عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22/04/2009, 21h30
الصورة الرمزية عاش العراق
عاش العراق عاش العراق غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380086
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: السودان
المشاركات: 67
افتراضي رد: الاغنية الرياضية

مقال من جريدة الصباح

الأغاني الرياضية وغياب الوعي اللحنـي
التاريخ: 04 / 08 / 2007
اسم الصفحة: فنون


اتسمت بالسطحية والسذاجة
بغداد ـ سامر المشعل
امست الأغنية الرياضية زاد الجمهور العراقي العريض الذي يتابع انجازات المنتخب الوطني من الشمال الى الجنوب، وهو يتخطى الفرق الاسيوية وصولاً الى المربع الذهبي لبطولة امم اسيا بانتصارات كروية اثلجت صدور العراقيين وكان اسود الرافدين عنواناً للفرح العراقي، في الوقت الذي اخذ الارهابيون والظلاميون ينشرون الحزن والخراب في شوارع وبيوت بغداد الامر الذي جعل الاغنية الرياضية تقفز على جميع الوان الغناء وتتصدر قائمة الاسماع وتتطلع اليها الاذان وهي في اتم الجاهزية لاستقبال الاغنية الرياضية التي تمتزج فيها مشاعر الفوز والنصر مع معاني الوحدة وانبثاق الامل الفضي من عنق الازمات والاحتناقات السياسية، ويرتفع العلم العراقي مع ألق التحدي باسطورة تاريخية تعيدنا الى ملحمة كلكامش، وترفرف رايتنا مزهوة رغم الجراح والالم، وتتعثر خطوات اعداء العراق بان كل محاولاتهم الوقحة لجر العراق الى الوراء وتعطيله، تبوء بالفشل امام غيرة ونخوة ابناء الرافدين.
تدن ٍِجمالي -
من خلال تصفحنا للاغاني الرياضية التي انتجت حديثاً نلمس تدنياً في المستوى الذوقي والجمالي للاغاني التي تبث من شاشات القنوات العراقية، وفي الغالب يعتريها النقص وتفتقر للنضج من حيث الكلام واللحن والاداء فالاغاني التي قدمت في الاونة الاخيرة من قبل المطربين حسام الرسام وماجد الحميد واحمد الصياد ونؤاس محمد جواد وقاسم السلطان والمطربة دالي . وغيرهم. نجد فيها غياباً للوعي اللحني المحترف الذي يصنع اغنية رياضية تتوافر فيها الصيغ والثيمات اللحنية التي تجسد المعنى الذي تؤديه الاغنية الرياضية من الحركة والايقاع المفرح الذي يعبر عن الانتصار ويتناغم مع الواقع العراقي التواق الى تعميق معاني الوحدة والتآزر الاجتماعي وانتصار ارادة الحياة والتحدي لتكون الاغنية الوطنية الاناء الذي تسكب فيه مشاعر حب الوطن والدعوة للتفاؤل والامل بالخروج من واقع مظلم وملغم الى فضاء السلم والاشراق تحت ظلال العلم العراقي الذي يمثل رمزاً للتوحد والمصالحة.
لكن الاغاني الرياضية التي نسمعها هذه الايام لاتعدو كونها اغاني عاطفية صيغت بطريقة ساذجة وسطحية واقرب الى اغاني الشارع والاعراس وهي جز من النتاج الغنائي الذي يقدم في الاذاعات والقنوات الغنائية.
حسام الرسام -
واذا اخذنا اغنية المطرب حسام الرسام (هلا ياابو الغيرة) وهي اكثر الاغاني الرياضية شيوعاً وانتشاراً من بين الاغاني الاخرى، ويتكرر باستمرار بثها، التي وضع كلماتها الشاعر ضياء الميالي ولحنها نصرت بدر، نجدها تبدأ بداية جيدة على مستوى النص “العب العب ياعراقي هلا يا ابو الغيرة..” واللحن بدأ منسجماً مع النص الى حد ما، لكن نجد المطرب حسام الرسام بعد انتهاء الكوبليه الاول ينحدر بالاغنية الى الاسفاف والنزول الى مستوى رث وبدائي بالاداء والكلام وتصبح (هوسات) واهازيج بعيدة عن روح الاغنية عندما يقول: [اليوم يومك يابطل.. اليوم تلعب بيهم جوله.. اليوم تسويه ظلمة عليهم.. اليوم نكلب الدنيا] وبذلك يحط من قيمة الاغنية وتنحرف عن مسارها وتصبح مفككة يعوزها التوازن والعمل الجدي في صناعة اغنية رياضية يمكن ان تؤدي رسالة جمالية تعبر عن هذا الانجاز الرياضي الموثق بالحب والقوة والامل والانتصار الذي يزيح غيوم الحزن والانكسار، وتحقق ابداعها في هذه المناسبة والمناسبات القادمة. ومازلنا نتذكر اغنية المطربة هناء التي مطلعها “ألعب ياحبيبي اتفنن، ألعب بالطوبة تمرن، يعجبني اشوفك لاعب، اسمك يملي الملاعب، تهجم نوبة وترجع نوبه واعي وفكرك يم الطوبة..” هذه الاغنية مازالت حية بيننا على مدى اكثر من ثلاثة عقود، وتصلح ان تبث في كل مناسبة لانها حققت شرط الابداع الذي منحها استمرارية البقاء.
موسمية الأغاني -
في تقديري أن ضعف الاغنية الرياضية يعود الى ان منتجيها يضعونها بشكل موسمي ويشتغلون على المناسبات الرياضية، وعلى نحو متعجل وسريع بدوافع حب الظهور والشهرة للمطرب، الذي يبغي ركوب الموج، كون الجمهور العراقي عامة والجمهور الرياضي خاصة يرقب باهتمام شديد البطولات التي يخوضها منتخبنا، لذلك تاتي هذه الاغاني على شكل ومضة تتوهج لكن سرعان ماتخبو وتنطفىء، ويعتريها بعض الوهن في الشكل والمضمون.
رد مع اقتباس