عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 11/08/2009, 19h13
الصورة الرمزية وسام الشالجي
وسام الشالجي وسام الشالجي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:109869
 
تاريخ التسجيل: novembre 2007
الجنسية: عراقية
الإقامة: الأردن
المشاركات: 771
افتراضي رد: الافلام السينمائية العراقية

فيلم
الحارس
1967

انتج فيلم الحارس عام 1967 من قبل شركة أفلام اليوم التي أسسها قاسم حول في منتصف الستينيات , وقد كتب قصته المبدع قاسم حول المعروف بحماسه السينمائي الكبير لانتاج افلام ذات وزن نوعي فيها الكثير من الجدية والرقي . كما كتب سيناريو الفلم واخرجه الفنان الكبير خليل شوقي والذي مثل فيه ايضا . وقد قام بدور الحارس وبائع النفط (حميد) الفنان القدير مكي البدري , بينما مثلت دور الارملة رائدة السينما والمسرح العراقي المرحومة زينب ، بالاضافة الى المبدع قاسم حول حيث قام بدورالرسام الذي يستأجر غرفة في بيت الارملة . وتدور حكاية الفيلم حول قصة حارس ليلي مهمش كادح لا يكتفي بعمله الليلي بل يعمل ايضا بالنهار كبائع نفط في نفس المحلة التي يعمل فيها . ويحلم هذا الحارس الليلي بتأسيس أسرة وبيت , وكان كل ما يتمناه موجود في الارملة الحسناء والمثيرة والتي تملك كل مفاتيح السعادة بالنسبة لحميد من فتنة طاغية وبيت ملك . ومع ان لديها طفل صغير الا ان ذلك لم يمثل عائق بالنسبة له لانه قرر ان يعتني به كأبن , وقد مثل الدور هذا الطفل فارس خليل شوقي . وقد نافس حميد في هذا المضمار شاب افندي رسام يؤجر مع والدته غرفة في بيت الارملة , بالاضافة الى عامل بناء يؤدي دوره كريم عواد والذي ينجح بالفوز بها في النهاية . ينهار الحارس حميد اثر ذلك ويعاني ما يعاني من قهر وظلم مما يبعده عن الاهتمام بعمله فتحصل السرقات في المحلة وفي بيت زينب والتي يتهم هو بها في النهاية .
نجح المخرج بتصوير شبق حميد ورغباته المكبوتة في الحصول على الارملة التي جسدت دورها المبدعة زينب بطريقة فريدة ، والتي استطاعت ان تجسد دور الام الثكلى والمرأة المشتهاة في نفس الوقت . وربما كان مفاجأة الفيلم هو وجود الاستاذ قاسم حول الذي استطاع ان يجسد دوره بتلقائية وعفوية وبلا تكلف حيث استطاع ان يجسد صورة الفنان الذي يشتهي هذه الارملة الفاتنة ايضا فيقوم برسم صور مثيرة لها , لكنه يقوم بكبت رغباته بسبب بعد اخلاقي متجذر بداخله . اما المونتاج فلم يكن تأثيره واضحا على جمالية الفيلم ذلك لان استخدام اللقطات الطويلة لا يحتمل مساحات كبيرة للمونتاج . بقي ان نعرف ان الفيلم استطاع ان يوثق الكثير من معالم المحلة البغدادية ابان عقد الخمسينيات , وقد اقحم المخرج مشهدين لا قيمة لها من الناحية الفنية (مشهد غناء عباس البصري) , وكذلك مشهد الراقصة في الملهى ، فهما وان لم تكن لهما لازمة ولكنهما من جهة اخرى ربما أسهما في تسويق الفيلم جماهيرياً .
عرض الفيلم لاول مرة في سينما الخيام في شهر تموز 1967 , وقد حضره في الأسبوعين الأولين حوالي خمسة وتسعون ألف متفرج . وقد نجح الفيلم بشكل ممتاز وحقق ارباحا جيدة اذ بلغت تكاليف انتاجه الفيلم حوالي 7000 دينار عراقي , بينما حصد ايرادات تقدر بحوالي 20000 دينار عراقي ، وهذه دلالة واضحة على قدرة المبدع العراقي في ان ينجز فناً ذا مستوى جمالي معقول ومقبول جماهيرياً . كان فيلم الحارس هو اول فلم عراقي يحوز على جائزة دولية كبيرة , اذ حاز على جائزة ألتاثيث الفضي في مهرجان قرطاج السينمائي بتونس عام 1968 . وقد عرض الفلم في العديد من بلدان العالم وشكل إشارة نوعية هامة في مسيرة السينما العراقية .
وفي عام 2003 وضمن اعمال السلب والنهب جرى سرقة وتدمير ستوديوهات ومكاتب مؤسسة السينما والمسرح , وفد تم حرق جميع الافلام العراقية الموجودة فيها ومن بينها فيلم الحارس .
رد مع اقتباس