عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17/01/2007, 18h27
مصطفى نبيل مصطفى نبيل غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:12096
 
تاريخ التسجيل: janvier 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 31
Post عفيفة اسكندر ... صوت العراق الشجي (2)

تقييم صوتها
يذكر الاستاذ عادل الهاشمي عن تقييمه لصوت عفيفة فيقول: «عفيفة تستثير فضول الذاكرة الفنية لأصول الغناء دون ان تزودها بأي تفسير نفسي ومعرفي، ففي هذا المحيط الفني يجول المغني وتتفحص الاذواق لذلك بقيت طريقة عفيفة اسكندر في الغناء تحمل نزوعا نحو التعلق الشديد او الرفض الشديد، اذ انتقلت حنجرتها الفنية بين الغناء البدوي والغناء الحضري باقتدار وتمكن عجيبين، وبكثير من دواعي الانشاد الحر غير المقيد، وعفيفة تستحضر قواها الصوتية في ابراز الاسلوبية التي طبعت غناءها فهي تمتلك حضورا مع تنوعات محدودة، وتقيد صوتها بإعداد صارم بل تغني بلهجة عراقية مصحوبة باحتياطات حجازية تارة وخليجية تارة اخرى مع اشهار التأثرات البارزة في الغناء المصري، وسر صوتها ينبئ عن دخول انتصار في مجال الغناء، وفنها الادائي توفر على خاصيتين اساسيتين هما العبور الى الاسماع والاستيطان في الذاكرة وهذا في حد ذاته يعكس تألقا للغناء العراقي، وهو تألق يأتي على اية احال من كونه يتحدر من نوع بيئوي عراقي صميمي.
احداث و قضايا في حياة المطربة
أ) تحت تهديد السلاح
تميزت حقبة الثلاثينات بانها حفلت باحداث جسيمة مثل دخول العراق الى عصبة الامم ثم وقوع انقلاب بكر صدقي ضد وزارة طه الهاشمي واستيزار حكمت سليمان,,, وحصل في تلك الايام ايضا ان منتديات وملاهي بغداد عرفت المطربة الحسناء عفيفة اسكندر واشتهرت في تلك الاوساط وتردد اسمها بين كبار مسؤولي ذلك العهد وفي مقدمهم علي الحجازي مدير الشرطة العام وهو ضابط من بلاد نجد والحجاز جاء مع عائلة الملك فيصل الاول وسكن العراق وحصل فيها على عدة مناصب وكان يرتبط بصلة وثيقة بالوصي على عرش العراق عبدالاله, وقد ارتبط الحجازي بالمطربة عفيفة بعلاقات وثيقة.
وكان الحجازي يحضر معظم حفلات عفيفة وفي جلساته الخاصة كان يلتقي بها بحضور صاحب سينما الشعب في ادارة السينما وهو من اليهود العراقيين,,, وفي تلك الجلسة بدأ يتحدث مع عفيفة وقال لها انه على استعداد لتنفيذ كل طلباتها وهنا اشتكت عفيفة له من تصرفات اليهودي صاحب السينما الذي اغمط لها حقا وهي تطالبه باجورها كاملة,,, فثار الحجازي رغم انه صديقه، وانتزع مسدسه وهدد صاحب السينما بالقتل اذا لم يدفع 500 دينار حالا لعفيفة ,,, وامام هذا التهديد استسلم اليهودي صاغرا ودفع المبلغ كاملا «وعين تضحك وعين تبكي» كما يقول المثل!!

ب) يا حافر البير لا تغمج مساحيها
يذكر الفنان إلهام المدفعي نقلا «عن والدة حسن فهمي المدفعي انه بعد انقلاب بكر صدقي اقيم احتفال في احد المنتديات البارزة في بغداد وطلب بكر ان توجه الدعوة الى المطربة عفيفة اسكندر للغناء فيه,,, وقد حضرت عفيفة الى الاحتفال من دون رغبة وبعد ضغط والحاح من الاصدقاء وبقية المسؤولين الذين ترتبط معهم بعلاقات طيبة من نظام نوري سعيد والوصي عبدالاله,,,, وما ان بدأ الاحتفال وصعدت عفيفة الى خشبة المسرح حتى جاء صوتها قويا وبرنين مؤثر وبلهجة معبرة لا تخلو من تذمر ووعيد ,,, فشدت باغنية:
«يا حافر البير لا تغمج مساحيها خاف الفلك يندار وانت تكع بيها».
وعندما التفت بعض الحاضرين الى جهة جلوس بكر صدقي وجدوا ان وجهه قد تجهم وامتقع بحمرة لا تخطئوها العين ابدا.

ج) عفيفة اكتشفت صبيحة إبراهيم
في احد اللقاءات الصحافية قالت المطربة صبيحة ابراهيم ان عفيفة اسكندر هي التي اكتشفتها ودفعتها الى السير في طريق الغناء، وذلك عندما شاهدتها للمرة الاولى في احد صالونات الحلاقة وهي تدندن مع نفسها اي (صبيحة) وعندما سمعتها عفيفة اقتربت منها وصاحت (الله ـ الله صوتك حلو) ثم رتبت على كتفي (تقول صبيحة) وقالت الا يعجبك ان تصبحي مطربة وتغني في اماكن عامة ومعروفة, فالتفتت صبيحة الى امها التي كانت تجلس بعيدا عنها في الصالون ما رأيك يا امي, فرفضت في البداية لكن اصرار الفنانة عفيفة ومتابعتها لصبيحة اكثر من مرة جعلها تقتنع بالامر وتنطلق في عالم الغناء ومن ثم تصبح مطربة مشهورة وبذلك تقول صبيحة «ادين بالفضل الكبير للفنانة عفيفة اذ لولاها لما اصبحت مطربة».
واشار الموسيقار المرحوم منير بشير الى انه لم يكن يعزف في فرقتها الخاصة كما ورد في حديث الناقد سعاد الهرمزي بل كان عازفا في فرقة الاذاعة الخاصة وهي فرقة عزفت لكبار فناني القطر امثال محمد القبانجي ورشيد القندرجي وناظم الغزالي اضافة إلى عفيفة اسكندر.

