خايف أقول اللى فى قلبى تتقل و تعند ويايا
و لو داريت عنك حبى تفضحنى عينى بهوايا
أنا جالى طيفك فى منامى قبل ما أحبك
طمعنى بالوصل و سابنى و أنا مشغول بك
عايز أعاتبه لكن خايف
يروح يقول انى بحبك
و لو داريت عنك حبى تفضحنى عينى فى هوايا
لما تسمع الأغنية دى تحس بأيه؟
علاقة انسانية من الدرجة الأولى , و انسانية أقصد بيها كل ما فى الانسان من تعقيد و عمق لا يمكن تسطيحه أو تبسيطه , العمق و التعقيد اللى بيخلى الفن هو الطريقة المثلى لمعرفة الانسان من الداخل , العقل و المنطق ممكن يحطوا نظريات عن دور الانسان فى الأرض , قدرات الانسان و علاقته بالطبيعة , ممكن يتكلموا عن أى حاجة الانسان بيعملها أو بيواجها , بس عن الانسان نفسه يسكت العقل و يتكلم الفن
الفن برضه مش بقصد به الفن ذاته , بل هو كل شىء لا يمكن عقلنته , العلاقات الانسانية , الروح , الايمان , الجمال , الثورة , الابداع ,الحب , كل ده فن , كل ده لا يملك العقل أمامه الا ان يتراجع مفسحا الطريق للجانب الانسانى من الانسان ليموج دون قواعد ولا تنظير
شوف مثلا اللى خايف يقول اللى فى قلبه , ليه ؟ علشان حبيبه لو اتقاله حيتقل و يعند , حيرفض؟ لأ , هو مجرد يتقل , طب ليه؟ من غير ليه , ليه و ازاى و علشان ايه من اسئلة المنطق , أما هنا فليس بوسعك الا أن تتابع ,طب وفى حالة انه ما يقولوش حاجة , الحب حيبان فى عينه و حيفضحه , يعنى لو قال حبيبه حيتقل , و لو ماقالش مش فارقة , برضه حبيبه حيعرف
و بعد كده صورة رائعة , ان طيف الحبيب جاله بالليل يغريه , يطمعه بالقبول و البوح , و لكنه لا يعد , لأنه تركه يتخيل ما ينتظره من وصل ,و الوصل هنا كلمة عبقرية , فالطيف لم يعده بحب أو اهتمام أو أى شئ سيناله ,بل طمعه بالوصل , يعنى مجرد القبول من المحبوب, فهو هنا لا يتجرأ أن يفكر فى ما وراء القبول , بل هو أقصى أمانيه
المهم , نرجع للطيف ,الشاعر هنا عايز يعاتب الطيف , ليه؟لأنه طمعه و تركه يرسم فى خياله ما ينتظره من قبول فاذا به يجد أن كل ما وعده الطيف به هو من اللاموجود , فأحس انه خد على قفاه من الطيف اللى خلاه يشترى سمك فى مياه , فأراد ان يعاتبه لكنه يتراجع , اذ يكتشف ان الطيف متحالف مع الحبيب و يدين له بالولاء , لذا فسيخبر المحبوب بالمستور, فزاد على هموم الشاعر – بالاضافه الى أن يخبره أو تفضحه عيناه _ أن يخبر عنه الطيف , فيتقل الحبيب و يعند وياه