عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 11/10/2006, 05h08
الصورة الرمزية mokhtar haider
mokhtar haider mokhtar haider غير متصل  
رحمك الله رحمة واسعة
رقم العضوية:1707
 
تاريخ التسجيل: mai 2006
الجنسية: جزائرية
الإقامة: الجزائر
العمر: 77
المشاركات: 1,662
افتراضي الفرق بين القوالب الغنائية

بعد كتابة مختلف المواضيع عن القوالب الغنائية العربية.... من الممكن هذه المداخلة المتواضعة لأجل التفسي البسيط في معرفة هذه القوالب و استطاعة العام الفرق او الفرز بين هذا و ذاك
خلاصة الكلام أن لهذا الغرض يجب أن نأخذ الجانب الأهم أو الجانب المسيطر في كل عمل غنائي... و بعد المواضيع العديدة التي كتبت عن الموال و الموشح و المونولوج و الطقطوقة.... أصبح من الواجب لمها في موضوع واحد للمقارنة و لتسهيل مهمة السامع العام في الفرز بين هذه القوالب و تصنيف أي أغنية يسمعها
لكل قالب جانب واضح في نصه و معظم القوالب تصنف أساسا بداية من النص... فلنأخذ كل واحد منهم و نقارن
لكل أغنية أو قالب جانب تابع للكلمات و جانب تابع للحن
أولا.... القصيدة الغنائية يغلب عليها جانب القصيدة الشعرية لغتها بالفصحى و تعتمد في الشعر الكلاسيكي على وحدة الوزن أو العروض و على وحدة القافية... و الجانب التلحيني لا يحظى بأهمية بالغة بقدر ما يأخذه النص الغنائي حيث الفرز بين القصائد يهتم بالمواضيع و بالشاعرية و باللغة .... و في هذا الجانب اعتاد المحللون أن يسموا بعبارة قصيدة جميع النصوص بالفصحى التي تتغني بالمعاني الدينية و السامية و التاريخية أو الوطنية و الحماسية.... و في القرن العشرين و بروز نصوص شعرية من الشعر المعاصر ظهرت بعد القصائد بالفصحى أنما لا تتقيد بوحدة العروش ووحدة القافية و لكن تصنف من القصائد كما هو الحال بالجندول لمحمد عبد الوهاب
و يتردد المحللون في تصنيف أغنية عبد الوهاب جفنه علم الغزل بين القصائد مع أن نصها بالفصحى.... ربما لأنها بلغة خفيفة و لحن ذو الوزن السربع و الخفيف
أما في تلحينها فهذا راجع للملكات اللحنية للملحن و استعاب معانيه من طرف المطرب كي يعبرا عنها في العرض كما هو الحال في قصائد أم كلثوم الشامخة التي أصبحت نموذجا في هذا اللون... أسس فيها رياض السنباطي... و اللحن و ثرائه و نوعه يرجع لخاصيات القصيدة
ثانيا المونولوج الغنائي....
