الموضوع: أصل العود
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 06/05/2007, 11h05
الشاذلي الفلاح
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي مشاركة: تاريخ آلة العود

العود في العصر العباسي (132ﻫــ/750م - 656ﻫــ/1258م ):

الواثق" موسيقياً، وروى أنه كان أخذق من عنى وضرب على العود ، وكان كثير التقدير للموسيقا وأهلها.

وتميز هذا العصر بظهور العيدي من الشخصيات التي تركت بصمات واضحة على آلة العو نذكر منهم على سبيل امثال:

براهيم الوصلى : الذي كان ذا منزلة عظيمة لدى هارون الرشيد حيث كان من كبار موسيقى هذا العصر ، وتحكى هذه الرايو عن عبقرية " ابراهيم الموصلى " أنه هو و " ابن جامع" بلغا من المقدرة وسعة الادراك وحدة الذهن ما تعد رواياته من الاعجاز.

ومما يرد في ذلك أن " ابن جامع " زار يوماً " ابراهيم الموصلى " فأخرج اليه ثلاثين جارية قعدن جميعاً بطريقة واحدة وغنين، فقال " ابن جامع " : في الأوتار وتر غير مستو، فأشار " ابراهيم " لجارية من بين الجوارى وقال لها : شدى مثناك (والمثنى أحد أوتار العود ) فشدته الجارية فاستوى فعجب من حضر لفطنة " ابن جامع " غير مستو في مائة وعشرين وتراً، وازداد عجبهم من فطنة " ابراهيم الموصلى " للوتر بعينه.

منصور زلزل : الذي كان أشهر من ضرب بالعود في الدولة العباسية، وحبسه أن يكون أستاذ " اسحاق الموصلى " الذي كان يتردد عليه يومياً حتى مهر مثله في العزف على العود.

واقترن اسم " زلزل " بأسماء بعض نغمات الموسيقا العربية فكأنما اصبح اسمه بحناً وعلماً، حيث انه هو الذي استحدث صوتاً يسمى (وسطى زلزل) سمى فيما بعد (نغمة السيكاه ) وهذه النغمة هي التي تميز مقاماتنا موموسيقانا العربية عن المقامات والموسيقا الغربية حيث انها لا توجد ضمن نغمات ومقامات الموسيقا الغربية.

وكذلك استحدث " زلزل" عيداناً تسمى (الشبابيط ) جمع شبوط وهو نوع من العيدان شكله يشبه جسم السمكة.

اسحاق الموصلي : الذي كان أقدر عازفى العود واكثرهم حظوة عند خلفاء الدولة العباسية وهو تلميذ " زلزل " وقد نعاه الخليفة " المتوكل " يوم وفاته بقولة : ذهب صدر عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته.

وكان للعود دور أساسي في التدوين الموسيقى فقد بنى الفلاسفة العرب أمثال " الكندى " و " الفارابى " و " ابن سينا " نظرياتهم الموسيقة مستعينين بآلة العود كأساس لها، كما استعان " صفى الدين الأرموى " بالعود في طريقة التدوين الجدولى (المعروف أيضاً أن " الأرموى " ابتكر عوداً أسماه المغنى).

في دولة بنى أمية بالأندلس (138ﻫـ/756م - 422ﻫــ/1031م ):

انبثق فجر المدينة في بلاد الأندلس عندما فتحها بنو أمية وسكر العرب لها على صفحات التاريخ آيات مجد ظلت مضرب الأمثال ، وتوجت رأس العلوم والفنون بأفخر تيجان الرقى وظلت عندئذ تفيض بنورها على أروبا التى لم تكن بعد قد أفاقت من سباتها العميق ، فكانت قرطبة حاضره الأندلس وموطناً لأساطين العلماء، كما كانت اشبيلية أعظم مركز للموسيقا والشعر وصناعة الآلات الموسيقية.

ولقد نقل العرب الى الأندلس كل ما سبق لهم معرفته من الآلات الموسيقية ثم افتنوا وزادوا عليها، فأصبح لديهم منها عدد جم. وبالنسبة لآلة العود ، فقد استعملت الأندلس العود ذا الأوتار الأربعة ، والعود الكامل ذا الأوتار الخمسة، والشهرود وهو نوع من أنواع العيدان، ولقد كان قصر " محمد الثاني " يصدح بمائة عود ، كما كان " المعتمد " مغنياً وعواداً ، و " ابن عبيد الله " يضرب على العود ايضاً، وكان " زرياب " نجم أعلام الموسيقا في دولة الأندلس والتي ظلت زهرة أوروبا اليانعة طوال خمسة قرون تنشر عليها اريجها من كل علم وفن.
رد مع اقتباس