د) إشاعة موت عفيفة اسكندر
في اواسط الستينات انتشرت اشاعة قوية حول وفاة المطربة عفيفة اسكندر ولم يعرف من كان وراءها هل هم المحبون لها بقصد الدعاية ام الحاقدون فمن يضرهم بخاصها,,, المهم التقط خالد ناجي الذي كان معد البرنامج التليفزوني «عدسة الفن» الاشاعة عبر البرنامج بقصد اخمادها فاجرى لقاء مع المطربة عفيفة وقد بدت في حينها منشرحة وفي احسن حالاتها وغنت لجمهورها بعض المــقاطع من اغنــياتها, وبعد حين تردد في الاوساط الصحافية والاعلامية ان عفيفة اسكندر هي نفسها التي اطلعت اشاعة موتها! لكن المقربين جدا من عفيفة ينفون ذلك لان اخلاقياتها وسلوكها لا يوحي بما تردد في الاشاعة.


وجرياً على طريقة أفلام أيام زمان، اشتركت الفنانة عفيفة اسكندر في فيلمين سينمائيين في نهاية الأربعينات، الاول فيلم(القاهرة بغداد) المرئي من اخراج بدرخان وانتاج شركة اسماعيل شريف بالتعاون مع شركة اتحاد الفنانين المصريين ومثل فيه حقي الشبلي وابراهيم جلال وفخري الزبيدي ومديحة يسري وبشارة واكيم.الا انه لم ينل نجاحاً يذكر من شأنه أن يعزز رصيد عفيفة اسكندر، لكنه عزز مسيرة السينما في العراق بتجربة في زمن كان يحتاجها فيه، لتسهم عفيفة في ريادة أخرى في تاريخ الفن العراقي و الثاني فيلم (ليلى في العراق) انتاج ستوديو بغداد واخراج احمد كامل مرسي ومثل فيه الفنانون جعفر السعدي والراحل محمد سلمان والفنانة نورهان وعبدالله العزاوي وعرض الفيلم في سينما روكسي عام 1949.

علاقتها المتميزة مع أهل الأدب، ليست سوى انعكاس طبيعي لعلاقتها بالأدب نفسه، فهي مغنية تكاد تنتمي لمغنيات العصر العباسي، في ما يتعلق بالثقافة الأدبية، رغم السمة العصرية التي طبعت تجربتها وسلوكها بطابع خاص، والبيئة التي حققت صلة نموذجية معها، فغنت قصائد رقيقة بدت متناسبة مع تجربتها ودللت على عمق اختياراتها من حيث اهتمامها بالجملة والمفردة، فغنت للعباس بن الأحنف في(أيا من وجهه قمر) و(بلغي يا ريح عنا) و(طال ليلي واشتياقي) و لاابن الفارض في( ته دلالاً) وللعشاق الأندلسيين، كالخطيب الأندلسي الأعمى في قصيدة (قيل لي قد تبدلا)
و كإن الشاعر البغدادي الرومانسي(المرحوم شفيق القيمقجي) كان يفخر في أحاديثه بمقهى حسن عجمي، بشيئين اثنين: أشعاره التي كانت تذاع من دار الإذاعة العراقية حين يقرأها بحضور الملك فيصل الثاني، لكونه كان ضابطاً في الجيش الملكي، وبإعجاب عفيفة اسكندر بقصائده الرومانسية، حتى إنه كان يحتفظ بصورة فريدة ونادرة لها، يقدمها لكل من يريد أن يطلعه عليها من الخاصة، بمقدمة معتادةسأريك جسداً عبقرياً) وليس الجسد في الصورة إلا جسد عفيفة، فيما كان الشاعر الرومانسي كمن يحمل جسدها ساخناً في محفظته رغم إن الصورة تعود إلى أواسط الأربعينات.
ليس الشاعر المتمرد، ولا الصحفي الرائد، أو الضابط الملكي، هم العينة الوحيدة من الرجال الذين أحرقتهم نار عفيفة، فشيخ القبيلة ينضم إليهم في قافلة الوجد، ثمة قصص عن الشيخ الذي ضحى بمجده بين قومه وقطعان أبله وتخوم مقاطعاته المترامية، ليضئ ليله بالنار التي تتصاعد ألسنتها من عبارات عفيفة، وخفتها التي لا تخفت.
. لقد زارت عفيفة العالم باجمعه، واقامت في باريس لاكثر من اربع سنوات واكثر الملحنين الذين تتعامل معهما هما (احمد الخليل) والملحن خزعل مهدي وكثيرة الاغاني التي كنت اقدمها هي (يا عاقد الحاجبين) و(ياسكري يا عسلي) و(اريد الله يبين حوبتي بيهم) و(قلب.. قلب) و(غبت عني فما الخبر) و(جاني الحلو.. لابس حلو صبحية العيد) و(نم وسادك صدري) وغيرها من الاغاني وبلغ رصيدها من الاغاني خلال مسيرتها الفنية اكثر من (1500) اغنية.

و من اغاني عفيفة اسكندر الاخرى نذكر : هلك منعوك – ما انسى بعد وياك ما انسى – حركت الروح لمن فاركتهم – يا لطيف – جوز منهم (عام 1961)– لا توقف بدربي – الف روح – يا حلو يا اسمرو . و غيرها
رد مع اقتباس