عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 29/07/2012, 19h55
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: موسيقين وملحنين عراقيين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nour asker مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
من الموسيقين والذي ورد أسمه ضمن الفرق الموسيقية والعازفين ، وحسب معرفتي بأنه لم يتم التعريف به وتوثيق دوره الرائد في التاريخ الفني للتراث الموسيقي في العراق .



الذكرى 30 لرحيل حَسين عبد الله


ورحيل الأيقاع معه!


في آواخر شهر آب من سنة 1981 ،توفيّ الفنان حسين عبد الله ،وهو من أمهر ضابط ءايقاع عرف في العراق خلال القرن الماضي ،وهو من الرواد الأوائل القلائل الذين ساهموا بأغناء الموسيقى العراقية بتنويعات الأيقاع العربي أيضاً .


ولد حسين عبد الله بمدينة الموصل سنة 1905 ،وبعد أن نشأ وترعرع أتصل وتعلم أصول الأيقاع من أحسن ضابطي الأيقاع ومؤدي التواشيح آنذاك وتتلمذ على يدهم وأخذ عنهم ومنهم ،فتح الله الحلبي وطرابلسي العواد وعمر البطش وحبيب الشوا والشيخ علي الدرويش أستاذ الموشحات في العراق ،وهم من الشقيقة سوريا .


في بداية حياته الفنية أشترك في الموصل مع كثير من الفرق الموسيقية آنذاك كضابط ايقاع لفرقة سيد أحمد الكفر ،المغني المشهور ،وفرقة سيد سلمان الموصلي وغيرهما .


في بغداد أشترك مع كثير من الفرق الموسيقية التي كانت ترافق أشهر المطربين والمطربات في العشرينات والثلاثينات ،كفرقة الأستاذ محمد القبناجي وحضيري أبو عزيز وعبد الأمير الطويرجاوي وزكية جورج وسليمة مراد وصديقة الملاية وسلطانة يوسف وغيرهم ، ثم أشترك معهم في تعبئة وتسجيل الأسطوانات أيضاً من خلال شركاتها العاملة في بغداد والبصرة .


هناك حكاية فنية جميلة عن الأيقاع العراقي ، أي ءايقاع الجورجينة ، وعندما زارت كوكب الشرق أم كلثوم بغداد في أواسط شهر تشرين الثاني/1932 وقدمت حفلاتها من على مسرح فندق الهلال ،ألتقت المطربة سليمة مراد وأعجبت بأغنيتها " گلبك صخر جلمود" وأرادت أن تؤديها ، فقامت سليمة مراد ومع عازف الأيقاع حسين عبد الله بتحفيض أم كلثوم الأغنية ،ولكن كانت هناك صعوبات من عدم معرفة الفرقة المصرية للأيقاع المذكور وكان جديداً عليهم ، فجلس حسين عبد الله خلف الستارة مباشرة وهو يذكر عازف الأيقاع المصري عفيفي من خلال لمس كتفه عند عزفه ،او هكذا .


في العام 1936 عند أفتتاح دار الأذاعة اللأسلكية العراقية في بغداد، تم تعين حسين عبد الله كأول ضابط لفرقة الأذاعة الخاصة ،وقد شارك جميع المطربين والمطربات في دار الأذاعة وخارجها في حفلاتهم الخاصة والرسمية ( عدا فرقة الجالغي البغدادي فأنه لم يشترك معها لأن لها ضابط ايقاع خاصاً بها)


وعندما تأسست اول فرقة موسيقية لتقديم الوان التراث الموسيقي ،كان حسين عبد الله أحد أعضائها سنة 1954 وبقى يشتغل مع فرقة جميل بشير وفرقة روحي الخماش وجميع الفرق الموسيقية الأخرى التي تعمل في الأذاعة ، وعندما أفتتحت محطة التلفزيون في بغداد سنة 1956 ، شارك أيضاً مع جميع الفرق التي كانت تعمل في التلفزيون وبقى مستمراً الى حين احالته على التقاعد سنة 1970.


كان للراحل حسين عبد الله فضل أو دور عندما تأسست فرقة الجالغي الجديدة من قبل الحاج هاشم الرجب في العام 1951 ، وكان الرجب عازفاً علىالسنطور وشعيب ابراهيم على الجوزة وعبد الكريم العزاوي على الطبلة اذ أن الفنان حسين عبد الله ،كثيراً ما كان يدرب الفرقة على اللوازم الموسيقية وعلى الأغاني العراقية القديمة والتراثية ،وقد أشترك كعازف على العود في الحفلات الأولى التي قدمت من اذاعة بغداد – حفلات حية آنذاك- مع قاريء المقام عبد القادر حسون ، وغنى لأول مرة مع الفرقة مقام الأوج مع اغنية " لاتظن عيني تـنام " في سنة 1951 ،وأستمر الى عدة حفلات مع الجالغي ،وبعدها أختص بآلة الأيقاع حتى وفاته .


