عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 23/10/2009, 10h59
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الخطاط العراقي هاشم محمد البغدادي
[1919-1973م / 1340-1393هـ]



من اليمين الواقفون: محمد أحمد أبوالعينين، هاشم محمد البغدادي عز الدين حسني.
الجالسون: سيد إبراهيم، نجيب هواويني، نجاة محمد حسني, الشيخ محمد عبدالرحمن، محمد حسني. (1365هـ / 1946م).


هو هاشم بن محمد بن درباس البغدادي ولد سنة 1340 للهجرة في بغداد، نابغة الزمان وعميد الخط العربي، ويعتبر عَلَماً من أعلام الخطاطين العراقيين، بدأ حياته ذوّاقاً للخط محباً له، شغوفاً به منذ صغره، تعلّم الخط في بداية حياته في الكتاتيب بطرقها البدائية وكان الأستاذ فيها يومئذ يسمى (الملا) والذي يتخذ من المسجد أو من بيته مكانًا للتدريس وتعليم فنون الخط.
هاشم يواصل تحصيله الفني منذ البداية بهذه الطريقة مع (الملا) الذي نال إعجاب هاشم فأخذ يفاخر ويعتز به، بعدما أدرك هاشم أن قدرة الملا هذه قد انتهت في هذه الحدود وبالتالي رأى أن يتجاوزها إلى طريق أفضل وفي إطار أوسع، فجادت عليه الأيام بالملا علي الفضلي، الأستاذ الفاضل الذي عرف بعلمه وورعه، أحبه هاشم وحفظ له الود والتقدير حتى نهاية حياته حيث كان لهذا الملا الأثر الكبير في نجاح هاشم، إذ يعتبر الموجه الأول لهذا الفنان الكبير وعُرف عن هذا المعلم بأنه صاحب طريقة فنية متميزة، تلك هي القاعدة البغدادية للخط، والتي تاق إليها هاشم وعمل على إعادتها إلى أصولها الأولى، فكان لهاشم أول إجازة في الخط من يد هذا المعلم الشهير.
واصل تجويده للخط وبرع في الثلث والتعليق خاصّة، ونال شهرة فنية بفضل أساتذةٍ مشهورين، وبرع في بقية الخطوط العربية والزخارف الإسلامية وجاب البلاد العربية بغية الاتصال بكبار الخطاطين، يعرض عليهم خطوطه ويطلعهم على إنتاجه الفني، فرحل إلى الشام والتقى بالخطاط الدمشقي بدوي الديراني وإلى مصر والتقى بالسيد إبراهيم ومحمد حسني البابا فمنحاه الإجازة في أنواع الخطوط واتفقوا على اشتراكه في امتحان الدبلوم دون دراسة، ولدى الامتحان المطلوب سنة 1945 وقبل 1947 كان الأول على الخطاطين الذين شاركوا في تلك السنة.


ثُمَّ شدَّ الرحال إلى استانبول -مأوى أفئدة الخطاطين في ذلك العصر- ليتشرف بلقاء إمام الخطاطين آنذاك الأستاذ حامد الآمدي، فقدّره واستحسن خطه وقال إعجاباً به قولته المشهورة: "نشأ الخط في بغداد وانتهى فيها" ويقصد من ذلك أن الخط العربي بدأ حياته المجيدة بظهور عملاق الخط العربي علي بن هلال المعروف بابن البواب، وانتهى هذا بظهور هاشم البغدادي، وهذا يعتبر وِساماً ومكرمة تضاف إلى المآثر الحميدة التي تكرّم بها عماقة الخط لهذا الفنان.
أجازه حامد الآمدي بإجازة هذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم، ولدي هاشم محمد البغدادي الخطاط، شاهدتُ فيك الصدق والإخلاص والمحبة لهذا الفن الذي لم يندثر ما دام الإسلام باقياً وأعهد فيك أن تكون من أخيارهم وأول الخطاطين في العالم الإسلامي، فلك أُهدي أزكى التحيات لِِما أنت عليه من تقدم دائم. كُتب في الآستانة سنة 1371هجرية، التوقيع موسى عزمي المعروف بحامد الآمدي.
ولقد قال عنه أحد المؤرخين بالحرف الواحد: "ولما كان الأستاذ حامد الآمدي قد بلغ من العمر عتياً، وقد بلغ التسعين أو جاوزها، فقد بات الأستاذ هاشم أضبط من يكتب الحرف العربي في العالم، وعلى يد هاشم انتقلت الريادة والقيادة والرئاسة في فن الخط إلى العرب بعد أن تولاها الأتراك بما يقرب من خمسة قرون".
والمرحوم الخطاط أبا راقم هاشم البغدادي يمثل ثروة قوميّة نادرة وحصيلة ناضجة من التراث وثمرة متكاملة من ثمرات التجارب الفنية الرائدة حيث يمثل لوحة فنيّة رائعة من لوحات الخط العربي، كونه خلاصة مدارس ومرتكز تجارب، ومجمع خبرات فنية موروثة استطاع أن يستوعبها ويمازج معها، ويوحّد بين قواعدها ليستخلص لنفسه قاعدة هي أقرب إلى القاعدة البغدادية التي أولع بها وأتقن أصولها وأفرد لها من فنه مما جعلها متميزة.



