عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 03/02/2010, 10h52
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: شعراء وكتاب الاغنية العراقية

الاخ الحبيب فاضل الخالد
السلام عليكم

تحية وتقدير واعجاب على فتحك باب كتاب وشعراء الاغاني العراقية اللذين لم ينصفوا ولم يقدرو حق قدرهم وبقو في الظل خلف الكواليس ولهم الفضل الاكبر للاغنية العراقية وما زال معظمهم مجهول للسامعين . وان شاء الله سيتم القاء الضوء عليهم في هذا الباب وتعريف المتتبعين والمتذوقين للتراث العراقي الاصيل بهم .

سأل المطرب محمد عبد الوهاب ذات مرة ايهم اهم المغني ام الملحن ام شاعر الاغنية فاجاب بان الشاعر ياتي في المرتبة الاولى ثم الملحن ثم المطرب .

وبعد اذنك اتناول احد كبار شعراء الاغنية العراقية الاصيلة




شاعر الاغنية العراقية المبدع


عبد الكريم العلاف






ولد الشاعر عبد الكريم بن مصطفى العلاف ببغداد سنة 1896 ونشأ في احضان عشيرة العزة بمحلة الفضل بعد أن تعلم القراءة والكتابة درس على العلامة الشيخ عبد الوهاب النائب في جامع الفضل ولازمه ملازمة الظل حتى وفاته ، وآل النائب هم الذين أعانوه على تحمل اعباء الحياة ومواصلة الدراسة. وعندما اندلعت نيران الثورة العراقية الكبرى عام 1920 كان في مقدمة شعرائها ، فقد ألقى القصائد الحماسية في جامع الحيدر خانة مما أدت الى سجنه ، وعين بعد تشكيل الحكومة العراقية كاتبا لمالية الكاظمية ثم تركها وآثر الاشتغال في المهن الحرة حتى أصيب بالشلل فاضطر الى مواصلة الحياة بكتابة العرائض. وبعدها بفترة عينه الاستاذ أحمد حامد الصراف في احدى وظائف الاذاعة ، ولم يمض طويل وقت حتى عاد الى كتابة العرائض ثانية حتى وافاه الاجل عام 1969 .


عبد الكريم العلاف شاعر وكاتب معروف نظم بالفصحى والعامية وله اهتمام بالتراث الشعبي الغنائي، ولد ونشأ ودرس في بغداد ونظم الشعر منذ فجر شبابه ودخل الوظيفة في اعمال مختلفة حتى تقاعده وقد نظم مئات الاغاني الشعبية التي قدمت بأصوات أشهر المغنين والمغنيات في العراق حتى قارنه البعض بالشاعر الكبير المصري احمد رامي .

ان العلاف يعتبر أحد الرواد الباحثين وكتاب الاغنية والقصيدة في مدرسة الادب والتراث الشعبي العراقي الاصيل، قدم للفن والتراث والغناء البغدادي ارثا خالدا من تاريخ وتراث واغان ما زالت لها حضورها المتميز في الاغنية البغدادية. لقد أصبح رصيده الغنائي أكثر من (300) اغنية في الثلاثينيات والاربعينيات حتى رحيله ابرزها (كلبك صخر جلمود) و(يا نبعة الريحان) و(يا لمنحدر وياك اخذني) و(ماكدر اكول) و(سليمة يا سليمة) و(يا يمه ثاري اهواي) الذي لحنها الموسيقار عباس جميل وقال عنها (كان عبد الكريم العلاف يحمل خصوصية متميزة فيها) والقائمة تطول بالاغاني البغدادية التي يرددها مطربو ومطربات العراق انذاك من محمد القبانجي وزكية جورج وسليمة مراد ويوسف عمر ومنيرة الهوزوز وعفيفة اسكندر وغيرهم .

لم يقف الرجل المعطاء والاصيل لم يقف عند حدود القصيدة والشعر الغنائي بل كان له باع طويل في الكتابة الصحفية فاصدر مجلة اسماها (فنون) التي كانت تصدر اسبوعيا وبالضبط صدر عددها الأول في 18 شباط 1934 مجلة ثقافية فنية خاصة باخبار الفنانين والسينما والافراح والغناء البغدادي واستمر بصدورها عاما كاملا وفي ما بعد اغلقها بعد ان صرف عليها الكثير من ماله الخاص وخرج خالي الوفاض لا يملك من دنياه شروى نقير.. بعدها انصرف في اواخر حياته إلى التاليف فاصدر بعض الكتب في الادب والتراث والاغاني منها:-


