أولاً : مبروك العود !
ثانياً : في السوق العالمية أصناف متعدّدة من أوتار العود أذكر منها الأجود : بيراميد ولابيلا ولنـزنر وكرشنر وماري وأكويلا وتوماستيك وغيرها ؛ وكلها معروضة للبيع عبر الشبكة لكل راغب . تتراوح أسعار هذه الأوتار من عشرة دولارات للطقم الواحد وحتى زهاء ثمانين دولاراً لطقم بيراميد المعدّ لآلة اللوت الغربية . أفضلها على الإطلاق للعود الشرقي الرخيم أوتار بيراميد وهي من عدّة درجات تتراوح بين البسيط والمتوسط والممتاز ، سعر البسيط منها قرابة الخمسين جنيهاً مصرياً على ما أعلم .
طقم أوتار العود يصنع خصيصاً مع مراعاة الدقة والمواصفات التي ترتأيها الشركة لمناسبتها لآلة العود ، ولذا يتوقع من هذا الطقم أن يؤدّي المـُراد منه من نغم صاف ومتوازن متّزن ، لا صيّاح ولا خافت ، لا جهوري ولا تطبيلي ، تحسّ لدى تركيبه وضبطه أنه يُصدر من العود ذلك النغم الحنون الذي تتوقعه . من هنا فإنّ اعتماد أوتار مختلفة من شدّات مختلفة ومن صناعات مختلفة سيؤدّي حتماً الى تخلخل اتزان النغم الصادر عنها ، مما ينجم عنه "عرج" - إذا صحّ التعبير - في الصوت الصادر عن العود ؛ وكلما عزفت على هذا الوتر المختلف عن باقي اخوته من الأوتار ، ستسمع نغماً مغايراً أفضل أو أسوأ من نغم سائر الأوتار . على هذا الأساس ينصح بعدم خلط أوتار من أطقم مختلفة واعتماد طقم واحد كامل من شركة معروفة ذات خبرة وكفاءة ومعرفة كتلك المذكورة عاليه .
من ناحية أخرى قد يناسب طقم بيراميد هذا العود المعيّن وقد لا يناسبه ، وقد يناسبه طقم آخر لم تستسغه على عود آخر ؛ ويكمن الحل في التجربة وتبديل الأوتار حتى ترسي على طقم يناسب عودك . في هذا السياق سأقصّ عليك نكتة : أريت عوداً لعازف محترف لأسمع رأيه فيه ، فعزف عليه ربع ساعة ووضعه جانباً وسكت ؛ ولما سألته عن رأيه قال : يؤسفني ، إنما هذا العود للزبالة ! وبعد شهر قمت بتغيير أوتاره الى نوع آخر أعلم مسبقاً أنه أجود وأنعم وأرفع ودعوت العازف إيّاه ليجرّب العود ، فعزف عليه نصف ساعة بالتقريب مجرّباً كافة البهلوانيات الممكنة على الرقبة حتى الشمسية الكبيرة وقال هذا عود ممتاز جداً من أين لك به ؟ فقلت هذا نفس العود الذي نصحتني بإلقائه في حاوية الزبالة ؛ فقال : مستحيل ؛ ماذا فعلت له ؟ فقلت له لا شيئ ؛ غيّرت أوتاره !!
المقصد من هذه الحادثة أنّ عوداً ما قد يكون مصيره الحاوية المذكورة ، إلا أنّ تغيير أوتاره قد يجعل منه عوداً ممتازاً . هذا بالطبع إذا كانت المعطيات الأساسية للعود جيّدة لأنّه "لا تُصلح الأوتار ما أفسد الدهر" .
أما بالنسبة للدوكاة في العود ، فإنه من غير المستحبّ إطلاقاً شدّ وتر من اللدائن (النايلون أو البلاستيك) عليه ، ويندر أن تجد شركة محترمة تعتمده في أطقمها المعدّة للعود . ينصح إذن بالوتر الملفوف المعدني المسمّى حريراً فقط . وإذا صادفتك زنّة أو طزّة منه فإصبر عليه اسبوعاً مع ضبطه على دوزان البيانو كلما تسنّى لك وسترى النتيجة ؛ فإن لم تختفِ الظاهرة عُد به الى حيث اشتريته واطلب تسوية الزند (الرقبة) تماماً ، لأنّ أيّ نتوء ولو كان بسيطاً جداً في سطح الزند قد يؤدّي الى ظاهرة الزنّ التي أشرت اليها .
لتوسيع الآفاق حول مشاكل العود يرجى زيارة منتدى الصانع العراقي المتميّز ثابت البصري .
هذا ما تيسّر اليوم من شأن الأوتار ولو كانت لديك أسئلة أخرى فتفضّل أخي حازم
أخوكم
الفارابي