عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 07/05/2006, 23h41
الصورة الرمزية احمد الديب
احمد الديب احمد الديب غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:149
 
تاريخ التسجيل: décembre 2005
الجنسية: مصرية
الإقامة: الكويت
المشاركات: 248
افتراضي Re: المقام العـــــراقي

أغراض المقام العراقي
اعتنى العراقيون بالمقام العراقي في فترة من الفترات حتى بات جزءًا من حياتهم ومناسباتهم الدينية والدنيوية, وكان التنافس مستديمًا بين قرّاء القرآن والمقام على الدوام, وتم توظيف المقام العراقي في أغراض عدة منها:
1-
الجالجي البغدادي. الجالجي لفظة تركية وتعني حفلة. ويقدم عادة في حفلات الأعراس. وفي ليالي رمضان تكون حفلات الجالجي في المقاهي البغدادية, وتختلف طقوسها عن تلك التي في الأعراس وما شاكلها من مناسبات, وكذلك تختلف المقامات المتبعة حسب المناسبة.
2-
المقامات في المولد النبوي. المقامات فيها تؤدى بشكل خاص بالمولد وعدة مقامات لها طرقها الخاصة وأربعة فصول مختلفة عن فصول (الجالجي البغدادي).
3-
مقامات الأذكار. أي تلك التي يعتمد فيها على الدفوف, وتقام في التكايا والجوامع المشيدة في المحلات الشعبية التي يدرس فيها الملالي القرآن الكريم قبل انتشار المدارس, وقد باتت من الماضي, وتكون الأبيات الشعرية على شكل غناء صوفي وهي أربعة أذكار معروفة: الذكر المصري والذكر الرفاعي والذكر القادري والذكر البغدادي.
4-
مقامات تؤدى أثناء التمجيد في الليالي المباركة أو في استقبال الأعياد. ويتم التمجيد عادة من فوق المآذن, والمقامات المتبعة في التمجيد هي مقام السيكاه والحجاز ديوان. أما الشعر الصوفي المغنى, فيؤدى من مختلف المقامات والأنغام كمقام الأرواح, والمحمودي, عجم عشيران, وعريبون عرب, وعادة ما ينتهي التمجيد في مقام الصبا. وفي ليلة العيد, اعتمد الممجدون نغم الجهاركاه الذي يحمل صدى الفرح والبشرى.
وكان أهل العراق يحبذون الخطيب الذي يتغنى بالأنغام مثل الحسيني والصبا. كما في المراثي الحسينية, حيث يكون لجمال الصوت الدور الفعال في شحذ المشاعر.
5-
في الرياضة. كان يستخدم في رياضة تسمى (الزورخانة). وهي نوع من رياضة المصارعة وبعض التمارين في حلبات, ووفق أصول معينة وأنغام وأوزان إيقاعية خاصة, حيث يوجد رجل يسمّونه المرشد, يضبط إيقاع المصارعين على (طبلة) كبيرة في يده, ويغني لهم ما يلائم ألعابهم من الأنغام المنشطة للهمم والعزيمة, والمصارعون لا يتحركون إلا وفق إيقاع نقرات المرشد وألحانه, وللزورخانة طقوس دينية خاصة بها, وهي تضفي على ممارسيها سمات القوة والرصانة والخلق الرفيع. وهي أيضًا باتت من الماضي.
أهم قرّاء المقام العراقي
يطلق كلمة قارئ في العراق على مغنّي المقام, لما يحمله هذا النوع من الغناء من منزلة رفيعة ومقام عالٍ, تقارب منزلة قارئ القرآن. وكان عدد قرّاء المقام العراقي كبيرًا في جميع العهود, لكن ما وصلنا من أسماء هو بضع عشرات من أوائل القرن التاسع عشر, وحتى اليوم, لعدم وجود أرشيف وأبحاث خاصة بالمقام قبل تلك الفترة. وبفضل الباحثين العراقيين الجادين, المهتمين بالحفاظ على هذا التراث الكبير والغني, تم منذ عقود, تثبيت أسماء أهم القرّاء في القليل من الكتب والمراجع التي تناولت أولئك مع منزلة كل منهم, وتعلّمه على أيدي سابقيه, وطريقة أدائه وأسلوبه, وكان البعض منهم يجيد غناء كل المقامات, ومنهم مَن يجيد بعضها, أو مَن يجيد مقامين أو حتى مقامًا واحدًا نذكر بعضاً منهم على سبيل المثال:
الملا عبدالرحمن وليّ
والذي أخذ عنه القارئ - رحمه الله - شلتاغ, وعلي الصفوا شيخ قرّاء المقام في الموصل, وصاحب مدرسة آل الصفوا للمقام في الموصل, ويليه نجله أحمد, والملا حسن البابوججي, وحمد الشهير بأبواحميّد, وحافظ بكر وخليل الرباز.
إسماعيل الفحام الموصلي
كان حكيمًا وعالمًا بجميع المقامات الأساسية وفروعها. مميزًا بصوت شجي حنون يسيل عذوبة ورقة, لذا كان مثار إعجاب كل قرّاء المقام والتلاوة الذين كانوا يتوافدون على مجالسه.
يوسف عمر
من مواليد بغداد عام 1918م, رحل عنا في عام 1986م, تاركًا إرثًا عظيمًا, وفراغًا كبيرًا في فن المقام العراقي, إذ كان رائدًا من روّاده, وصاحب طريقة شكّلت في جوهرها خلاصة أصيلة لتجارب الكبار في المقام. ويعتبر خاتمة لطرائق أولئك.
ناظم الغزالي:

مواليد عام 1921م, توفي عام 1963. يعتبر ناظم الغزالي من أبرز المغنين المجددين في القرن العشرين, وبخاصة في الأغنية التي جعلها شخصية مستقلة خارج إطار المقام العراقي بعد أن كانت تابعة وملحقة به. ويعتبر من المغنين الذين قرّبوا المقام العراقي من الذائقة الشعبية لأسلوبه السلس والمتدفق, وتلوينات نبرته وروحه المعاصرة العاشقة للتحديث.
مغنيات المقام العراقي
قلة هن النساء اللواتي تجرّأن على اقتحام فن المقام العراقي الذي اعتبر على مرّ العصور بأنه فن الرجال. وكل مغنية تحاول الدخول إلى عالم المقام الرجالي يطالها النقد اللاذع, وتحبط عزيمتها, وما تلبث بعد غناء بضعة مقامات أن تنكفئ وتعود إلى ألوان الغناء الأخرى. لكن بعضهن استطعن إثبات وجودهن وقدرتهن على أداء بعض المقامات مثل
مائدة نزهت
حتى جاءت
فريدة محمد علي
لتثبت للملأ أن فن المقام العراقي هو فن الصوت القادر الكبير والواسع والخبير والأكاديمي, بغض النظر إن كان صوت رجل أو امرأة.
__________________
دمتم
بحسن السمع وطيب المقام
رد مع اقتباس