والأستاذ حسين عبد الله ‘ملحن ماهر بنفس الوقت ءالا أنه لم يمارس فن التلحين لأنشغاله بضبط الأوزان الموسيقية وايقاعاتها المتنوعة ، من تلاحينه الأغنية التالية للشاعر المشهور " ابراهيم وفي الحلي " وسجلها بصوت كورس الأذاعة سنة 1954 ،وكثيراً ماكانت تذاع والأغنية هي :



عفية گلب بيك البشر أحزانها مجموعة


لوعات الك ماتنحصي متصلة لوعة أبلوعَة


اعْليك الهموم امفصّلة او ولفك بعد متحصله


أشتتأمل وحتى الصلة بيناتكم مگطوعــة


كان رحمه الله حافظاً لكثير من الموشحات ولكثير من الأوزان الموسيقية الشرقية ويجيد تطبيقها على الطبلة والرق وهو يعتبر أحسن ضابط ايقاع في جميع الأقطار العربية آنذاك ،وكان دمث الأخلاق محبوباً من قبل جميع المطربين والمطربات والموسيقين.


شارك الفنان الراحل حسين عبد الله في عدة مهرجانات عربية ، منها مهرجان تستور للموسيقى التقليدية في تونس حيث قدم نماذج رائعة من الأيقاعات العربية والعراقية .


تم تكريمه من قبل الدولة/ وزارة الثقافة والفنون- في اليوم العالمي للموسيقي في أواخر السبعينات ،بمنحه شهادة تقديرية اعتزازاً لما قدمه من عطاء فني في مسيرته الحافلة طيلة أكثر من نصف قرن .


اليوم الأيقاع في الأغنية العراقية خاصةوالأغنية العربية بصورة عامة قد أختفى بين ضجيج الآلات الكهربائية وتنافرها بدون ميزان أو أوزان مضبوطة حسب النغمات والسلم الموسيقي ،ولانجد من يمسك بيده آلة الأيقاع ليوجه المسار اللحني للأغنية ،وأنما السيد هو الأورگ ومفاتيحه السحرية ! والتي تشبه النغمات ولكنها ليست هي كذلك مثل الأصل ،فلقد نزعنا ثوب الأصالة وبدلناه بهذه الآلات المخدشة للجهاز السمعي ، لانسمع الآن ايقاع الجورجينة ،بل نسمع خليطاً أو مايعرف بالخليجي ليس أنتقاصاً فنياً بل هو واقع حال الموسيقى الآن ،وحتى ليس هو بالأيقاعات المعروفة في البصرة الفيحاء ، لقد تركنا موسيقانا وغنائنا والذي كنا نعالج ونداوي بهما أرواحنا وجروحنا ،وجلبنا شيئاً بديلاً بعيداً عن أرواحنا وأذواقنا ومجتمعاتنا، تحياتي لكم جميعاً ورحمة الله عليك أستاذ حسين عبد الله .
---------------------------------
1. مقطع موسيقي من تسجيلات اذاعة بغداد ،أوائل الخمسينات ، ولاحظوا ضربات الأيقاع بين الآلات الأخرى.
2. معزوفة "خاف الله ربك " فرقة خماسي الفنون الجميلة والذي كان الفنان أحد أعضاءه( التسجيل مرفوع من قبل الأخ MAAAB1 مشكوراً).



استاذنا العزيز نور عسكر
السلام عليكم
شكرا لهذا الموضوع الرائع عن اشهر ضابط ايقاع عراقي من جيل الرواد لقد عاصر هذا الفنان الكبير اجيال عديدة من المطربين والمطربات من اوائل الثلاثينيات من القرن الماضي وحتى نهاية السبعينات .. منهم محمد القبانجي وزكية جورج وسليمة مراد ومنيرة الهوزوز مرورا بعفيفة اسكندر وناظم الغزالي وعشرات الاسماء اللامعة ولة تسجيلات ومقطوعات موسيقية رائعة مع الموسيقار جميل بشير في الخمسينات مسجلة باسطوانات جقماقجي .
وهذا المقطع المرفق تسجيل بصوته في احدى الحفلات الخاصة مع سليمة مراد وناظم الغزالي .

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد


الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 حسين عبد الله.MP3‏ (153.7 كيلوبايت, المشاهدات 34)
رد مع اقتباس