عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 19/08/2008, 00h33
الصورة الرمزية عمار النعمان
عمار النعمان عمار النعمان غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:170260
 
تاريخ التسجيل: février 2008
الجنسية: سورية
الإقامة: سوريا
العمر: 40
المشاركات: 217
افتراضي رد: منتدى الأثنين في حماه

لاشكّ أن ما يطوف بأمتنا من دواهٍ ومصائب ونكباتٍ هاجسٌ ينبغي أن يكون الأكثر حضوراً واعتمالاً في فكر الأديب نظراً لفداحة مايجري وليس ثمّة التماعُ أملٍ يبشّرُ بتلاشي دائرة الحزن هذه التي نرزحُ فيها ، بيد أن هذا لايصرف الكاتب عن أن ينظر بعينه الفاحصة القارئة إلى مجتمعه ومافيه من ضروب نشاطٍ مختلفة ،لأن عجلات الحياة جارية لاتتوقف فعذراً قارئي الكريم، وأرجو ألا تتهمني بانعدام الإحساس القومي وأنا المتفجّع دائماً الباكي على جراح وطننا العربي المنكوب. أمس وجّه إليّ الأستاذ موفق يعقوب آغا الموسيقار الكبير والفنان الفذّ والصديق القديم الحبيب دعوةً ماأجملها من دعوة إلى حضور أمسيةٍ موسيقيةٍ في نادي الرابطة الفنية في حي المدينة في حماة مساء الجمعة ٢٥ كانون الثاني من عامنا هذا يقدمها منتدى الإثنين الموسيقي، وهو الاسم الذي ارتضاه أعضاء هذه الكوكبة الموسيقية التي مضى على ائتلافها عشرات السنين والتي تعد بحق النخبة الموسيقية المحترفة في حماة بل في بلاد الشام المؤمنة بمدرسة الفن للفن والمؤلفة من الأساتذة السادة «موفق وفتحي يعقوب آغا- خالد السهيان- مروان بركات - فتحي الأصفر- محمد حميدة- فاروق الدلال- وليد قنباز- وليد حجار- علاء وفراس يعقوب آغا». لبّيتُ الدعوة الكريمة بمعيّة الصديق الشاعر العميد عبد المجيد عرفة. حضر الأمسية حشدٌ كبيرٌ من موسيقيي حماة منهم الأساتذة ظافر إمام ، مروان بركات ، بديع العوير، محمد الريس، فتحي الأصفر ، كمال الديري وطائفة من ذواقي الموسيقى ومحبيها كالدكتور عبد الحميد طيفور والشاعر الأستاذ الدكتور راتب سكر والشاعر وليد حجار «عضو منتدى الإثنين الموسيقي» وعدد من أعضاء جمعية العاديات بحماة ومن المهتمين بموسيقانا العربية هذا الفن الراقي. أحيا الأمسية الموسيقيون: فتحي يعقوب آغا على آلة العود والدكتور فراس يعقوب آغا على القانون وغسان صالح على الكمان وأحمد حداد على الناي وعبد الرحيم خالد السهيان على الإيقاع. قدم «منتدى الإثنين الموسيقي» بقيادة الموسيقي الكبير موفق يعقوب آغا عدداً من الموشحات الحموية وكان جلّها من ألحان الموسيقي الكبير فتحي يعقوب آغا فضلاً عن ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب والأخوين رحباني ومن كلمات ثلة من كبار شعراء العربية كعلي بن الجهم والشريف الرضي والبحتري وأحمد شوقي. عودٌ واحدٌ وقانونٌ وكمانٌ وناي وإيقاع آلات موسيقية ائتلف وائتلقت في إسماعنا ماأطربنا وأدهشنا وحقننا بجرعةٍ عريضة من الخدر والانسراح في أفياء الطرب والانتشاء. وأنا أستمع إلى مايبدعه هؤلاء الموسيقيون الأفذاذ وإلى هؤلاء المطربين