[نهج الاغاني]

الرد على التحليل الموسيقي. يبدا المحلل كلامه بالاشارة الى ان اهم ما في العمل هو المقدمة الموسيقية مغفلا ان العمل كله هو بناء لحني متكامل سمح بتطوير اللحن لتحقيق هدف معين مرسوم سابقاً و فيه توازن دقيق بين دور المغني والموسيقى من جهة وبين اللحن ومضمون النص من جهة أخرى بما يسمح بإعداد المستمع وتهيئته لتحقيق ذلك الهدف المرسوم. و قد عبر الموسيقار فرد الاطرش عن ذالك بمنتهى العبقرية ثم حقق ختاما غنائيا وصل الذروة انطلاقا من غنائه "يا موج البحر انغامك...."و هنا يمكن القول انه حقق مجموعة من التوازنات التوازن بن الكلمة و اللحن التوازن بين مستوى المقدمة الموسيقية و اللحن المغنى و التوازن وخاصة في المقدمة بين ما هو غربي هارموني و ما هو شرقي اصيل و بذالك حقق المعادلة الصعبة كعادته دائما. ثانيا يقول "لانطوائها على محاولة " يعني ان العمل الموسيقي هو عبارة عن محاولة فسواء كانت ناجحة ام فاشلة فهي محاولة و قد نال شرف المحاولة متناسيا انها اعظم ما وصل اليه الفن العربي في الموسيقى البحتة حتى تلك اللحظة و انها عمل فريد من نوعه في المزج و بكل عبقرية بين ما هو هاموني غربي و ما هو شرقي في تناغم كبير دون الخروج عن السياق و دون ان يشعر المستمع بالانقالات و البقاء في الجو العام و هذا ما لم يحققه احد قبل ذالك لانها كانت في ما هو معروف معادلة صعبة يصعب انجازها. في تحليله الموسيقي لن أوريد تعليقات كثيرة الا ان هناك ملاحظتان هامتان هو تاكيده على ان فريد يستعمل دائما الخيار الاسهل في التلحين بمعني اخر ان خياله وفكره الموسيققين محدودان و انا لن اجادل كثير ساقلول لسيادة المحلل العبقري اعد تلحين القطعة و استخذم الخيارات الصعبة . الملاحظة التانية و هي نقطة هامة اغفلها و هي النداء بالجملة الموسيقة في العمل و الاهات في مقارنة رهيبة بين قدراته الصوتية و الات الموسيقية الى جانب التصاعد اللحني لابراز النداء و تزايد الشوق.

ثالثا قول المحلل ان فريد الاطرش لم يكرر ذالك و ان محمد عبد الوهاب اغزر منه في هذا المجال. اولا فريد قدم بعد ذالك عملا يعتبر اعظم من سابقه و هو المقدمة الموسيقية لنجوم الليل و قبل هذا العمل قدم حبيب العمر و اعملا هارمونية اخرى منها من كانت رقصات بشل متظور دا كهرمانة زمردة سوق العبيد و ما الى ذالك فلابد ان المحلل اما جاهل بهذه الاعمال او اغفلها. في المقارنة بينه و بين محمد عبد الوهاب في هذا المحور انا اسئل المحلل اين هذه الاعمال عند عبد الوهاب سواء كانت مقدمات اركسترالية بهذا الحجم و هذا الغنى الموسيقي او رقصات متطورة (عندما اقول رقصات متطورة فلا اقصد الرقصات التقليدية كعزيزة عند الاستاذ عبد الوهاب او توتة و ليلى و اعمال اخرى عند الاستاذ فريد الاطرش ولكن هذه رقصات كانت على منوال من اهتمو بالموسيقى المتطورة ابرز مثال على ذالك مثلا الرقصات الهنغارية للموسيقار براهمز). فمثلها هناك عمل واحد هو ليالي عاشق الروح و المقدمة الموسيقية لم ترد ابدا بهذا الغنا و شتان ما بينها و بين هذه الاعمال عند فريد الاطرش و للاشارة كانت مقدمة ليالي عاشق الروح في ايطار الرد على اعمال فريد الاطرش. يختم المحلل كلامه بالاشارة الى ان فريد قد نال شرف المحاولة و كانه يقول ان المسيكين فريد الأطرش قد قدم هذا العمل الضخم و ما هو الا محاولة يشكر عليها و هذه قمة الاستهزاء من غير معرفة بعمل اظن انه يصل الى مصاف البريلو عند موريس رافيل او الكارمينا بورانا عند كارل اروف.