وقد بقيت هذه الأصول تتجاذب أطراف فنّه وهو يحاول التوفيق فيها ليكسب الحرف جمالاً إلى جماله ويضيف إليه هندسة تزيد في روعة هندسته حتّى استقامت له القواعد، وتكاملت في شخصه الأصول، ومن هنا كانت له قاعدة عُرف بها، على الرغم من حرصه على التقليد والتزامه بالقواعد وقد ظلَّ طلابه ومعارفه يتابعون اجتهاده، وهو يأخذ أبعاده ويشعرون شعوره، وهو يتجدد من خلال الممارسة المستديمة ويؤكد التزامه بالقواعد التي رسمها أعلام الخط البارزون، ولعلَّ مكتبته الخطية تُعدُّ أروع مكتبة الخطيّة تُعدُّ أروع مكتبة في نفائس النماذج ونوادر المخطوطات التي اقتناها عبر رحلته الطويلة مع هذا الفن الجميل.
ويوم كان في مصر عُرض عليه تدريس الخط في مدرسة تحسين الخطوط، غير أنه رفض وفضَّل العمل في بغداد، وعاد إليها يتحفها بفنه ويهبها عصارة جهده فأغنى جوامعها بشامخ أعماله وتجاوزها إلى بقية مدن العراق ومحافظاته بروائع خطوطه وبديع هندسته وزخارفه، حيث شملت خطوطه الكتب والمجلات والجرائد والدواوين، وأصبح فيما بعد أستاذاً للخط العربي في معهد الفنون الجميلة ببغداد.
كان المخلص في عمله المتفاني في واجبه المحب لوطنه وفنه وكان صديقاً للفنان المعروف محمد صبري، كتب معظم الخرائط المهمة التي طبعتها مديرية المساحة، كما تشرّف بكتابة المصحف الكريم الذي كتبه الخطاط الشهير محمد أمين الراشدي، وطبع في مطبعة مديرية المساحة.
كما أن له نسخة من القرآن الكريم تعتبر من أجود أعماله، كما ظهرت نسخته القيّمة للوجود عندما استقر رأي ديوان الأوقاف لأول مرة على طبع المصحف الكريم فأخبروه ليكون مشرفاً على طبعه في ألمانيا وعاد بعد أكثر من سنة وهو يحمل آية من آيات الجمال في خطوطه وزخرفته، ثم تجددت فكرة طبعه مرة ثانية فاختير لهذا الواجب المقدس ومكث لهذا العمل في ألمانيا أكثر من سنتين يواصل عمله ليل نهار عاد بعدها مختتماً أعماله المجيدة بهذا العمل الرائع.
كما قام بخط وتصميم المسكوكات والعملات الوطنية لبلده ولبعض الأقطار العربية لـ تونس والمغرب وليبيا والسودان.

يتبع



الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 111.jpg‏ (109.8 كيلوبايت, المشاهدات 195)
نوع الملف: jpg hashemmon9.jpg‏ (27.9 كيلوبايت, المشاهدات 191)
نوع الملف: jpg 1181910959.jpg‏ (37.9 كيلوبايت, المشاهدات 190)
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

التعديل الأخير تم بواسطة : محمد العمر بتاريخ 23/10/2009 الساعة 11h41
رد مع اقتباس