كانت أولى مشاركاتي في هذا المنتدى المحترم صادمة، حيث فجعت برأي البعض الذي يصر على وصم الفنان الشعبي الكبير أحمد عدوية بالهبوط وتدني الذوق وغيرها من الأوصاف التي طالما ألصقتها به آلة الإعلام الرسمية، التي لم تزل على موقفها المعادي لعدوية، فتمنع بث أغنياته عبر وسائل الإعلام الحكومية، وتتجاهل تماماً في كافة فعالياتها ، وترفض استضافته في برامجها ..
والحقيقة أن عدوية منذ شروقه وحتى غروبه نجح رغم كل ذلك في أن يصبح ملء السمع والأبصار ، وحقق انتشاره خارج دائرة الرضا الرسمي، بينما فشل عشرات دعمتهم الحكومات المتعاقبة، ودخلوا نفق النسيان، لأنهم لم يكونوا بموهبة عدوية، القادم من بين الناس، الذي يشبه ملايين المصريين في وسمهم ورسمهم وبحة الصوت التي تعتبر (فنياً) عيبا في صوته، لكنها تحولت إلى قطعة ألماس في ادائه .
قصارى القول .. عدوية فنان شعبي كبير، خرج من بين حواري مصر وأزقتها ، ومن ريفها ومدنها الصغيرة، وأصبح أكثر المغنيين الشعبيين انتشارا، خارج السياق الرسمي، ولعل ما تتبناه الفضائيات الآن من أغنيات من طراز (بحبك يا حمار، وانت مبتعرفش، وآه يا ناري ) وغيرها من الموبقات السمعية، ما يرد الاعتبار لعدوية أنه لم يستخدم لفظا واحدا يخدش الحياء .. لكنه تجرأ على الألفاظ المخملية .. ونزل إلى الشارع يغترف منه كلماته وألحانه وطريقة ادائه، وسانده في ذلك كتاب كبار مثل صلاح جاهين، وملحنون عباقرة مثل بليغ حمدي ..
ورغم أحقية البعض في هذا المنتدى أو غيره أن يتخذ من عدوية ما يشاء من المواقف، لكن ليس من حق أحد أن يصادر على أذواق الآخرين، ويفرض وصايته عليهم، وإلا ما معنى رفض وجود أغنيات عدوية هنا ؟
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم
نبيل شرف الدين
صحافي بالأهرام