عرض مشاركة واحدة
  #194  
قديم 10/12/2010, 18h19
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عليكم



رائدة من رائدات المسرح العراقي


ازادوهي صموئيل






ولدت ازادوهي صاموئيل في بغداد محلة المربعة عام 1942 وفي عام 1954 فوتحت آزادوهي صاموئيل للانتماء لفرقة المسرح الحديث من قبل أخت الفنان سامي عبد الحميد، وهي طالبة قد أكملت توا المرحلة الابتدائية ، وانتقلت إلى الدراسة المتوسطة ، أخبرت عائلتها بالموضوع ، لم يبدي الأب رأيا وأحال الموافقة إلى إخوتها الثلاثة بحجة انه أمي ولا يفهم في هذه الأمور ولا يريد أن يتحمل ما سيجري لها لاحقا في سلوكها هذا الدرب الذي كان يدرك انه صعب وغير مأمون على طفله بسنها، ويخشى في انه قد يظلمها في حالتي الموافقة أو الرفض .

وافق إخوتها الثلاثة فورا ، باعتبار أن العمل في هذه الفرقة شرف ، فأفراد عائلتها لم يكونوا بعيدين عن الشارع المسيس ، وكان إخوتها من المساهمين النشيطين في المظاهرات والاعتصام التي لم تكن تنقطع في تلك الفترة مابين ( 1954-1956) وتعرض منهم للاعتقال أكثر من مره، وافقوا لتعمل فيها على شرط أن يرافقها احدهم عند ذهابها للتمارين وعودتها منه ، وشجعوها على أساس هوية الفرقة السياسية التي ينسجمون معها ومعرفتهم الجيدة المسبقة بالفنانين الذين يعملون فيها ، وكانوا يحترمون الفرقة ويعتبرون نشاطات الفرقة كانت محركا لم ينقطع لإثارة السخط على الانكليز و على الأحلاف والعملاء.

وكان يرافق آزادوهي في التمارين التي تجريها أخوها ( هايك صاموئيل) ، و كانت في بداياتها تتحدث بلغة عربيه غير سليمة، تغلب على لهجتها اللكنة الارمنية كونها من طائفة الارمن ، كانت طفله بمعنى الكلمة ( 12 سنه ) البسوها ملابس الأم ووضعوا على رأسها عباءة وحملت بين يديها دمية ملفوفة ، وأصبحت أما على المسرح ، هذا ما كانوا يحتاجون منها . أن تكون أما وليست طفله .




مثلت في الفترة مابين 1954 - 1958 مسرحية ( إيراد ومصرف ) على قاعة الكلية الطبية وفي أماكن أخرى ( حرمل وحبة سوده ) و (ست دراهم ) لنفس المؤلف يوسف العاني ولنفس المخرج ابراهيم جلال، وكانت تحمل اسما فنيا في الإعلانات ( زاهده سامي ) استمر معها إلى ما بعد تموز 1958 حيث مثلت تحت هذا الاسم أيضا في مسرحيتي ( آني امك ياشاكر ) و( أهلا بالحياة ) .

بعد أن أنهت الدراسة المتوسطة عام 1958 ، وهي ما تزال تعمل في فرقة المسرح الحديث ، كانت مواهبها الفنية وثقافتها المسرحية قد تبلورت الى حد كبير بالتمارين والمراس على يد ابراهيم جلال ورعاية باقي أعضاء الفرقة لها ، فدخلت معهد الفنون الجميلة - قسم المسرح - والتي كانت منذ تأسيسها في عام 1945 ، ولحد ذلك التاريخ 1959 ، معهد يدرس فيه الذكور فقط ، ولم تجرؤ أو حتى تفكر أي فتاة على الإقدام بالدراسة فيه قبل آزادوهي .

