اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العمر
|
انتج فلم (الظامئون) عام 1972 وهو من اخراج المخرج محمد شكري جميل عن قصة عبد الرزاق المطلبي وتمثيل كل من الفنانين خليل شوقي , مي شوقي , ناهدة الرماح , فوزية عارف , سامي قفطان , سعدي يونس , غازي التكريتي وغيرهم من المبدعين . وقد شكل الفلم بصمة رائعة للسينما العراقية, فهو اول فيلم عراقي يقدم شخصيات واقعية تواجة صراعاً مضاعفاً , فهي تقاوم الواقع الاجتماعي المتخلف من جانب بينما من جانب اخر تواجة الطبيعة القاسية التي تعطلت بسبب الجفاف الذي اوقف كل شيء . وتدور قصة الفلم عن انقطاع الماء عن قرية مما جعل اهلها يعانون معاناة شديد بسبب الجفاف الناتج عن هذا الانقطاع . ويذكر الفلم الى حد ما بالفلم المصري (الارض) للمخرج يوسف شاهين من ناحية عفوية الأداء والشخصيات القروية البسيطة التي تواجه مكابدات عيشها . وفي فلم الظامئون يستوفي محمد شكري جميل اقتداره كمخرج سينمائي , حيث يقول بان الرواية اثرت فيه عند قراءتها لكونها المرة الاولى التي يقرأ فيها رواية تصور صراع الانسان مع الطبيعة . وكان المطلوب من المخرج ان يبحث عن كاتب للسيناريو يستطيع ان يعمم جو الرواية وشخصياتها بحيث تلمس واقع المتفرج اينما كان وفي الوقت نفسة يحافظ على محليتها وخصوصيتها . وبالفعل يجد المخرج ضالته في ثامر مهدي الناقد والكاتب الذي كان يخطو خطواته الاولى في السينما وكان هذا الفلم الامتحان الاول له وقد نجح فيه نجاحا باهرا . وفي فلم الظامئون يعود محمد شكري لولعه السينمائي الاول الذي هو المونتاج , والذي كان في حد ذاته بطلا فيه اذ تمكن من وضع يده على الاسلوب الصحيح في تركيب الفيلم سواء من حيث التتابع اومن حيث الايقاع . فالانتقال بين اللقطات لم يكن تقليديا اوميكانيكيا بل كان تركيب صراعي من الطراز الاول , وهو في هذا قد تخلص من كثير من التفاصيل التي من الممكن ان تبهر اي مخرج من الناحية الجمالية مما انتج تركيزاً كاملاً على حدود الصراع الدائرعلى الشاشة ، سواء كانت وسيلة التعبير عنه الصورة اوالكلمة . وفي سبيل هذا التركيز قام محمد شكري بتركيب موسيقى جميل بشير بحيث تشكل خيطا في النسيج العام للفلم , وقد وصل الى قمة براعته في تركيب الموسيقى عندما ادى بها دوراً درامياً عن طريق التناغم بين ايقاعاتها وايقاع الصورة . وقد لاقى الفلم نجاحاً كبيراً واقبالاً جماهيرياً ذكر المتابعين للسينما باصداء فيلم سعيد افندي , فالفلم بصدقه وبساطته ترك أثراً لايمحى في النفس , وقد حصد الفيلم جائزة النقاد في مهرجان موسكو الثاني .