عرض مشاركة واحدة
  #141  
قديم 18/05/2010, 21h04
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء


السلام عليكم



القجمة


سيارة اثرية عمرها 100 سنة لكنها مازالت تعمل






سيارة بسبعة ارواح
«القجمة» سيارة قارب عمرها 100 عام، تبدو عجوز هرمه لكنها بقوة الصبايا، لم يتبقى منها من الاصل شيئا غير الهيكل , اذ ان غالبية اجزائها قد بدلت او حورت باجزاء من سيارات حديثة كما ان قسم منها قد حور ليشتغل بزيت الغاز (الكاز) بدلا من البانزين .

فمنذ عشرينيات القرن الماضي دخلت هذه المركبة إلى العراق على يد البريطانيين كآلية لنقل الجنود ولكنها أسهمت بعد ذلك وبشكل كبير في نقل البضائع والمواد الإنشائية ما جعل منها نقطة مهمة في الذاكرة العراقية. وما زال عدد من هذه المركبات يسير في شوارع النجف رغم علامات التقدم في السن، حيث استبدل اسمها الحقيقي باسم مستوحى من شكلها و سبب تسميتها بالقجمة له علاقة بشكل مقدمة السيارة القصير والذي يعبر عنه باللهجة الدارجة بكلمة، أقجم أي مقطوع الانف او القصير جدا .
إنها سيارة الحمل سعة طنين من نوع فورد والمعروفة باسم «القجمة» التي لا وجود لاسمها الحقيقي (فورد) إلا بعلامة على شباك مقدمتها.

يقول أحد أصحاب القجمة إنها دخلت العراق، أول مرة، مع الجيش الانكليزي في الحرب العالمية الاولى، وكانت تستخدم للأغراض العسكرية ، قبل أن تحول إلى الحكومة العراقية عام 1938 بعد إنهاء خدماتها في الجيش الانكليزي في العراق.

ويضيف احد مالكي القجمه بلهجة ساخرة "إنها سيارة مضبوطة لأنها شغل أبو ناجي"، وهي التسمية التي يطلقها العراقيون على الإنكليز مثلما كانو يطلقون تعبير مختار ذاك الصوب على السفير البريطاني القابع في السفارة البريطانية في الكريمات بالكرخ .

ابو علي 45 سنة، يملك واحدة منذ أكثر 20 سنة يقول للقجمة روايتان، الاولى إنها صنعت عام 1910 أما الثانية (المثبتة رسميا في أوراق السيارة) فقد سجلت، مرورياً، ابتداءً من العام 1940 من قبل الدوائر الرسمية العراقية وهذا هو العمر الرسمي الذي نتحدث عنه حين نسأل عن موديل السيارة التي مازالت، حتى هذه اللحظة، تواصل العمل وتتمتع بصحة جيدة بعد إجراء عدة «عمليات جراحية» عليها. وأضاف «أتعامل مع سيارتي كأي سيارة حديثة أسير بها في الطرقات الخارجية بسرعة لاتزيد على 60 كيلومترا .
وهذه سرعة قد تكون غير عادية لسيارة عمرها يناهز القرن . وحول ما اذا كانت لديه رغبة في بيع سيارته قال «هاي أم الخبزة» أي انها تجلب الرزق لأهل البيت، ويضيف «على عينها شفت الخير» . ويقول ان عائلته متمسكة بها وأولادي يوميا يقومون بإزالة الأتربة منها كأنها رجل مسن في العائلة . وأراد ابو علي اختبار سيارته امامنا لكن خيبت ظنه عندما لم تتحرك إلا بدفعة من السواق الحاضرين، الدخان الابيض المنبعث منها يوحي بانه «دخان آخر ايام العمر» .




وانحصر عمل «القجمة» في السنوات الاخيرة في النجف والديوانية جنوب مدينة بغداد، وحسب احصائيات كان عددها في المدينتين يتجاوز 300 سيارة لكن العدد انخفض الى 10 سيارات فقط بسبب شرائها وتسقيطها لتسجيل سيارة حمل حديث، كما يقول صاحب سيارة قجمة في مدينة النجف، الذي يشكو من عدم وجود قطع غيار لهذه السيارة «لذا لجأنا الى تحوير كل شيء فيها إلا بدنها الخارجي ذات الحديد الصلب والمقاوم للرطوبة والحرارة، ويضيف أن وجود الكثير من الورش الميكانيكية في الحي الصناعي في النجف، حيث يمكن تركيب أدوات بديلة لها من محرك ومغير السرعة وبقية أجزائها المهمة، من أنواع سيارات تشبهها، وقد تم تغيير كل محتوياتها الآن تقريباً، بعد أن كانت بعد كل عطل توشك على الهلاك، فباتت تشبه القطة بسبعة أرواح». الشكل الخارجي للسيارة لا يوحي بأنها قوية أو سريعة بما فيه الكفاية، لكن أصحابها يفاخرون بها حتى انها حورت الى مركبة قلابة للاستفادة منها لنقل المواد الانشائية بالدرجة الاولى .

وعن سعرها اليوم يقول أصحابها انها لا تقدر بثمن ويضيف أحدهم اشتريناها منذ زمن بعيد، وكانت قيمتها آنذاك تحسب بالدنانير أما الآن فتحسب بالملايين .

مدير مرور النجف قال ان مالكي سيارات القجمة «استفادوا كثيرا من القرار الحكومي بمنع استيراد سيارات أقل من موديل 2006 شريطة أن يصاحب تسجيل كل سيارة حديثة تسقيط سيارة قديمة، فرفع هذا القرار أسعار السيارات القديمة إلى أكثر من 3000 دولار». وهو مبلغ لم يحلمو ان تبلغه هذه السيارة يوما ما .

وأضاف ان سيارة القجمة «يسمح لها السير في الطرقات رغم أنها ذات مقود ايمن وهو مخالف للقوانين المرورية العراقية في الوقت الحاضر لكن القرار الذي صدر بعد الاحتلال لم يشمل هذه المركبات» . ومن المعروف انه بعد عام 2003 دخلت العراق سيارات حديثة بمقود أيمن، إلا ان دوائر المرور رفضت تسجيلها ما لم تحوَّر إلى مقود أيسر، لكن هذا القانون استثنى القجمة مثلما استثنيت من شرط حزام الأمان الذي يطبق بشكل واسع هذه الأيام في العراق .


وتتمسك بعض الأسر في النجف بسيارة "القجمة" وتتوارثها جيلاً عن جيل دون أن تغريهم أشكال السيارات الحديثة، ويضيف احد مالكي القجمة ورثت هذه السيارة عن أبي ومازلت أعمل فيها منذ 16 عاماً وقد ورثها أبي عن جدي .

أحد القجمات اشتراها قبل أيام المتحف العراقي للاحتفاظ بها كتحفة تراثية.

ويعتز اصحاب القجمة كثيرا بهذه السيارة العجوز ويتفاخرون بها وأنها مازالت شابة وتشق الأرض شقاً ويتذكرون الماضي الجميل وايام شبابهم وكفاحهم بها للحصول على لقمة العيش الحلال ويصفونها بانها ام الخير والرزق الوفير .

منقول بتصرف

تحياتي .....
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg 1.JPG‏ (42.6 كيلوبايت, المشاهدات 233)
نوع الملف: jpg 2.JPG‏ (50.1 كيلوبايت, المشاهدات 234)
نوع الملف: jpg 3.JPG‏ (48.6 كيلوبايت, المشاهدات 232)
رد مع اقتباس