فتحت آزادوهي للأخريات من بعدها ، بدخولها الشجاع كأول فتاة إلى معهد الفنون الجميله قسم الفنون المسرحية ، الآفاق الواسعه امام من انخرط بعدها لاحقا لدراسة هذا الفن ، فتدفقن ببطء على المعهد في السنة الثانية من دراستها ، كانت هناء عبد القادر ثم جاءت من بعدها سميه داوود ، وبعد سنتين كان من طلاب المعهد فوزيه الشندي ، رؤيا رؤوف ، وساهره احمد , وشوبو محمد ، ومنيره عباس ، بلقيس الكرخي ، وهكذا تقدم الى المعهد في السنيين التالية وبدون حرج كبير ، شيماء وغزوه الخالدي ، وسعاد عبدالله ، واحلام عرب ، ونضال عبد الكريم.. الخ .

الاسماء كثيرة الآن في الوسط المسرحي من الفنانات خريجات المعهد أو الأكاديمية يمارسن النشاط المسرحي في مختلف المجالات ، قسم منهم يحمل الدكتوراه في تخصصات مسرحيه مختلفة ، ومدرسين في المعهد وكلية الفنون .

وقسم كبير آخر منهن أيضا ، ضعن واختفين في المحافظات ، اشتغلن كمعلمات بعيدا عن المسرح ونشاطاته ، او تركن الفن المسرحي بعد الزواج .

تعلمت آزادوهي الكثير في المعهد ، بما يساعدها في أن تتخلص من الخجل والتوجس و تمتلك شخصيه متحديه ، وجرأه اجتماعيه ، من هذه التمارين الطريفة والغير مألوفة في العادات العراقية آنذاك ، و التي كان يطلبها منها أستاذها بهنام ميخائيل أن تتوقف مثلا عند ماسح أحذية في الشارع وتطلب منه أن يمسح لها الغبار عن حذائها الذي تحتذيه .

بعد أن تخرجت من المعهد عام 1962 ، عينت معلمه في بغداد ، ثم سرعان ما اعتقلت وطردت من التعليم بعد انقلاب 1963 ، واضطرت خلال الفترة من 1963 وحتى 1965 للعمل كحلاقه في صالون نسائي لسد الرمق .

بعد أن أعيدت لفرقة المسرح الفني الحديث أجازتها في عام 1965 ، وجرى لم شمل الأعضاء القدامى إليها اشتركت بنشاط في كل الأعمال المسرحية التي قدمتها في تلك الفترة (فوانيس)و( صوره جديدة )و( مسألة شرف )و( المفتاح)و( النخلة والجيران) و( الخرابه ).

كانت تعمل في صالون الحلاقة بشكل متواصل من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة السابعة مساءا ، ثم تتمرن من الساعة السابعة وحتى الساعة العاشرة في مقر الفرقة ، دون أن تأخذ أجورا على عملها المسرحي ، حالها حال باقي أعضاء الفرقة في ذلك الزمان .

أعيدت إلى الخدمة في عام 1968 عندما شملها قرار بإعادة كل المفصولين لأسباب سياسيه إلى وظائفهم ، وعينت معلمه ، ولكن في هذه المرة في مدينة بعيده هي الرمادي ، مركز محافظة الانبار ،.والرمادي تبعد عن بغداد غربا ب 120 كيلومتر ، فتضطر أن تستيقظ في وقت مبكر وتذهب لتقطع يوميا مسافة ساعتين في الباص ذهابا لتلحق بعملها في الوقت المناسب ، ثم تقطع نفس المسافة بعد انتهاء الدوام الرسمي في طريق العودة إلى بغداد ، لتذهب بعدها مسرعه إلى مقر المسرح الفني الحديث تتدرب على مسرحيات تعد للعرض . ، ثم تصل في نهاية مطافها يومي إلى البيت وهي منهكة فيما يقارب منتصف الليل .

بقيت على هذا الحال أكثر من ثلاث سنوات ، أتعبها التنقل اليومي بين مدينتين ، فاضطرت السكن والاستقرار في الرمادي والتفرغ لعملها الوظيفي فقط ، يأسا من أي حل قريب لمشكلتها.

