عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 19/07/2007, 09h12
الصورة الرمزية الألآتى
الألآتى الألآتى غير متصل  
المايسترو
رقم العضوية:1323
 
تاريخ التسجيل: avril 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 68
المشاركات: 2,483
افتراضي رد: دعوة موسيقية على أغنية

بسم الله نبدأ تحليل أغنية ( فى قلبى غرام ) ..

حرام عليك ياعم غازى .. إخترت أغنية رهيبة .. فظيعة .. شنيعة .. مريعة .. إيه الجمال ده ..

ياأخى .. أنا سمعت الأغنية دى عشرات المرات .. ولكنى لم أستمتع بها إلا بعد أن تمعنت فيها بغرض تحليلها .. ماهذا اللحن .. عبد العظيم محمد ده ملحن جامد ..

سأحاول تقمص دور أستاذنا عمار الشريعى أثناء تحليل الأغنية .. لأنى من عشاق تحليلاته .. مع الفارق الشديد طبعاً .

نبدأ بالكلمات التى أبدعها الشاعر ( إبراهيم البهلوان ) ..

واضح من الكلمات .. أن العاشق يعيش على ذكرى مضت .. يعيش على أيام المحبوب الجميلة والتى يفتقدها بعد الهجران ..

تقول الكلمات .. فى قلبى غرام مصبرنى على خصامك وطول بعدك .. وأقول أنساك .. يحايلنى ويغلبى كمان ودك ..

هذا هو المذهب .. واضح طبعاً أن العاشق لم يستطع نسيان حبه القديم .. وإن كان يحاول أن يقنعنا بأنه حاول النسيان ( بيتمحك يعنى ) ولكن الحب غلبه ولم يستطع النسيان ..

يقول فى الكوبليه الأول .. فى قلبى غرام يفكرنى بأيام الهوى الحلوة .. وذكرى هواك تسهرنى ويسمعها الفؤاد غنوة ..

مازال العاشق يعيش أيام حبه ولا يستطيع النوم بسبب التفكير فى المحبوب ..

وفى الكوبليه الأخير .. يعاتب المحبوب قائلاً له .. فى قلبى وروحى جاوبتك وهنيتنى وأنا جنبك .. وليه تخدعنى فى حبك وتحرمنى حنان قلبك ..

وعلى هذا المنوال لأخر الأغنية ..

نأتى للحن .. وياله من لحن ..

بدأ الملحن بمقدمة موسيقية قصيرة .. على إيقاع الفوكس تروت .. وإختار مقام الحجاز ليبدأ به لحنه .. وبالتحديد حجاز الرى ( الدرجة الأصلية لمقام الحجاز ) .

ولكنه أنهى المقدمة الموسيقية بمقام نادر الإستعمال .. مقام ( الزنجران ) .. وهو مقام يجمع مابين الحجاز والعجم ..

إذن .. المقدمة الموسيقية تحتوى على مقامين ( الحجاز والزنجران ) ..

ويبدأ بعدها عمنا طلب فى الغناء ..

يبدأ بمقام الحجاز .. ولكنه ينتقل سريعاً لمقام الكرد .. وبالتحديد عند ( على خصامك وطول بعدك ) .. ويعود سريعاً أيضاً للحجاز مرة أخرى .. وينهى المذهب بمقام الزنجران .. ويتغير معنا الإيقاع بالطبع إلى إيقاع ( السنباطى ) وهو إيقاع رباعى الميزان .. ومن فصيلة إيقاع الواحدة أو المصمودى .

ونسمع نفس المقدمة الموسيقية بنفس مقاماتها .. يظهر أنها أعجبت الملحن فقرر أن يكررها مرة أخرى ..

ويغنى عبد المطلب الكوبليه الأول من نفس المقام ( الحجاز ) ولكنه لا يستقر عل الحجاز وإنما يعرج بنا على الزنجران .. ويعود للحجاز فى الشطرة الثانية من الكوبليه .. ويلمس الكرد أثناء عودته مجرد لمس .. ونسمى هذا نحن الموسيقيين ( عُربة )

وينهى الكوبليه بنفس الشكل فى المذهب وبالتحديد عند ( وأقول أنساك يحايلنى ويغلبنى كمان ودك ) ..

وهنا يظهر الكورال .. ليؤدى المذهب تمهيداً للكوبليه الثانى .. الذى ينتقل فيه الملحن لنفس مقام الحجاز ولكن من درجة جديدة .. هى درجة الصول .. ويعود بعدها للحجاز الأصلى بدأً من ( بلون الورد تفرحنى ) .. لينهى الأغنية بنفس المذهب ..

ومما سبق .. يتضح لنا أن جمال الأغنية يكمن فى التنقلات بين المقامات وخاصة أنها مقامات متجاورة .. حتى عندما قرر الملحن الإنتقال لدرجة أخرى فى السلم الموسيقى .. لم يترك مقام الحجاز .. وإنما إستعمله من الدرجة الجديدة ..

ولن أستطيع الكلام عن عبد المطلب .. فإنه عبد المطلب وكفى .. مطرب بجد .. مطرب حساس .. مطرب وخلاص .. ماأقدرش أقول أكتر من كده عنه ..

أتمنى أن يكون تحليلى على قدر من الوعى الموسيقى .. وألا أكون خرفت .. إلا إذا كانت أذنى خانتنى .. وأنا أثق بها على أى حال ..


__________________
مع تحياتى .. محمد الألآتى .. أبو حسام .