عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 31/07/2007, 14h00
mansour
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي رد: محمد القبانجي رائد فن المقام العراقي

اود ان اضيف معلومات تتعلق بالاستاذ الكبير محمد القبنجي اطلعت عليها فيما مضى وما زالت عالقة في ذهني.
-في حديث عن وقائع مؤتمر القاهرة عام 1932، قال الاستاذ القبنجي في مقابلة مسجلة على شريط فيديو (كان لدي نسخة واختفت) ان امير الشعراء احمد شوقي كان حاضرا عندما ادى مقام الراست الذي قرأ فيه قصيدة يا يوسف الحسن فيك الصب قد ليم. وحين انتهى من اداء المقام ساله احمد شوقي عن الشاعر الذي كتب هذه القصيدة فاجابه القبنجي انها للشاعر الحبوبي النجفي، فقال احمد شوقي بانه لايعرفه، فقال له القبنجي ان كل طفل في العراق يعرف من هو امير الشعراء احمد شوقي، وانت يا امير الشعراء لاتعرف من هو الشاعر العراقي الكبير محمد الحبوبي النجفي؟ والواقع ان احمد شوقي الذي اعجبته القصيدة اراد ان يعبر عن تقديره للشاعر فدعا محمد القبنجي مع بعض الاصدقاء الى داره وطلب الى محمد القبنجي ان يقرأ له قصيدة اخرى من شعر الحبوبي فقرأ له قصيدة شمس الضحى التي ورد ذكرها في مشاركات الاخوان .

- لقد تحدث االاخوان في مشاركاتهم عن التجديدات التي ادخلها الاستاذ القبنجي على المقامات واسلوب الاداء. واود ان اشير بهذا الصدد الى ان الاستاذ القبنجي كان اول من تجرأ علي ادخال الآلات الموسيقية الحديثة في اداء المقام، بعد ان كان قراء المقام يعتمدون في الاداء على التخت التقليدي المسمى بالجالغي المؤلف من الجوزة والسنطور والدف والطبلة. وقد بدا الاستاذ القبنجي بادخال العود والكمان والقانون في حفلاته وتسجيلاته في اواخر العشرينات كما انه حين سافر الى برلين عام 1929 لتسجيل اسطوانات كان الجوق الذي اخذه معه مؤلفا من آلات حديثة وليس من الات الجالغي التقليدية.

_ عندما قررت الحكومة العراقية قبول الدعوة للاشتراك في مؤتمر القاهرة الدولي عام 1932 كان قرارها مشروطا بان يكون ما يقدمه الوفد العراقي خاصا بالعراق وليس مشابها لما تقدمه وفود الدول العربية الاخرى. اي ان يكون مايقدمه الوفد العراقي مقتصرا على المقام. وقد وقع الاختيار على محمد القبنجي ليس فقط لاتقانه اداء المقام بل لانه خلافا لغيره من قراء المقام لم يكن يخطيء في القواعد والنحو، فقد كان نفسه شاعرا واديبا. ثم اذا كان الاختيار قد وقع على المقام فالتخت المرافق بجب ان يكون من نوع الجالغي التقليدي. بيد ان عازفي الجالغي كان يرتدون ملابس تقليدية ولم يكونوا معتادين على ارتداء الملابس الفرنجية الحديثة كما يليق بمن يحضر مؤتمرا دوليا. وحين اقترح على عازف العود الاستاذ عزوري ان يلتحق بالوفد، قيل له ان مهمته لا تقتصر على العزف على العود بل ان واجبه الاساسي هو ان يهتم بان يظهرالعازفون بصورة لائقة. وقد وافق عزوري على المهمة وقال اذا نحن اشركنا العود في العزف مع الجالغي فلنشرك القانون ايضا فالحق عازف القاون يوسف زعرور بالوفد. وهكذا فان من يستمع الى تسجيلات مؤتمر القاهرة يلاحظ صوت العود والقانون ينبغث بامتزاج رائع مع الالحان.
رد مع اقتباس