عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 22/10/2009, 21h52
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم





محمد علي كريم المذيع والاعلامي
العراقي و كبير الأذاعيين العراقيين



محمد علي كريم من مذيعي الاربعينيات والخمسينيات الرواد في الاذاعة العراقية ويعتبر كبير الاذاعيين العراقيين ومن الاعلامين المتميزين في تاريخ الاعلام العراقي .

محمد علي كريم المذيع الذي حوكم امام المحكمة العسكرية العليا الخاصة في 1959برئاسة المهداوي الي جانب المذيع كاظم الحيدري وحكمت علي محمد علي كريم بالبراءة ثم غادر العراق وعمل مذيعاً في الاذاعة السعودية من الرياض والدمام .


وله من الذكريات الجميلة عن مشوار الاذاعة الطويل ويروي الاستاذ محمد عن بدايات النقل الخارجي لااذاعة بغداد .

كثيرا ما يسمع المستمعون لاجهزة المذياع هذه العبارة من قبل مذيع الاذاعة وهي سيداتي وسادتي اللاقطة (المايكروفون) تنتقل الى اذاعة خارجية لنقل حفل استقبال ضيف كبير يزور القطر، او نقل صلاة جمعة من احد المساجد او حفلة دينية لاحدى المناسبات او حفلة رسمية او حفلة غنائية من احد المسارح او غير ذلك..

وقد كان اول نقل اذاعي خارجي لاذاعة بغداد جرى في صيف عام 1938 من ملهى (السندباد) الذي اسسه المذيع المعروف المرحوم يونس بحري في جزيرة السندباد ام الخنازير في نهر دجلة جنوب مدينة بغداد حيث تم نقل حفلة غنائية ساهرة من هذا الملهى ثم نقلت الاذاعة حفلة افتتاح سدة الكوت من مدينة الكوت التي جرت برعاية المرحوم الملك غازي الاول ونقلت اذاعة بغداد بعدها حفل افتتاح سد الورار من الرمادي ثم نقلت الاذاعة حفل وضع الحجر الاساس لجامع الشهيد في ساحة الجندي المجهول سابقا ثم توالى نقل الحفلات الدينية من الجوامع في بغداد وخاصة في شهر رمضان المبارك كما تم نقل صلاة الجمعة من بعض المساجد ونقلت اذاعة بغداد الافلام العربية الغنائية من دور السينما وكذلك الحفلات الغنائية من المسارح.

كان النقل الاذاعي الخارجي يتم بواسطة خطوط الهاتف (التلفون) التي تصل بين اذاعة بغداد وبين المكان المطلوب النقل منه فكانت هناك شبكة كبيرة من اسلاك الهاتف بين اماكن عديدة في انحاء بغداد وبين الاذاعة تؤمن هذا النقل.. الا انه في حالة قيام الاذاعة بنقل وصف استقبال لضيف يزور القطر وصفا مستمرا من لحظة وصوله مطار بغداد حتى محل اقامته. فقد كنا نستعير سيارة خاصة بقسم الميكانيك في قصر الرحاب، وهي من نوع (ستيشن) تضم مرسلة اذاعية ذات قوة ارسال صغيرة ايضا لايتجاوز محيط بثها الاميال القليلة فتستطيع اذاعة بغداد التقاط موجتها بسهولة ثم تكرر الاذاعة وصف حفل الاستقبال لمستمعيها كافة..

وبهذه الطريقة نقلت الاذاعة وصف استقبال المرحوم الشيخ بشارة الخوري رئيس جمهورية لبنان الاسبق عندما زار العراق في عام 1947 من مطار بغداد وحتى محل اقامته في القصر الابيض وقد استغرق الوصف مدة ساعتين تقريبا كما نقلت حفل استقبال ملك الافغان السابق عند زيارته العاصمة من مطار بغداد الى البلاط الملكي وتم ايضا نقل حفلات افتتاح البرلمان، وفي احداها واكبت الاذاعة موكب الوصي من اول شارع جمال عبدالناصر (الصالحية) الى بناية المجلس النيابي في محطة الميدان وقد تحدث خلال النقل الخارجي بعض الحوادث الطريفة والمسلية منها ما ارويه بصورة مختصرة.

