[فاضل الخالد]

الاستاذ نور عسكر المحترم
لك كل الشكر والتقدير لمرورك الكريم على ما اكتبه من مساهمات عن الشعراء وكتاب الاغنية العراقية وتقييمك الثمين لها
وكما تفضلت فان الشاعر الكبير( ملا عبود الكرخي) كان شاعرا ملتزما بقضايا الشعب العراقي ونضاله السياسي والاجتماعي وكان معظم ما نظمه هو نبض لوجدان الشعب في مقارعة الاستعمار البريطاني من جهة ومن الجهة الاخرى تعبير عن الامراض الاجتماعية التي عانى منها المجتمع في العصر الذي عاش فيه شاعرنا الكبيرومنها النظرة غير المنصفة لدور المراة في نهضة البلد وعدم اتخاذ الجهات المسؤولة خطوات للاخذ بيدها وانصافها. لذلك فان الشعر لاسيما الغنائي منه بدأ يتحدث بحذر وبخجل عن مشاكل المراة وهضم حقوقها في العقود الاولى لتأسيس الدولة العراقية الحديثة , فمثلا لنأخذ احدى اغنيات المطربة المبدعة( زكية جورج) حيث ترجع اتخاذ زوجها ضرة لها اي بزواجه من امرأة ثانيةالى الحظ فهي تندب حظها على ما سيلحقها من غبن لحقوقها
حيث تقول
شكول على حظي انا البنية رجلي تزوج فوك راسي مرية
رجلي تزوج فوك راسي ضرة شلون شلون هالعيشة المرة
مثلي شاطرة وحلوة وهم حرة بالحسن اشبه مثل حورية
بعد اسبوع ما صار الوكت يوم اكشر يوم ذاك اتزوجت
حكم مرة العم شلته وقبلت وضرتي صارت تؤمر عليَ
وحتى الفنان( عزيز علي) في بدا ياته لم ينتصف لحقوق المرأة حيث كتب وغنى منلوجا ساخرا من ظاهرة القبول والذي تجتمع فيه بعض النسوة في احد بيوت الاقارب او المعارف من محلة واحدة وهو متنفس طبيعي للمراة في وقت انعدمت فيه وسائل التواصل الاجتماعي من نواد ثقافية ومنتديات اجتماعية اخرى فهو يتكلم عن زوجته ناقدا اياها حيث يقول
هالمرة متعلمة تسوي قبول
ويجوها شكول شكول
شحجي شادبر شاكول
غير تكوم تكلي طبول
وتكلي هذي الاصول
عند كل النسوان
الله يجازي النسوان
بينما الشاعر( ملا عبود الكرخي) هب لنجدة النسوة اللواتي تضيق امامهن سبل العيش فيلجأن للقيام باعمال يدوية شاقة بمردود مادي لا يغني من جوع فكتب قصيدة( المجرشة )التي يصف فيها معاناة امرأة لم تجد سبيلا للوصول الى لقمة الخبز الا امتهان مهنة جرش الشلب بواسطة مجرشة يدوية تهد الحيل حيث تقول في قصيدة طويلة غنى المطرب الكبيرمحمد القبنجي بعضا من ابياتها

ذبيت روحي عالجرش وادري الجرش ياذيها
تالي لكسر المجرشة وانعل ابو راعيها