عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09/12/2010, 13h38
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: février 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,064
افتراضي فريد الأطرش وعصر من الشعراء والمؤلفين

فريد الأطرش وعصر من الشعراء والمؤلفين


يتدخل في صناعة الأغنية العصرية أطراف عدة ابتداء بالشاعر فالملحن ثم الموزع فالعازف وأخيرا المطرب أو المؤدي ، وتولد الأغنية عادة بجهود فاعلين أساسيين هما الشاعر والملحن لأنهما اللذين يصنعان الأغنية بمحوريها الرئيسين الشعري والموسيقي ، من هنا تبرز أهمية الشاعر أو كاتب كلمات الأغنية ومساهمته الخلاقة في انتشار الأغنية وتداولها ، ففي الأغنية العربية ظل تفاعل المتلقي دائما مركزا على عنصري النظم أو الكلام من جهة و التطريب من جهة أخرى أكثر من التفاعل مع العمق الموسيقي في اللحن ، لذا ظل الملحنون الشرقيون على مر العصور يحسبون ألف حساب للشاعر ولنظمه ، ولم يخرج الموسيقار فريد الأطرش عن هذا السياق إذ تعاون في كتابة أغانيه مع ألمع شعراء عصره فكتب له 39 شاعر من مختلف المدارس والمشارب الشعرية من رومانسية وكلاسيكية وشعبية ووطنية ، وقد تميزت تجربة فريد الأطرش مع شعرائه وكتاب كلمات ألحانه بمجموعة من الظواهر نجملها فيما يلي :
سجل على الموسيقار أنه كان ينتقي كلمات أغانيه بمستوى يهبط كثيرا من مستوى براعته في التلحين ( سعاد الهرمزي من كتابه عن فريد الأطرش ص 63 )، ويرجع المتخصصون ذلك إلى تواضع ثقافته الأدبية والشعرية العائدة إلى أنه لم ينل إلا حظا قليلا من التعليم .
كان الموسيقار أقل العمالقة تلحينا للقصيدة ، بالمقابل كان أكثرهم ميلا إلى تلحين الأزجال الشعبية الخفيفة ، وانفرد بشكل خاص بتلحين الأوبريت السينمائي .
في علاقته مع شعرائه خلق فريد الأطرش مع كل شاعر منهم خطا متميزا فقد سار مع يوسف بدروس في الخط الرومانسي ، ومع مأمون الشناوي في خط الأعمال الكبرى وامتاز مع محمود بيرم التونسي في الخط الشعبي والاوبريت وسار مع فتحي قورة في خط الأغاني الخفيفة التي تأخذ بمجامع القلوب وخص الأخطل الصغير بالقصيد الفصيح وأحمد خميس وحسين السيد بالأعمال الوطنية .
شهدت كل حقبة من حقب تطور الفن الموسيقي لفريد الأطرش تركيزا في التعاون مع بعض الشعراء والمؤلفين ، فسيطر رفيق دربه يوسف بدروس على أغاني البدايات ثم استأثر مأمون الشناوي وبيرم التونسي وعبد العزيز سلام على مرحلة النضج التلحيني والموسيقي وفي أوائل الستينات مع التركيز التام على الأغنية الشعبية الخفيفة برز فتحي قورة ومع انتقاله للاستقرار بلبنان وبزوغ ما يعرف بالمرحلة اللبنانية في فنه كان هنالك تعاون أكبر مع شعراء الشام كبشارة الخوري و ميشيل طعمة وتوفيق بركات وعبد الجليل وهبة .
رد مع اقتباس