عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11/03/2009, 01h03
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: الشاعر الكبير عبد الرزاق عبد الواحد

الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد


قصيدة
يا نائي الدار

لا هُم يلوحون.. لا أصواتهم تصلُ
لا الدار، لا الجار، لا السّمّار، لا الأهل
وأنت تنأى، وتبكي حولك السّبل
ضاقت عليك فجاج الأرض يا رجلُ!
سبعين عاما ملأت الكون أجنحة
خفق الشّرار تلاشت وهي تشتعلُ
لا دفّاتك، ولا ضاء الظّلام بها
طارت بعمرك بينا أنت منذهلُ
ترنو إليهن مبهورا.. معلّقة
بهنّ روحك، والأوجاعُ، والأمَلُ
وكلّما انطفأت منهنّ واحدة
أشاح طرفك عنها وهو ينهملُ!
سبعون عاما.. وهذا أنت مرتحل
ولست تدري لأيّ الأرض ترتحلُ!
يا نائي الدّار.. كلّ الأرض موحشة
إن جئتها لاجئا ضاقت به الحيلُ!
وكنت تملك في بغداد مملكة
ودار عزّ عليها تلتقي المقلُ
واليوم ها أنت.. لا زهو، ولا رفلُ
ولا طموح، ولا شعر، ولا زجلُ
لكن همومُ كسير صار أكبرها
أن أين يمضي غدا.. أو كيف ينتقلُ!
يا ليلَ بغداد.. هل نجم فيتبعهُ
من ليل باريس سكرانُ الخطى ثملُ
الحزن والدّمع ساقيه وخمرتهُ
وخيلُهُ شوقهُ.. لو أنها تصلُ
إذن وقفت على الشّطآن أسألها
يا دجلة الخير، أهل الخير ما فعلوا؟
أما يزالون في عالي مرابضهم
أم من ذراها إلى قيعانها نزلوا؟
هل استفزّوا فهيضوا فاستهين بهم
عهدت واحد أهلي صبرُهُ جملُ!
فأيّ صائح موت صاح في وطني
بحيث زلزل فيه السّهلُ والجبلُ؟
وأيّ غائلة غالت محارمهُ
وما لديه على إقصائها قبلُ؟
يا دجلة الخير بعضُ الشرّ محتمل
وبعضه ليس يُدرى كيف يحتملُ!
خيرُ الأنام العراقيون يا وطني
وخيرهم أنّ أقسى مرّهم عسلُ!
وخيرهم أنّهم سيف.. مروءتهم
غمد له.. والتّقى، والحلمُ، والخجلُ
وهم كبار.. مهيبات بيارقُهُم
شُمّ خلائقهم.. خيّالهم بطلُ
لا يخفضون لغير اللّه أرؤسهم
ولا ينامون لو أطفالهم جفلُوا
فكيف أعراضهم صارت مهتّكة
وحولهنّ ستورُ اللّه تنسدلُ؟
وكيف أبوابهم صارت مشرّعة
لكلّ واغل سوء بينها يغلُ؟
وكيف يا وطن الثّوّار داس على
كلّ المحارم فيك الدّون والسّفلُ؟
أهؤلاء الذين الكونُ ضاء بهم
وعلّموا الأرض طرّا كيف تعتدلُ
ومن أعانوا، ومن صانوا، ومن بذلوا
ومن جميع الورى من مائهم نهلوا
دماؤهم هذه التّجري؟.. هياكلُهُم
هذي؟؟.. أقتلى بأيدي أهلهم قتلوا؟
تعاون الكفر والكفّار يا وطني
عليهمو.. ثم جاء الأهلُ فاكتملُوا!
يا ضوء رروحي العراقيّون.. يا وجعي
وكبريائي.. ويا عيني التي سملُوا
أنتم أضالع صدري.. كلّما كسروا
ضلعا أحسّ شغافي وهو ينبزلُ
فكيف تجرؤ يا أهلي بنادقكُم
على بنيكُم ولا تندى لكم مقلُ؟
وكيف تسفح يا أهلي خناجرُكُم
دما بنيكم ولا ينتابُها شللُ؟
وكيف يا أهلنا نالُوا مروءتكُم
فأوقعوا بينكم من بعد ما انخذلُوا؟
يا أهلنا.. ليس في حرب العدا خلل
بل قتلكم بعضكم بعضا هو الخللُ
لا تكسروا ضلعكم أهلي فما عرفتْ
أضلاعُ صدر لكي تحميه تقتتلُ
فديتكم أنتم الباقُون.. راحلة
هذي الـمُسوخُ كما آباؤهم رحلُوا
فلا تعينُوا عليكم سافحي دمكُم
كي لا يقال أهاليهم بهم ثُكلُوا
صونوا دماكم، فيوما من قذارتهم
كلّ العراق بهذا الدّمّ يغتسلُ!
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس