عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 23/02/2007, 12h27
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 839
افتراضي 20 -- الهادى ادم ( 1 )

20 - الهادي آدم ( 1 )

غنت ام كلثوم من اعمال الشاعر السوداني الهادي آدم قصيدة "أغداً ألقاك".

وقد اضطر شاعرنا الهادى ادم إلى تغيير أبيات بأكملها بل وتغيير شطرات من أشعاره في هذه القصيدة حتى تغنيها أم كلثوم.. وقد جاء إلى القاهرة من أجل هذا الغرض بعدما اختارت كوكب الشرق إحدى قصائده وفق ما رواه الشاعر والكاتب الصحفي صالح جودت.

ليس هذا فقط، بل إن لاختيار أم كلثوم لهذه القصيدة بالذات قصة طريفة يرويها شاهد عيان.. كان حاضراً وقت وقوع هذا الاختيار.
ففي عام 1970نشر الشاعر صالح جودت في إحدى مقالاته الأسبوعية يقول: إنه بعد أن غنت أم كلثوم حفلتيها في السودان في العام الأسبق عادت من هناك تحمل في صدرها شحنة دافئة من الحب للسودانيين وقالت لي يومئذ: إن البلاد العربية جميعاً تعيش مع مصر في محنة النكسة، ولكن أعمقهم شعوراً بها هم أهل السودان.
إن مستوى الألم في النفس السودانية هو نفس مستواه في النفس المصرية، لقد كنت أدخل بيوتهم فأحس أنني في بيتي وألتقي بهم فأشعر بأنني بين أهلي وعشيرتي .
ثم أضاف في حديثه ما يتعلق بشأن ما غنته أم كلثوم قائلاً: وسألتني أم كلثوم كيف أستطيع أن أعلن عن حبي لأهل السودان، وقبل أن أجيبها قالت: بأن أغني قصيدة لشاعر من السودان.
وكانت تلك الرغبة وفق ما رواه الشاعر صالح جودت هي الدافع الأساسي لدى أم كلثوم لكي تغني فعلاً كلمات من إحدى قصائد أحد شعراء السودان المعاصرين.
ومن أجل ذلك فقد كلفت صالح جودت نفسه بالبحث عن هذه القصيدة.
وعن هذا قال: اتفقنا على أن نبحث عن القصيدة المنشودة، وطفت بمكتبات القاهرة واستعنت بالأصدقاء فتجمعت لدي سبعة دواوين لسبعة شعراء، ومضيت أدرسها ثم اخترت من كل منها قصيدة تتوفر فيها الصلاحية الغنائية، وأرسلت القصائد السبع لأم كلثوم لتفاضل بينها.
وبعد أيام سألتني أم كلثوم أيهم أفضل قلت: لقد تركت لك مهمة المفاضلة، حتى لا أكون منحازاً لشاعر دون آخر، قالت لقد اخترت واحدة منها بالفعل ولكن لن أذكرها لك حتى أعرف رأيك.. قلت: إذا كنت تصرين فإنني أفضل قصيدة الهادي آدم فهي أصلحها للغناء.. قالت لخفة ظلها المعهود: برافو عليّ أنا فهذه هي القصيدة التي اخترتها بالفعل .ومن بعد هذا الاختيار شدت أم كلثوم فعلاً بكلمات هذه القصيدة بعد أن وضع لها الألحان المتميزة محمد عبد الوهاب. وهي التي تقول فيها كوكب الشرق:
أغداً ألقاك


يا خوف فؤادي من غد
يا لشوقي واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وأرجوه اقترابا
كنت أستدنيه لكن هبت لما أهابا
وأهلت فرحة القرب به حين استجابا
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا

مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابا

أغداً ألقاك

***********
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني

أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني

أغداً تشرق أضواؤك في ليل عيوني

آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني

كم أناديك وفي لحني حنين او دعاء

يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء

أنت لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء

أنا أحيا في غد الآن بأحلام اللقاء

فأت أولا تأت أو
فافعل بقلبي ما تشاء

أغداً ألقاك

**********
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر

هذه الدنيا ليال أنت فيها العمر

هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر

هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر

فارحم القلب الذي يصفو إليك

فغداً تملكه بين يديك

وغداً تتألق الجنة
أنهاراً وظلاً
وغداً ننسى فلا نأسى
على ماض تولى
وغداً نسمو فلا نعرف للغيب محلاً

وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا

قد يكون الغيب حلواً

إنما الحاضر أحلى
أغداً ألقاك
***********************
رد مع اقتباس