اظافة على ما قيل في الموضوع الخاص به.... فهوعلى اختلاف القصيدة فهو يكتب باللغة العامية.... نص حر لا يتقيد بوحدة القافية و لا وحدة الوزن بين أبياته فيه معاني وجدانية و غالبا ما فيه حديث النفس للنفس أو كلام للقلب أو للنجوم أو للبدر أو للقمر.... حتى و ان كان فيه مخاطبة الحبيب فمخاطبة الحبيب تبدو و كأنها في غيابه.... من الناحية اللحنية فاللحن حر لا يتقيد الا بالصور الموجودة في النص و ملتزم بالجو العام فيه
و اذ عبارة المونولوج هو كلام فردي بدون مخاطب فغنائه عامة يكون غناء انفرادي يخلو عامة من المجموعة الصوتية و يغلب فيه قلة أعضاء الفرقة الموسيقية و تقل فيه اللازمات الموسيقية تقتصر في النتقالات بين مشهد وآخر.... فغياب المجموعة الصوتية أو المذهبحية عنضر هام في المونولوج على اختلاف غناء الدور الغنائي الذي يعامد على تدخل المذهبجية في القسم الثاني منه
ثالثا الدور الغنائي
أقدم من المونولوج... فهو عامة باللغة العامية... يعتمد على الاحتراف الغنائي و التلحيني العالي... حيث يعتمد على قدراته الصوتية و الحوار النغمي بالليالي و الآهات بينه و بين المجموعة الصوتية.... فيه ثلاثةأقسام و بالتالي ثلاث مقمات تستعمل بين مختلف الأقسام و تأتي البناية التلحينية على هذا النحو... مقام أول ثم مقام ثاني مجاور ثم مقام ثالث فالرجوع في نهاية الدور الا المقام الأصلي.... و اذا وضعنا حرف لكل مقام مستعمل قالسير اللحني و النغني ياتي على هذا المنهج....
ألف..... ألف باء... باء.... ألف .... الف باء هو مقام انتقالي بين المقام الأول للمطلع و المقام للقسم الثالث الذي تتدخل فيه المجموعة الصوتية ...باء
في الافتتاحية الموسيقية للدور تستعمل غالبا دواليب موسيقية في مقام مطلع الدور.... و الدولاب ما هو الا قطعة موسيقية من جملة واحدة على مقام واحد تعطي للمطرب الانطلاقة في الغناء
ويتميز الدور من ناحية نصه باستعمال لازمات كلامية شعرية شعبية جميلة يترددها الناس و يترددها المطرب و المجموعة الصوتية المصاحبة له في حوار نغمي قوي بالأاهات و الخانات الغنائية و التلوينات و حتى الليالي... و في هذا النهج تذكر لازمات.... ما فيش كدا و لا في المنام أنا و حبيبي في دور أنا هويت لسيد درويش.. و لازمة... يا سارق قلبي بالمعروف حبك كواني تعال و شوف... في دور يا ما أنت واحشني.... و الله ينصر دولة حسنك.... و كادني الهوى... و أنا قلبي عليك مما ظمن لها نجاحا شعبيا واسع... و بالفعل تعلق الجمهور بهذا النوع و القالب من الغناء بقدر ما يتطلب قدرات عالية في النظم و التلحين و الأداء
رابعا... الموشح.... من أصل أندلسي.... نص غنائي قصير بالنسبة للقصيدة المطولة... باللغة الفصحى كالقصيدة الشعرية أو الغنائية... على اختلاف القصيدة.... الموشح لا يتقيد بوحدة القافية و العروض رغم قصره و يعتمد على عدد قليل من الأبيات و فيه من الموشحات التي لا تتضمن الا ثلاث أبيات فقط لا غير... على اختلاف القصيدة فالموشح ينظم خصيصا للمغني.... و يعتبر الموشح أولى محاولات في وجود النص الغنائي في الأغنية العربية مما يتطلب نوعا آخر في اختيار العبارات و الألفاظ و سيطرة الحروف اللينة في نطقها .... و تفنن العرب في كتابته و تنويعه الى حد ما سهل ابتكار أوزان عديدة و البعض منها معقد و بطبيعة الحال ابتكار ألحان ملائمة لقمة النصوص... و اللحن لا يتقيد الا بثراء النص و جماله... و اعتاد المحللون في تعليقاتهم أو تحليلاتهم في أي عمل أن يذكروا عنوان الموشح و مقام بدايته و الوزن المستعمل.... و لو أن عبارة الموشح و عبارة التوشيح لهما معني واحد الا أن أصبح من الشائع عبارة توشيح في ذكر الموشحات الدينية التي لا تختلف عن الموشحات العادية الا في الموضوع... و غلب في الموشحات العادية أغاني الخمر و الجلسات و التغني بحسن الحبيب.... و أخيرا حسب المراحل قد يتضمن غناء الموشخ تدخل المجموعة الصوتية... و هناك معظم الموشحات تغني كاملة من طرف مجموعة صوتية... و لا مانع في غنائه بالأداء الانفرادي....
