[فاضل الخالد]

الشاعر زامل سعيد فتاح ووفاء الحبيبة
____________________

قليلة هي الاغاني التي تناولت الوفاء والغدر عند المرأة الحبيبة في الشعر الغنائي العراقي وخاطبتها مباشرة لاسباب متنوعة وياتي في مقدمتها ان شعراء الاغنية حالهم حال الشعر العربي عموما درج في الغزل على مخاطبة المذكر كناية عن الصفات الجمالية التي تتمتع بها الحبيبة او المعشوقة على لسان الرجل وكذلك قل عن حالات الهجر والانقطاع ومعاودة الوصل وغيرها من مظاهر الشد والجذب في هذا النوع من العلاقات البشرية التي تجمل الحياةبالاضافة الى عامل مهم آخر هو ان الحبيبة العراقية اكثر ثباتا واخلاصا في حبها .
وكما ذكرت في مقال سابق فأن احدى الاغاني التي اشتهرت في هذا المجال في غنائنا العراقي الحديث هي اغنية (لاخبر) التي كتب كلماتها الشاعر المبدع( طارق ياسين) ولحنها الفنان( حسين السعدي )واداها غناءً الفنان الدكتور( فاضل عواد) تلك الاغنية التي سجلت لوصف حالة الغدر وعدم الوفاء الحبيبة لحبيبها الذي فاجأته من يحبها باعلان زفافها الى شخص آخر متنكرة لعهود ومواثيق جرت بين المحب الاول وبينها تاركة اياه في لوعة ونار الهجران دون ان تخبره بما اقدمت عليه من خطوات قادتها لأن تُزَف لشخص آخرونتيجة لما احدثته هذه الاغنية من حراك في الشعر الغنائي انعكس ذلك على الشاعر (زامل سعيد فتاح) لان يرد وعلى لسان تلك الفتاة التي خاطبتها اغنية لاخبر باغنية غنتها الفنانة( دلال شمالي) مدافعة عن اتهامها بعدم الاخلاص والوفاء للمحب الاول مرجعة اسباب انقطاع الوصل بينهماكلها له وحده .
ورغم كل الذي ابداه شاعرنا (زامل سعيد فتاح) مع تعاطف واضح مدافعا عن فتاة( لاخبر) يأتي بعد ذلك في اغنية كتبها و رفعت على منتدانا الكبير وهي اغنية( تمر بيً) ومن غناء المطرب (ستار جبار) والحان الملحن الكبير( كمال السيد) ملحن اغنية المكيراشهر اغنية سبعينية و التي هي ايضا من كلمات شاعرنا الكبير زامل سعيد فتاح
ان فتاة( زامل) في هذه الاغنية لم تزف الى شخص آخر بل هي مجرد ان تمر على من احبها سابقا تتصرف بجفاء وتكبر ناسية ومتناسية حتى اسمه والاسرار التي كانا يتبدلانها ايام العلاقة التي ربطت قلبيهما منذ ان كانا صغيرين في العمر

وفيها ايضا عتاب رقيق لا يصل الى مرحلة الثورة والانفعال العصبي الشديد فهو يذكرها فقط بتلك الايام التي ربطت بين قلبيهما رغم تنكرها لتلك العلاقة فهي تجيب على تساؤلات الناس المحيطين بهم مستنكرة معرفتها السابقة به
ورغم ان العلاقة التي وصفها شاعرنا هنا بعلاقة مدينية لان اجواء واعراف الريف قد لا تساعد على نشوء هكذا علاقات ولكنه استعان ببعض المفردات الريفية حيث يقول
بفي سد الكواسر عش بكه مبني الج بعده
فالكواسر ومفردها كوسر مصطلح يطلقه ابناء الريف علىكل جانب من جانبي المضيف او الصريفة الضيقين والتي تبنى من القصب
وفيما يلي كلمات اغنية( تمر بيَ)
تمر بيَ ولاجنها تعرف اسمي ومشينا ازغار
تمر بيً ولا جن بكلبها اهواية لي اسرار
العواذل والغرب حنت
عليً وعلى الهوى نشدت
وهيً تمر ولا جنها تعرف الصار
يسألوها عليً الناس ترد تنشدهم عليً
تكلهم ما اعرفه منين متولع جذب بيُ
تمر غصبن على عيني
تمر وما تحاجيني
وانا وياها عمر عشنا من يوم الربينا ازغار
نسيتيني اذكري ايامنا ولمتنا والكعدة
بفي سد الكواسر عش بكه مبني الج بعده
عجب تنسينا ياحلوة
وآني بكلبي الج غنوة
اسمج والهوى عندي اعز تذكار