[ ما تَراك الأَعرابيُّ لنا عُذرًا في وَاحِدة ]
قيل إنّ بعض وفود العرب قدموا على عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه ، وكان فيهم شابٌ ، فقام وتقدم وقال : يا أمير المؤمنين ، أصابتنا سنون ؛ سَنَةٌ أذابت الشحم ، وسَنَةٌ أكلت اللحم ، و سَنَةٌ أذابت العظم ، وفي أيديكم فُضُول أموال ، فإن كانت لنا فَعَلاَمَ تمنعونها عنا ! وإن كانت لله ففرِّقوها على عباد الله ، وإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا إنَّ الله يجزي المتصدقين . فقال عمر بن عبدالعزيز : ما تَراك الأَعرابيُّ لنا عُذرًا في وَاحِدة .
ومن ذلك قولهم : وقفت امرأة على قيس بن سعد بن عبادة ، فقالت : أشكو إليك قِلّة الجرذان . فقال : ما أحسن هذه الكناية ! املئوا لها بيتها لحمًا وخبزًا وسمنًا .
__________________
ألِفَ الـحزنَ قـلـبـُهُ فــتـســـامَا ــ وقرى الهمَ فاستـطاب المُقامَا
واستَــدَارَتْ به الـعُـيـونُ فَـآسٍ ــ قد رثـــى حـــالـه وآخــــرَ لاما
لـم يعد في يديــه غـير حـروفٍ ــ قـاسمته الأسى فَبتنَ ندامـى
حارس الفنار