يجب أن يلاحظ .... هو أن الطقطوقة في مراحلها الأولى ناتجة على البحث في تبسيط العرض الغنائي و تسهيل مهمة المستمع .... فهي سهلة السماع و الهضم بلغة عامية تختلف بالتالي عن القصيدة و الموشح و موضوعها و تلحينها أسهل و أسرع من مواضيع الدور الغنائي و القوالب الثلاثة هذه... الدور و القصيدة و الموشح كانت تسود في الشرق الى جانب الموال و أشكاله المختلفة أو المتفرعة
تركيب الأغنية واحد في الطقطوقة أنما بنايتها اللحنية تختلف.... و العنصر المشترك بين الاثنين هو وجود المذهب الغنائي أو نهايته و لازمته الذي تفصل بين الأغصان....

أمثلة أخرى من الطقطوقة في مراحلها الأولى.... أغنية لما انت ناوي تغيب على طول و أغنية حسدوني و باين في عينهم و أغنية خايف أقول اللي في قلبي لمحمد عبد الوهاب و أغنيتي لعبد الحليم حافظ في بداياته قبل 54 و هما.... بيني و بين قلبي حكاية فيها المطلع و الأغصان متشابهة اللحن من تلحين خليل المصري و أغنية أخرى... بعنوان يا فايتني و فكري محيرني... من ألحان محمد الموجي و كلمات محمد حلاوة و نذكر أغاني فائزة أحمد أخرى كأغنية.... الزوجة الحان عبد الوهاب.... و أنا قلبي اليك ميال ألحان الموجي و .... قلبي سألته عليك قال أيوه ألحان بليغ حمدي

أما الطقطوقة في مراحلها الثانية عامة فالفضل يرجع للفنان زكريا أحمد الذي ابتكره في بداياته و خاصة مع أم كلثوم... و من الملاحظالهام ان هذه المرحلة تعكس تنويع الغناء بينما المرحلة الأولى عكست على تبسيطه
و بعد زكريا أحمد فوجد ملحنون أمثال محمد عبد الوهاب و القصبجي و السنباطي و غيرهم مجالا واسعا للأبداع اللحني و الموسيقي حيث أن هذا النوع من طقاطيق المرحلة الثانية أثرى من طقاطيق المرحلة الأولى.... و يكسر الملل عند النغمة الواحدة و يتيح امكانية صياغة لحنية لكل جملة او قسم من الكلمات المنظومة
و لأجل أن يفهم الأخوة القراء.... نعطي أمثلة حية من أشهر الأغاني ليفهم أكبر عدد ممكن من الأخوة القراء
أغنية جميل جمال لفريد الأطرش فيها افتتاحية موسيقية بجملة واحدة و هي بداية مطلعها و هذا المطلع يتخلل ثلاثة أقسام أو أغصان لكل واحد منهم لحن على مقام معين////
الغصن الأول.... ليه الدنيا جميلة و حلوة و انت معايا الخ يختلف عن الغصن الثاني الذي يقول فيه.... ليه لما بشوفك بعيني روحي تغني.... و تلحين الغصنين هذين يختلف عن تلحين الغصن الثالث ليه كل الأزهار بتحبك و الطير و الناس علشان الرقة اللي في قلبك و الا الأحساس .... قد يكون هذا التطوير أهم تطوير في الطقطوقة و الأغنية العربية لأن تقريبا جميع الملحنين اتخذوه نموذجا في أعمالهم.... و هذا النوع يساعد على تلحين الجمل و الفقرات و المشاهد ان صح التعبير و المعاني على العموم و هذا خاصة خاصة في حالة وجود نص غنائي ثري و عامر بالمعاني و الصور و اللازمات الكلامية و الشعرية

و ما دام نحن كنا مع أمثلة من أغاني فائزة أحمد.... فنأخذ مثلا أغنيتها الشهيرة.... بتسأل ليه علي... من ألحان فؤاد حلمي.... فهي طقطوقة كتطولرة أي من المراحل الثانية


تبقى حكاية المذهب الغنائي.... قد يغني كاملا بين الأغصان و في حالات عديدة لا يغني منه الا آخره أو لزمته و قفلته الغنائية.... كما هو الحال في أغنية فائزة.. بتسأل ليه علي حيث أن بين كل غصنين تكتفي بآداء..... و لا تسأل علي ما لكش دعوة بي
و كما هو الحال في أغنية عبد الوهاب..... أنا و العذاب و هواك التي يكتفي فيها بقوله آخرتها ايه و ياك يا اللي انت ناسينا يقولها في آخر كل غصن لتردده كاملا المجموعة الصوتية... و هذا ما يعمل به بعض الملحنين..... و في أحوال أخرى قد يغير نوعا ما المذهب في كلماته لا في اللحن حيث تقول فايزة.... مرة و لا تسأل علي ما لكش دعوة بي... ثم مرة أخرى بلاش تسأل علي.... ثم مرة ثالثة كان ليه تسأل علي و هذا كله و هو الأهم في نغمة لحنية واحدة

بقي سِؤال أخير خاص بمطولات أم كلثوم و عبد الحليم و المطولات التي قدمت بداية من السبعينات.... و حتى بعض القصائد الغنائية أمثال الجندول يعود فيها مذهبها الغنائي و كليوبترا التي يعود فيها آخر مطلع الأغنية ... يا حبيبي هذه ليلة حبي
و المشكل متعلق بأغاني أم كلثوم ايضا أمثال ذكريات و عودت عيني و سيرة الحب و أنت عمري و أنت الحب و الحب كدا و دليلي احتار و يا ظالمني و شمس الأصيل جميعها فيها أغصان يتخللها جزء من المذهب الغنائي فقط.... هي بالفعل قد تبدو طقاطيق بهذه البناية أنما البعض يقول عنها بأنها مونولوجات بمشاهد منفصلة.....

و هنا تظهر أهمية العنصر المسيطر... على سبيل المثال فالجندول لعبد الوهاب تصنف كقصيدة بمعانيها و لغتها الفصحى الا أنها لا تعتمد على وحدة العروض و القافية كالقصائد الشعرية في تعريفها و تصنف طقطوقة بما أن فيها مذهب غنائي يتخلل الأقسام أنما هي مغناة على لغة فصحى بينما معظم الطقاطيق على اللغة العامية و قد تصنف من في المونولوجات بوجدانية موضعها بينما أن المونولوجات مكتوبة باللغة العامية....

بعد هذه المداخلة المتواضعة الناتجة عن سماع... بقي على المختصين تكميله علميا و هذا ما أتمناه ان أمكن من أخينا الفنان الملحن الدكتور أحمد الديب و أعضاء لآخرين من أهل الفن الغنائي و الموسيقي جميعهم مشكورين ألف مرة

مختار حيدر
رد مع اقتباس