المجيدين ذوي الخامات بل الطاقات الصوتيةالتي تشأو حناجر العنادل «كباسل المعراوي وجمال جزماتي وعبد المعين كوجان وعبد الرحمن حزواني والدكتور عصام زينو وغياث سوتل» أخذت ترتاد شواطئ خيالي أمواج أفكار تدور كلها في فلك العصرنة الموسيقية والغنائية التي انبتَّ ممارسوها وهواتها ومبتدعوها من أصحاب الأصوات المنكرة التافهة عن معين الماضي وجذور التراث وانكبّت على موارد الخلاعة الموسيقية الآسنة «إن جاز التعبير» وانصرفت إلى الشطط والعبث الفني في الغناء والعزف والتلحين وتأليف الكلمات. موسيقانا العربية اليوم هجينة غريبة ليست من بيئتنا ولاتحمل في ثناياها مايربطنا بأرضنا وفكرنا وتراثنا ،ومطربونا هم نتاج الهندسات الصوتية التي تجعل من نهيق الحمار ترجيع بلبل ومن «جعير الطراطير» تصداح عندليب .موسيقانا هي الكليبّات هذه الصرعة الرديئة التي حولت الأغنية من استماع محض للصوت الجميل واللحن الأصيل إلى تملٍّ ومشاهدةٍ لمفاتن الراقصات ومحاشم المطربات الكاسيات العاريات بعيداً جداً عن التفكير فيما يقلن من كلامٍ بذيءٍ متردٍّ وهنَّ يزعقنَ ويَصِحنَ ولا أقول ينشدن أو يغنين . لماذا صدف الناس عن العود ،هذه الآلة الساحرة التي تستطيع أن تهز الحجر والتي سرعان ماتلهب المشاعر وتأخذ بمجامع القلوب حتى ينفلت منك التصفيق الحار تلقائياً بعد أن تكون أوتار هذه الآلة العجيبة قد سكبت في وجدانك دنّاً من دنان النشوة؟! علام انصرف الجيل عن القانون هذه الآلة الرقراقة ترقرق الجدول المنساب التي أشبّه تهاطل أنغامها بقبل العصافير التي تنثرها على خدود أطفالٍ رضّع؟! كيف نسي الجيل مايبدعه الناي هذه الآلة التي تخيل إليّ كأنها بكاء الروح وانسفاح الدموع وأنين الرياح، بل كيف نسوا الكمان الذي يبدو لي زفرات متبتّل في محراب الزهادة؟! شكراً للأستاذ الكبير موفق يعقوب آغا وشكراً لزملائه وكلهم مبدعون مجلّون وشكراً آخر لهذه الحناجر التي تبشر أن ثمة أصواتاً مختبئة حقيقية ستغري الأجيال وتحفزهم على أن يعودوا إلى تراث أمتهم الموسيقي العظيم وتكسبهم مهارة المَيْزِ بين الرديء والجميل والغث والثمين. موسيقانا العربية الأصيلة أيها السادة كنوز النغم وأجنحة الانطلاق إلى أدواح السكر والخدر الحلال، فلنعدْ إليها ولنحيّي أسرة «يعقوب آغا» و«منتدى الإثنين الموسيقي» هذه المدرسة الموسيقية الفائقة الرائقة التي أُعجب بها كبار موسيقيينا العرب كصباح فخري والتي لو أرادت من حيث الذيوع والانتشار أن تتبوّأ مايجدر بها في عالم الفن والموسيقى من منزلة لكانت، في الصدارة، فإلى عودةٍ إلى مناهل الأصالة وموسيقى تنتشي بها النفوس وتطرب لها الآذان وتنسرح في ظلالها القلوب على بساط السحر ولازورد الجمال .
المصدر جريدة الثورة.
بالنسبة للأستاذ فتحي ستأتي أعماله تباعاً وللعلم فهو مدرس متقاعد لمادة الرياضيات
ومتخصص على آلة العود , لا يحب الشهرة حتى تلاميذه لا يعرفون حقيقته.
__________________
يارب انتقم لنا من بشار وزبانيته ، اللهم كلل ثورتنا بالنجاح
رد مع اقتباس