طرائف القضاة والفقهاء والعلماء
القضاة هم أكثر الناس جداً ورصانة , ومع ذلك لم يتحرج هؤلاء الصفوة من المسلمين من طرفة تأتي عفو الخاطر أو ملحةٍ يستدعيها الموقف أو مزحة يفرج بها أحدهم عمّا في نفسه.
فكان من طرائفهم :
ذاك مثل هذا!
قال رجل لإياس بن معاويه (قاضي البصرة وكان مشهوراً بالذكاء والفطنه) : لو أكلتُ التمرَ تضربني ؟ قال :لا .قال لو شربت قدراً من الماء تضربني ؟قال :لا .قال :شراب النبيذ أخلاط منها ,فكيف يكون حراماً ؟قال إياس : لو رميتك بالتراب أيوجع ؟قال :لا .قال :لو صببت عليك قدراً من الماء ,أينكسر عضو منك؟ قال: لا .قال :لو وضعت من الماء والتراب طُوباً فجف في الشمس فضربت به رأسك ,كيف يكون ؟ قال :ينكسر الرأس .قال :إياس :ذاك مثل هذا !.
**
لا ادري !
سئل الشعبي عن مسألة ,فقال : لا أدري .فقيل له :إلا تستحي من قولك هذا لا أدري وأنت فقيه العراقين ؟
فقال :إن الملائكة لم تستحي إذ قالت : (سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا ).
**
بين شاعر وفقيه ..
حكى بعض من كان يحضر مجلس محمد بن داود الظاهري (فقيهاً وعالماً وشاعراً ) , أن رجلاً دخل عليه ورفع إليه رقعة,فأخذها وتأمل فيها طويلاً .فظن من في المجلس أنها مسألة في الفقه يسأل الفتوى فيها, فقلبها وكتب على ظهرها وردها إلى صاحبها , ونظر في المجلس فإذا الرجل علي بن العباس بن جريح الرومي , وإذا قد كتب بالرقعة :
يـابن داود يـافقيه العــراق ...أفتــنا في قواتــل الأحــداق
هل عليهن في الجروح قصاص...أم مباح لها دم العشاق
وإذا بأبي بكر قد كتب له على ظهر الرقعة :
كيف يفتيكم قتيل صريع.... بسهام الفراق والاشتياق
وقتيل التلاق أحسن حالاً....عند داود من قتيل الفراق.
**
المسح على اللحية
سأل رجل الشعبي عن المسح على اللحية فقال :خلّلها .قال الرجل أتخوف أن لا نبلّها .فقال الشعبي إن تخوفت فانقعها من أول الليل!.
**
يصلي التروايح !
قيل لابن سرين (إمام زمانه في علوم الدين بالبصرة) : من أكل سبع رطبات على الريق سبحت في بطنه ! فقال : إن كان هذا فينبغي للوزينج (نوع من الحلوى فارسيه ) , إذا أكل أن يصلي التروايح !
***