عرض مشاركة واحدة
  #190  
قديم 25/11/2010, 20h49
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاحبة
السلام عليكم


علم من اعلام العراق



د. احمد نسيم سوسة










ولد الدكتور أحمد سوسة في مدينة الحلة سنة 1900 ، وأتم دراسته الإعدادية في الجامعة الاميركية ببيروت سنة 1924 ،ثم حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية سنة 1928 من كلية كولورادو في الولايات المتحدة .
وواصل بعد ذلك دراسته العالية فنال شهادة الدكتوراه بشرف من جامعة جونز هوبكنز الأمريكية سنة 1930 ، وقد انتخب عضوا في مؤسسة " فاي بيتاكابا " العلمية الأمريكية المعروفة ، كما منحته جامعة واشنطن في سنة 1929 جائزة " ويديل " التي تمنح كل سنة لكاتب أحسن مقال من شأنه أن يسهم في دعم السلم بين دول العالم .


ويعد أقدم مهندس عراقي تخرج في الجامعات الغربية .

وبعد عودته إلى الوطن ، عين أول مرة مهندسا في دائرة الري العراقية سنة 1930 ، ثم تقلب في عدة وظائف فنية ذات مسؤولية في هذه الدائرة مدة 18 سنة .

وكان من أوائل أعضاء المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه سنة 1946 وبقي عضوا عاملا فيه حتى وفاته .

وتربو مؤلفاته على الخمسين من كتب وتقارير فنية وأطالس إضافة إلى أكثر من ( 116 ) من المقالات والبحوث التي نشرت في الصحف والمجلات العلمية المختلفة . وتتوزع مؤلفاته في حقول الري والهندسة والزراعة والجغرافية والتاريخ والحضارة .

وإلى جانب كتابه " في طريقي إلى الإسلام بجزئين 1936 ، ونظام الامتيازات في الدولة العثمانية الذي طبع باللغة الإنكليزية عام 1933 ، فان أغلب مؤلفاته الأولى كانت في حقل الري وأهمها : " المصادر عن ري العراق " 1942 ، وادي الفرات بجزئين 1944 1945 . ، تطور الري في العراق 1946 ، دليل ري العراق 1944 بالإنكليزية ، الري في العراق 1945 بالإنكليزية ،








سدة الهندية 1945 بالإنكليزية ، ري سامراء في عهد الخلافة العباسية بجزئين 1948 ، ثم صدر له في الستينيات فيضانات بغداد في التاريخ بثلاثة أجزاء 1963 و1965 و1966 ، و الري والحضارة في وادي الرافدين 1968.

أما أهم الأطالس التي وضعها فكانت أطلس بغداد 1952 ، أطلس العراق الإداري 1952 ، أطلس العراق الحديث 1953 ، العراق في الخرائط القديمة 1959 ، الدليل الجغرافي العراقي 1960 ، أطلس العراق بالإنكليزية 1953 ، أطلس العراق المصور" بالإنكليزية 1962 .

هذا إلى جانب اشتراكه في وضع كتاب بغداد عرض تاريخي مصور 1969 و دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960 وأعمال وبحوث أخرى .

وله كتاب جميل عنوانه حياتي في نصف قرن يسرد فيه قصة حياته وذكرياته ودراسته في امريكا وبعضا من حياته العائلية ويروي كيف انه ركب فرسه العزيزة وانطلق بها نحو مدينته الحلة في مجرى سدة الهندية يسبق الماء لحظة افتتاحها وجريان الماء منها . ويحوي الكتاب على صور كثيرة له في هذا الوقت وهو يرتدي العقال والملابس العربية ويمتطي فرسه .

لقد نال الدكتور سوسة خلال حياته الطويلة العديد من الأوسمة والجوائز عن عمله في حقل الري وعن مؤلفاته العلمية .
فإضافة إلى عضوية " فاي بيتاكابا " وجائزة واشنطن اللتين مر ذكرهما ، منح وسام الملك عبد العزيز سعود لتنفيذه مشروع ري الخرج في نجد ( عام 1939) . ووسام الرافدين من الدرجة الثانية عن خدماته في دوائر الري والمساحة عام 1953 ، ووسام الكفاءة الفكرية من ملك المغرب عن كتابه الشريف الإدريسي في الجغرافية العربية 1976 .
كما فاز كتابه فيضانات بغداد في التاريخ بجائزة الكويت لأحسن كتاب صدر عام 1966 ، إضافة إلى جائزة المنظمة العربية للتربية والعلوم عام 1975 .

اتسم بعقلية تنويرية عالية ، دفعته إلى البحث والتفكير الحر ، واعتنق الإسلام عام1936، بعد إن انغمس في دراسة الأديان وكتب بحثا مقارنا فيها نال رضا أساتذته في جامعة شيكاغو ، وضع كتاب ( في طريقي إلى الإسلام ) الذي لاقى رواجا وطبع عدة طبعات ، كذلك كتاب ( العرب واليهود في التاريخ ) وقامت الدوائر الصهيونية بمحاولات لمنع انتشار الكتاب وذلك بشراء نسخه وإتلافها .








احمد سوسة.. خالد في الذاكرة

بيت د. سوسه لم يتغير كثيرا بحديقته الكبيرة،، وهو مايزال يحتل الركن ذاته في اجد محلات الاعظمية – حي المغرب- الازقة نفسها لم تغير نهاياتها ولا بداياتها.. والاشجار التي زرعها بيديه، كبرت واثمرت.. لافتة صغيرة لم تتغير عند الباب تحمل اسمه: الدكتور احمد سوسة، رغم انه رحل منذ سنوات،، فقبل رحيله بستة اشهر، كانت خطواته البطيئة تقوده نحو اقرب مكتبة، وكان عليه ان يجتاز الشارع الرئيسي.. بعد ان حصل على صحف اليوم، عاد ليعبر الشارع.. لكن القدر ساق اليه سيارة طائشة بسائق ارعن عند حافة الشارع مما ادى الى ارتطام رأسه فوق الرصيف.. وهكذا فقد اهم قدراته.. وهي القدرة على الكتابة..
ضعفت يداه وخارت قواه رغم جهود الاطباء.. وفي اليوم السادس من شباط/ فبراير 1982 رحل العلامة الكبير الدكتور احمد سوسة عضو المجمع العلمي العراقي.. مخلفا اكثر من خمسين كتابا عن حضارة وادي الرافدين، والتاريخ وبحوث ودراسات في الري..

الدكتورة عالية احمد سوسة ابنته تقودنا بهدوء الى عالم والدها.. تفتح امامنا خريطة الدرب اليه.. ندخل غرفته، نتلمس مكتبه المتواضع جدا.. نغرق في بحر من الكتب التي خلفها في مكتبته،، مفصل العرب واليهود في التاريخ، وهو اهم كتب الدكتور سوسة.. وكان يعتبره من اقرب الكتب اليه .
ففي هذا الكتاب يناقش سوسة وبعلمية بالغة مسألة اليهود وعلاقتهم بالعرب عبر التاريخ ذلك لان الدكتور احمد سوسة يناقش تلك القضية من الداخل، لا متفرجا، بل واعيا كل التفاصيل فهو سليل عائلة يهودية عريقة، الاّ انه تمرد على دين عائلته في الثلاثينيات ليعلن اسلامه بعد ان تأثر باسلام عمه شأوول ومقاطعة اهله له عندما كان صغيرا.. , وتزوجه من مسلمة

وسؤال يطرح نفسه الم تحدث ضجة عائلية ازاء هذا التمرد؟

الدكتورة عالية سوسة تمضي بسرد ذكريات عائلية.. تفتش في اوراق والبومات العائلة لتطلعنا على وثائق حياتية.. تقول: من المؤكد حدوث مثل هذه الضجة.. ذلك ان والدي يروي حادثة اختفاء عمه، ثم صارت ضجة في العائلة وعم الحزن لسبب لم يكن والدي يعرفه لصغر سنه.. لكنه عرف فيما بعد انه اعتنق الاسلام.. فهو ليس اول من اسلم من عائلته.. بل هناك آخرون سبقوه.. وقد قطعت علاقته بعائلته بعد اسلامه..

اذن من هنا نتعرف على سر محبة احمد سوسة لهذا الكتاب بالذات (العرب واليهود في التاريخ) منذ فترة مبكرة- تقول عالية كان يهتم بموضوع الاديان، وله دراسة مقارنة في جامعة شيكاغو حول مسألة الاديان.. وهنا احب ان اوضح ان والدي كان قد اسلم قبل ان يعلن اسلامه.. وهذه المسألة كانت تدفعه لمزيد من الدراسة والتعمق باليهودية والاسلام، وخرج بمقارنات كثيرة.. الا ان نشأته في بيئة اسلامية، عربية، جعلته يعتز بقوة بالقومية العربية، رغم انه ليس متطرفا، وقد اوضح ذلك في كتابه (في طريقي الى الاسلام)، والذي ذكر فيه صفات الاسلام وكيف انه وازن بين الماديات والروحانيات،، وهو يدعو الى وحدة الاسلام، لهذا رفض الارتباط بمذهب معين، فهو مسلم بشكل كامل .

وغير مسألة الاديان، هناك عدة اهتمامات للعلامة سوسة فبالاضافة الى دراسته هندسة الري وحصوله على شهادات عليا بهذا الاختصاص، فلقد عني بمسألة الحضارة والآثار.. فهو يعد اقدم مهندس عراقي تخرج في الجامعات الغربية..

تقول ابنته: ولد ابي في مدينة بابل سنة 1900.. وهي مدينة اثرية، وهذا ما حفزه على الاهتمام بالاثار وبالتاريخ.. وغالبا ما كان يزور مدينة الهندية القريبة من الحلة، هناك كان يعجب بخطوات السير ويليام ويكلوكس، الذي صمم سد الهندية .

واعجابه هذا قاده لدراسة هندسة الري، ومن محاسن الصدف ان يصبح والدي يوما ما مديرا لهذا السد الذي اسر لبه .

عالية أحمد سوسة، استشهدت في حادث التفجير الارهابي الذي طال مبنى الامم المتحدة في بغداد عام2003.

رحم الله د. احمد سوسه فقد كان عالما فذا قل نظيره .

منقول بتصرف ..

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg احمد سوسة.jpg‏ (5.0 كيلوبايت, المشاهدات 151)
نوع الملف: jpg كتاب.jpg‏ (7.0 كيلوبايت, المشاهدات 150)
نوع الملف: jpg كتاب 2.jpg‏ (3.8 كيلوبايت, المشاهدات 148)
رد مع اقتباس