و كالدور الغنائي يبدأ الموشح دائما بدولاب موسيقي.... فتتخذ الفرقة أي دولاب متاح في الساحة و تستعمله في الدور أو الموشح على الشرط الوحيد بأن يكون على نفس المقام للقطعة الغنائية
خامسا الموال.... من حيث النص الغنائي .... نص بالعامية فقط ... عامة قد يكون غير موزون له خصوصيات في البناية الشعرية في ترتيب القوافي... معظم أشكاله لا تتفوق السبع أبيات مهما كانت أنواعه من البغدادي و الحليبي و الأعرج أو السبعاوي فجميع أبياته تتفق على قافية واحدة ما عدا بيت واحد.... يتضمن عامة بعض الحكم الشعبية تقال بلازمات كلامية
غنائه يبدأ بالليالي أو مختلف أنواع الأاهات من يا ميجانا و مواليا و يا با يا با او أوف يا با على مقام ثم الدخول في النص بحد داته على مقام ثاني و يختم المطرب بالرجوع الى المقام الأصلي.... في باب أنواع الموال من رباعي و خماسي و سداسي و سبعاوي الرجاء قراءة تدخلات الأخوة الذين شاركوا في قسم الموال... و الموال يعتمد غناء على قدرات المطرب و ملكاته الابتكارية حيث أن المول يختار له مقام و يغني على مقام يختار حسب السلطنة في أوان العرض.... و هناك مواويل عديدة قدمت على مقامات مختلفة.... أمثال يا قلبي ما حد قاسى اللي أنت بتقاسيه الذين غنوه محمد عبد الوهاب و فايد محمد فايد و محمد الفيومي بطريقة مختلفة و على مقامات مختلفة... كما كان الحال بالنسبة لموال لك يا زمن العجب في كل أحوالك الذي غنوه عبد الوهاب و صالح عبد الحي كل منهما على طريقته
سادسا الطقطوقة.... من ناحية النص و الألحان تنقسم على أغصان من 2 الى 4 عامة يتخللها مذهب غنائي يكون عامة مطلع الأغنية...... تغنى على جميع الأشكال من العامية و الفوكلورية و الدينية و الوطنية و الشعبية... جميع المواضيع.... أنواعها تختلف لا في النصوص لكن في البناية اللحنية.... حيث الطقطوقة في مرحلتها الثانية تختلف في تلحين أغصانها و مذهبها.... و بنجاحها العملي عند أهل الفن فاتخذت الطقطوقة بعض الأشكال من القوالب الغنائية المذكورة من وجود مجموعة صوتية و أنواع الفرق الموسيقية و حتى في عمق المواضيع كمواضيع الدور و القصيدة و الموشح.... بداية من أواخر الثلاثينيات فازت الطقطوقة باستعمال اقتتاحية موسيقية خصيصا لهل بدلا من استعمال الدواليب التي تستعمل في كثير من الأغاني... هذا مما زاد في ترسيخ بطاقة مخصصة لكل أغنية و كل طقطوقة مما ساهم في نجاحها...
و الموسيقار محمد عبد الوهاب هو أول من جاءت له فكرة افتتاحية موسيقية لكل أغنية بدلا من الدولاب... و أول أغنية في العالم العربي كانت باقتتاحية موسيقية خصيصا لها كانت قصيدته يا جارة الوادي... مع ملاحظة أخرى أن يا جارة الوادي أولى أغاني تقفل بمقام على غير مقام مطلعها أو بدايتها بينما كان العمل من قبلب قاعدة جوهرية الا و هو قفل الأغاني مهما كانت من الأشكال تقفل بنفس المقام الذي تبدأ به
مع تحياتي
مختار حيدر
رد مع اقتباس