الموضوع: أحمد وهبي
عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 28/07/2007, 03h58
الصورة الرمزية عثمان دلباني
عثمان دلباني عثمان دلباني غير متصل  
ابوهنية
رقم العضوية:42597
 
تاريخ التسجيل: juin 2007
الجنسية: جزائرية
الإقامة: الجزائر
المشاركات: 1,553
افتراضي رد: أحمد وهبي... من الجزائر

عندما تلتقي الأهرامات

هذا اليوم سعيد مبارك كي وافيتك يا يـــــــامنة
ياتاج الخوذات اخبارك والمرض اللي بيك هلكنا
مالي طاقة عليك نشوفك وانسقصي في الناس خيانة
متهول فليب من ضرك كان المولى يقبل منـــــــا
متحمل لكل ضرارك واذا مت الله يرحمنـــــــا
كيما يغفرلي يغفرلك ذنوبك وذنوبي انــــــــــا
ما اعظم زينك يا يامنة
قالت قلبك ما هو عندي ولا سلت سؤال القرحة
حين لقيتك راك تسالي هدرتك غير تلحليـــحة
وما ترسل مرسولك عندي في مرضي ولا في الصحة
غير انا نبغيك بجودي ساتر عنك كل فضيحة
بالحمى شهرين انودي حتى ذبت ذواب الملحة
كل ليلة ونهار انادي ما يحلاش منام اللمحة
راح الضر سقى من جسدي ربي عف وصبت الراحة
قلتلها لله الحمد حين بريتي زهو و فرحة
مشتاق ومتوحش وجهك ايصاعق مبروك عليه
راه علي باقي قلبك عمدتي وعليل الفتنه
قالت لي ايس من بالك لا تطمع في محبة فينا
مات القلب على محنتك الله آ سفا سامحنا

**********************

هذه احدى رواع الموسيقار احمد وهبي ، قمة في الإبداع في التصوير الحسي ، عبر الإنتقالات المقامية اضافة الى صفاء الصوت الذي نمقه آداء وهبي .
انا متاكد ان احمد وهبي كان في قمة الصفاء الفكري و المزاجي عندما قرر تلحين هذا العمل واستوعب حالت الشاعر وابعاد النص بحس دقيق ، اذ نلاحظ انه جعل لكل مقام شعري مفاما موسيقيا يتمازج معه .
تحليل :
في بداية الأغنية وعند لحظة لقاء الحبيبين بعد ان كانت الحبيبة مريضة ولم يكن باستطاعته عيادتها وامتزاج فرحة اللقاء بآلام طول الفراق الذي كان . استعمل مقام الحجاز ليكون الوعاء الحاوي لهذه الدفقة المتضاربة من المشاعر الإنسانية .
ثم انتقل الى مقام النهوند انتقالا مباشر لان المتحدث تغير فلاشعار السامع بتبدل الأدور غير المقام ، وعندها بدأت الخليلة ( يامنة ) في وصف ما اصابها عند المرض .... الى ان يصل الى - قلتلها لله الحمد - اين يعاود الرجوع الى الحجاز بعودة كلام الحبيب ... .
الملاحظ جليا ان الملحن كان يعي قوة النص ومدى سلطته لان الذي كتبه قمقوم من قماقم الشعر الملحون في المغرب العربي الشاعر - عبد القادر الخالدي - هذا الإحساس استوعبه وهبي ولهذا نلاحظ ان الجمل الموسيقية وبرغم عذوبتها كانت قصيرة فلا مجال للمجازفة والقيام بمغامرة موسيقية هنا او هناك ، فالجمل لم تكن الا ترديدا للمازورتين الأخيرتين من الجملة المغناة.
هذه الإبداعية وهذه المجادلة المقامية قل ما تستعمل في التلحين في ايامنا هذه للأسف الشديد.لان توظيف المقامات والطبوع هو كتوظيف الألوان في اللوحة فبها تتجلى الظلال و الاضواء وتبين ملامح الصورة .
و هذه القدرة والوعي الجمالي يعكس الثقافة الموسيقية عند الملحن وعبقلايته في كيفية تحضير السامع وشد انتباهه.
ووهبي بالأضافة الى كونه ملحنا ممتازا كان عازفا ممتاز و ذا حس في الإرتجال على المقامات غاية في الروعة.
هذا العمل الأسطوري الذي قدمه وهبي كرره في عدد مهم من اعماله سنتعرض لها في وقتها.
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 Ahmed wahbi - Yamna.mp3‏ (3.57 ميجابايت, المشاهدات 434)
رد مع اقتباس