لكنها لم تقف ساكنه في انقطاعها عن العاصمة وأجوائها المسرحية ، شكلت هناك للتنفيس عن طاقاتها الفنية فرقه مسرحيه محليه من خريجي معهد الفنون الجميلة من أبناء المدينة ،

وبعد عشر سنوات من الشقاء في الرمادي والإبعاد المتعمد عن بغداد والانقطاع عن مسارحها ، انتهت عذاباتها في عام 1977 بنقل خدماتها إلى الفرقة القومية الحكومية ، وعادت إلى النشاط المسرحي في أعمال هامه للفرقة القومية ، وواصلت دون انقطاع.

من أهم الأعمال التي أدتها آزادوهي في معهد الفنون الجميلة ،( المثري النبيل) لموليير إخراج جعفر علي ، و( عطيل ) لشكسبير اخراج جاسم العبودي و( اوديب ملكا ) لسوفوكليس إخراج جعفر السعدي.و( فيما وراء الأفق) لاونيل إخراج بهنام ميخائيل .

وفي فرقة المسرح الحديث من عام 1954 وحتى تموز 1968 مثلت تقريبا في كل مسرحيات العاني الأولى ذات الفصل الواحد ، وبعدها واصلت في الفرقة وشاركت في ( أني أمك يا شاكر ) و( أهلا بالحياة ) و( فوانيس) و(مسألة شرف ) و(صوره جديدة ) و( المفتاح) و( تموز يقرع الناقوس)و( النخله والجيران )

وفي الفرقة القومية ( جزيرة افروديت)و( ابن ماجد) و( لغة الأمهات ) و( الروح الطيبة)و( ثورة الموتى)و( محطات السنيين) و( المزيفون) و(العاصفه)... وغيرها.




عملت منذ أن صعدت على خشبة المسرح مع ابرز المخرجين في العراق بدءا بابراهيم جلال ثم سامي عبد الحميد وعبدالواحد طه وبهنام ميخائيل وجعفر السعدي وجعفر علي وبدري حسون فريد وسعدون العبيدي ومحسن العزاوي وقاسم محمد وآخرين


ازادوهي صاموئيل تستذكر ... لن انسى معلمي

ازادوهي صموئيل تتحدث عن ذكرياتها مع استاذها الفنان القدير جعفر السعدي فتروي وتسترجع ماحدث لها يوم كانت طالبة في معهد الفنون الصف الثاني وقد شاركت ممثلة في مسرحية - الدب - لتشيخوف، واذ انتهي العرض وقد حقق نجاحا ملحوظاً، يعتلي الاستاذ جعفر السعدي خشبة المسرح ليقبل يد هذه الفنانة القديرة ومن باب التشجيع والتحفيز للاستمرار والتواصل وليكون سندا وعونا لها في اعمالها اللاحقة .

ويقول السعدي

حينما مثلت في مسرحية - الدب- لتيشخوف وكانت طالبة في الصف الثاني في المعهد في نهاية العرض هنأتها وقبلت يدها الواقع ان النجاح الكبير الذي حققته وهي طالبة في المعهد وفي تقديم عملين رائعين. لم اجد امرأة تقدم العمل هكذا وقياسا بما قدم هذا اولا وثانيا : حييتها لانها اول امرأة وبت اعترف بريادتها في المسرح ومرة اخري في مسرحية - اوديب ملكا- ترجمة طه حسين

تعتبر آزادوهي من أكثر الممثلات العراقيات نشاطا وغزاره ومشاركه بمسرحيات هامه في تاريخ المسرح العراقي ، وقد حصلت خلال عمرها الفني في المسرح الذي قارب الخمسين عاما ، على جوائز فنيه وتكريمية وتقديريه عديدة ،في العراق ومن مهرجانات مسرحيه عربيه عديدة شاركت فيها .

نتمنى الصحة والعافية والعمر المديد لفنانتنا العزيزة .

منقول بتصرف

قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg Picture2.jpg‏ (14.9 كيلوبايت, المشاهدات 156)
نوع الملف: jpg Picture4.jpg‏ (7.7 كيلوبايت, المشاهدات 156)
نوع الملف: jpg Picture5.jpg‏ (50.5 كيلوبايت, المشاهدات 157)
رد مع اقتباس