[samirazek]

والله يا د.انس قلبت علينا مواجع هذا العبقرى السكندرى ...خذ هذه الحكايه من قاع المدينه
زوجة السجان
توفى فى الحى غانم مصطفى السجان
لا له بنات كان مخلفهم ولا صبيان
فايت لهانم مراته ستاشر فدان
وكل ده من رشاوى الأكل والدخان

واما هانم فكانت ملحمه متخن
تنحط فى شهر طوبه عالرخام يسخن
وقت القضا لما شافت جوزها بيدخن
عطت خبر لآمها جاتها فى وش ادان

واستطاعت الزوجه ان تخقى مصوغاتها ومقتنياتهم الثمينه قى بيت والدتها وتظاهرت بالحزن البالغ الى ان:

جات القرايب وجت كل المعزين
تسعين مره مشلشله واكتر من التسعين
وفى الزقاق رجالتهم عالدكك قاعدين
واتحضر النعش والبيت اندرز نسوان
وبعد الدفن وفض الجنازة حضرت شقيقته كامله تاجرة العصبان تطالب بنصيبها ونصيب اختها الضريرة وامها المريضة من التركة ...فتشير الزوجة الى بطنها وتوهم شقيقة الزوج المتوفى بانها حامل وتقول :
حسب ما يظهر لنا تتقســــم الأطيان
قتضطر كامله ان تذهب وتترك زوجة المرحوم شقيقها مع اربعة مشايخ مقرئين فى حوش القرافه تبكى على رحيل الزوج:
فى الأربعه دول فقى عاجز نظر وخبيث
قاعد مقرفص وفاتح جبته الأبليس
لأنه عارف بقى المنزل مافيهش انيس
غير المره والمشايخ كلهم عميان

راحوا المشايخ وبات ســـيدنا بقيت الليل
يعد فى الســبحة من راســها لحد الديل
عبال ماجه الصبح كان اتهد منه الحيل
ونام عالأرض واتمدد فشـــــــر حيوان

خشوا على الحوش وكان سيدنا الفقى دايخ
لقح العصا من يمينه واترمى ســـــــــــايخ
جه الحانوتى التقى باب البتاع خايخ
زقه انفتح دنه داخل ع المرة فرحان

قالت يالهوى حســـــــبتك والله حد غريب
قال اطمأنى دانا من اكبر المحاســــــيب
وده اللى نايم عدو ولا معانا حبيب؟
قالت دا راجل فقى عاجز نظر غلبان

وينهى بيرم قصة المرأه المستهترة اللعوب التى لا يهمها من الحياه سوى ان يكون لها مولود يرث التركة بهذا الكوبليه:
وفات كمان اربعين غانم ..وخمسين يوم
نهار وليل خالتى هانم فى القرافه نوم
وبعد ما روحت جولها قرايبه : القوم
قالت لهم لما اولد لســـــه فى رمضان

شفت ابلسه بيرم وحكاياته المأخوذة من القاع حيث عايش الحرافيش وكيف سردها بدون كلمه واحده نابيه وقد اوصل الى ذهن القارىء كل ما يريد قوله من الكلام غير المباح!

عودة الى مقاماته اورد لكم واحدة نادرة وسانظرفقط الى وجوهكم لأرى النتتيجة:

المقامه الخلافيه

سكن قدامنا مجاوران ، فى غرقة يتشاركان ، وهما لى صديقان ، احدهما ههياوى ، والآخر طهطاوى ، اولهما لايزال فى القسم الأول ، والثانى الى الثانوى قد تحول .
وكانا يتقاسمان الطعام ، الذى يأتى من اقاربهما من العام للعام ، ولم سدل بينهما الغش ، حتى ولو فى لقمة المش ، وبقيا على هذا الصفاء ، يدخلان ويخرجان سواء ، الى ان اختلفت مواعيد الدروس ،فاختلفت ايضا مواعيد الغموس.
قبينما الطهطاوى قاعد وحده يأكل ، اذ دقت عليه جارة تريد ان تدخل
قالت له : هل تعيرنى حله؟
قال : نعم حتى تملئى لى القله
قالت : وشيئا من الزيت؟
قال: وتكنسى لنا البيت.
وقام ففتح لها الباب ، فصارا من ذلك اليوم من خيرة الأحباب
كل هذا وزميله لايعلم ، بما اصاب صاحبه من المغنم
وبهد ان استفرغت الجارة كل مافيه ، ارادت ان تتعرف بأخيه، لاسيما وقد علمت انه اكبر منه سنا ، واكثر منه كرما ومنا ، اذ صاحبها فى العشرين ، والآخر فى الثلاثين ، الا انه جهول لايعرف ماذا يفعل وماذا يقول
وكانت المرأه تزوره ، وتجهز له فطوره ، وكثيرا ماكانت تتناول شيئا من الأرض ، ليظهر من عجيزتها الغلظ والعرض ، وهو غافل عما تريد، كأنه صنم من حجارة او حديد.
والحق يقال انه طيب القلب، ولكن المرأه بنت كلب .، فبينما هى تشاغل ، ويصدها الجاهل ، اذ دخل الخبيث الصغير ، الطالب المكير
فلما رآها ، دخل وما سلم ، وقعد ولم يتكلم ، وبدت على وجهه الغيرة، وعلى وجه المرأة الحيرة، فخرجت فى امان ، وتركتهما يندعقان
فدار بينهما الشتم والسباب ، دون ذكر الأسباب ، وفتقا عيوبهما المكتومه ، وامورهما غير المعلومه:
الطهطاوى : مابال وجهك يافتى متجهما انى وحقك حائر فى امره
الههياوى:لاتفضح المستور واقعد ساكتا واترك اخاك وما يدور بخلده
الطهطاوى: والله يا أســــــتاذ انك غادر لم تتصف حتى النساء بغدره
الههياوى: يا باردا هل عاب فيك بكلمة احد فتصبح عائبا فى قدره
الطهطاوى: بل انت اكثر يا قبيح بروده ممن يبسع العرقسوس وقدره
الههياوى: يا آكل البتاو حافا كله يا ماضغ الفول الحصاء بقشره
الطهطاوى : ياسارق الزيتون من نمليتى يا آكل القرع الضروف ببذره
الههياوى : يا لايس السروال غير مدكك يا ناقشا بالخرج قتحة صدره

فال فلما ذكر الههياوى هذه العيوب ، رفع الطهطاوى عليه المركوب فدخلت انا عليهما ، ورحت مخاطبا لكليهما:
اهل ودى وسـادتى يا اهيــل العمامة
بلغ الأمر مبلغا ما له من زيادة
ليت شعرى اكل ذا كان من اجل اكلة
يا لها من معرة يا لها من فضيحة
فلم تزدهما النصيحة الا خلافا ، ولا التقويم الا زحافا.

وشوف عبقرية بيرم واحتجاجه على اسناد اسماعيل باشا صدقى للمقاول الآيطالى الدنتمارو
عمليه تشييد كورنيش الأسكندرية عام 1931

قال له الوزير حط العطا... تحت الغطا
واتقل وحاذر فى الخطى....... قدم قدم
ياســـكندريه تســـــــلمى.... ليه تتخمى
وتقومى بعدين تلطمى....... متشـلشـله
حتة جلنف ينتشــــــــــك.... ويعقشــــك
و بقصرمل يكرنشـــــك .....يا منيـــــله
عيب عالفتوات الأسـود ....عيب عالزنود
عيب عالمسـله والعامود..... والسـلســله
بحرك ماهوش ساكت عويل.. بحرك رذيل
سيمور فى اسطوله التقيل... قام له الصلا
الموجه تطلع فى الغبش .....والريح لبش
وعالحجـاره تنطبش......... متــلتــــــله
اللجنه لما اترتبت ............واتوضبت
بصت كده واسـتعجبت....... عالبهــــدله

وشوف كيف مسخر ثلاثة من علماء الأزهر حضروا احتفال المعتمد البريطانى بليلة القدر

يا اعمش العين من دون اهل الفضل
ياللى عشان هم بطنك تتربط فى الحبل
الشـــاى كان عندنا والقرفه والمنزول
لكن تقول ايه بقى الحسبه فيها اصطبل

وانت كمان ياللى ضبك ينقب الحيطه
يا زبلة الفيــــــل يا متعمم بشــــلويطه
ان كنت خرمان تعالى عندنا البـــكرج
يابو بطن حامضه دى مش فته دىتسليطه

ياتالت الفردتين قالوا عليك مسروع
لما دخلت راخر عطفـة الموضـوع
لوكنت منكم لكنت اشرب فنيك صافى
ولاكنت اقرب عليهم لواموت م الجوع

منتهى الوطنيه .. رحم الله شاعر العاميه السكندرى الفذ بيرم التونسى غير المسبوق ولا الملحوق
المرجع : بيرم رائد الزجل لميلاد واصف

سمير عبد الرازق