ذات مرة كنا نقوم بنقل حفلة غنائية ساهرة من احد مسارح بغداد الليلية في 1947، ومن ضمن فقرات الحفلة وصلة غنائية لمطربة مصرية اسمها (ليلى حلمي) وكانت تقدم في كل حفلة اغنية ام كلثوم المشهورة الدينية (سلوا قلبي) والتي كانت حديثة الانتشار وكان احد الوزراء في ذلك الوقت معجبا جدا باغنية (سلو قلبي) ويطلب اذاعتها باستمرار عندما كانت ليلى حلمي تقدم وصلتها الغنائية من اذاعة بغداد وفي ليلة النقل هذه طلب الوزير من الاذاعة ان تبلغ المطربة المذكورة بطلب الوزير اذاعة القصيدة الدينية هذه فما كان من المذيع المناوب في الاستوديو الا ان اتصل بمذيع النقل وابلغه رغبة الوزير بواسطة النقل الهاتفية الا انه لم يكن يدري أن الخطوط كانت مفتوحة للمستمعين فظهر كل كلامه على الهواء مباشرة وكان فضيحة الموسم الفنية !!


ذكريات اذاعية لمحمد علي كريم.

وقد كنا في اذاعة بغداد نولي توقيت اذاعة الاغاني اهمية خاصة وقد اعددنا قوائم متفرقة تتضمن الاوقات المناسبة لاذاعتها مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم تكرار اذاعة الاغنية اكثر من مرة في الاسبوع ولربما في الاسبوعين وكانت هناك مناسبة مهمة تتطلب منا التدقيق والتمحيص في نوعية الاغاني وما تضمه كلماتها يوم سقوط الوزارة او يوم تأليفها في ايام زمان فكنت والزميل الاستاذ محمود المعروف نجتمع لتحديد الاغاني التي نجدها مناسبة للاذاعة فكنا نستبعد الاغاني التي توحي لسامعها بالفرح والبشرى والسرور يوم سقوط الوزارة فلا نذيع مثلا اغنية (افرح ياقلبي) لام كلثوم او( اليوم الدنيا زهت) لسليمة مراد، او (اشرب كاسك واتهنا) لحضيري ابو عزيز او غير ذلك ونظل على هذه الحالة حتى تنتهي مشكلة تأليف الوزارة الجديدة وعندها تبرز مشكلة اخرى هي انتقاء الاغاني المناسبة لاذاعتها يوم تأليف الوزارة.الخلاصة ان الاغاني تلعب دورا مهما في هاتين المناسبتين وقد يستغل بضعهم اذاعة بعض الاغاني التي قد تذاع بطريق السهو فينقل للمسؤولين ان اذاعة مثل هذه الاغاني متعمدة ومقصودة فلابد والحالة هذه من معاقبة المسؤولين في الاذاعة.


واذكر بمناسبة الحديث عن الاغاني وتأثيرها في المستمعين انه في يوم سفر الوفد العراقي المفاوض الى لندن لاجراء مفاوضات لتعديل المعاهدة العراقية البريطانية وكان ذلك مساء يوم 5/1/ 1948 ان اذعنا في نشرة اخبار الساعة الثامنة مساء خبر سفر الوفد العراقي وكانت المادة التي تلي نشرة الاخبار هذه مجموعة من الاغاني العراقية للمطربة زكية جورج وقد سألني مأمور مكتبة الاسطوانات عن الاغاني التي ستذاع فاخبرته احضر الى غرفة الرقابة اغنية (وين رايح وين) واغنية ثانية وماكدنا نذيع الاغنية حتى قامت القيامة علينا وبدأت الاتهامات تنهال على رأس مدير الاذاعة ماهذا الاستهزاء؟، وآخر يقول كانكم تسخرون من سفر الوفد حتى ان وزيرا في الوزارة طلب معاقبة الموظف الذي تعمد اذاعة الاغنية بالرغم من تأكيد المدير ان اذاعة الاغنية تمت بصورة بريئة لم يكن وراءها اي دافع!!.


واتذكر ان شركة ماركوني التي تتولى الاشراف على اذاعة القاهرة قد منعت اذاعة اغنية (الجندول) بعد قيام الحرب العالمية الثانية بحجة انها دعاية طيبة لمدينة ايطالية هي (البندقية) وايطاليا من بلدان المحور وهي عدوه لبريطانيا .. والاغاني لها تأثير فعال على المستمعين فهي تكون نسبة عالية بين مواد مناهج الاذاعة تزيد على النصف حسبما تدل عليه الاحصاءات الاذاعية بين المستمعين وتولي الاذاعات كافة الاغاني عناية خاصة وتختار نوعيتها والاوقات المناسبة لاذاعتها فما يصلح صباحا لايمكن قبوله في المساء او السهرة والعكس صحيح والاذاعات انما تفعل ذلك لانها تريد استقطاب اكبر عدد من المستمعين لها فتسارع للحصول على التجديد من الاغاني لاذاعته على المستمعين .

منقول للفائدة بتصرف .

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد

رد مع اقتباس