§ الطرب عند العرب سنة 1945
§ بغداد القديمة سنة 1960
§ قيان بغداد سنة 1969
§ ايام بغداد


وله مقالات كلها شعبية في مجلات وجرائد مختلفة ومن اثاره مجاميع من الادب الشعبي صدرت باسم (الموال البغدادي) و(موجز الاغاني العراقية) و(مجموعة الاغاني والمغنيات ).
وله العديد من المخطوطات تحت اليد وهي:-


1.قطف الثمار في الاخبار والاشعار
2.المواهب في ذكرى عبد الوهاب النائب
3.نيل المرام في قاموس الانغام
4.مذكراتي الصحفية

وبتاريخ 22 ـ 11 ـ 1969 وبعد وفاته صدرت له عدة كتب هي :

1 ـ الاغاني والمغنيات.
2
ـ ايام بغداد.
3
ـ الطرب عند العرب.
4
ـ بغداد القديمة.
5
ـ قيان بغداد في العصر العباسي والعثماني والاخير.
6 ـ مجموعة الاغاني والمغنيات.
7
ـ الموال البغدادي.
8
ـ موجز الاغاني العراقية.

عبد الكريم العلاف شاعر يجيد النظم باللغتين : الفصحى والدارجة وابدع في كتبه ( الطرب عند العرب ) و ( بغداد القديمة ) المطبوع بمطبعة المعارف و ( الموال البغدادي ) , وهو صحفي كذالك وأصدر مجلة باسم ( الفنون ) استمرت عاما كاملا ، وقضى فترة بالاشراف على فرقة الرشيد للفنون الشعبية في مصلحة السينما المسرح .

سألته صحيفة كل شيء عن الوقت الذي بدأ فيه ينظم الشعر فقال كنت مولعا بالشعر الفصيح وبدأت أنظمه قبل اربعين عاما ، ولكني رغبت بأن أنظم الشعر الشعبي لروعته وأسلوبه منذ ثلاثين عاما ،


قال ونظمت أغنية ينبعة الريحان حني على الولهان وكنت طريح الفراش في المستشفى عام 1936 بعد أن دهستني احدى السيارات.


ونظمت اغنية : خدري الجاي خدري للمطربة الهوزوز بمناسبة اخرى كما نظمت أغنية كلبك صخر جلمود لسليمة مراد وغنتها كوكب الشرق أم كلثوم عام 1932 عندما زارت بغداد وقد أعجبت بها على ملأ من الناس في الحفلات التي أقيمت آنذاك تكريما لها.


وقال : عندي مؤلفات لم تزل مخطوطة ولم تطبع ويذكر بالم يوم الاحد 11 اذار سنة 1917 بقوله فوجئنا بخبر احتلال بغداد على أيدي الجيوش الانكليزية فوقع وقوع الصاعقة علينا وبعد ساعات ظهرت طيارات في سماء سامراء ورمت القنابل على المنطقة ومن فزعنا لذنا في ضريحي الامامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام ، وذهبت انا ولذت بمقام الامام المهدي ووقفت وقلت والدموع تذرف من عيني :

فقـم لـها يا امـام المـسـلمين فـقـدآن الاوان وخـذ في كفك العلما

واصرخ على الشرك واعلن بالجهادوقلواأحمداه ترى الغبرا تفيض دما


(أن الشعر قوة قد تفوق أحياناً قوة الدبابات والمسدسات والبنادق) هكذا قال الشاعر المناضل بابلونيرودا، فمن هذا المنطلق كان الشاعر ليس بعيداً عن مآسي الحياة السياسية والاجتماعية فطاوعها. لأنه قادر على المساهمة فيها اسوةً مع إخوانه في المجتمع. فأخذ الشاعر الراحل العلاف يصورها فيما يدور في عصره آنذاك من اضطرابات وانتفاضات وتسلط الاستعمار البريطاني على أرض بلادنا. أن هذه الأمور دفعته إلى التمرد على هذا الواقع الذي كان يعيش فيه، غير انه لم يفقد ثقته بنفسه حيث كان بارعاً بنظم التواريخ الشعرية... حيث أرخ العديد من الحوادث التي وقعت ببغداد... فقد أخذ يكتب:

سعيد اللي كظه عمره بلا داي
أو عايش دون خلك الله بلا داي
الغريب أصبح يزاحمني بلا داي
الأهل أهلي أو بلادي تشح عليه

هذا ما كتبه (العلاف) وغناه صديقه مطرب العراق الأول محمد القبانجي بنغم (اللامي) وحوكم عليه في حينها من قبل النظام الحاكم آنذاك، فأخذ شاعرنا العلاف... يكتب معبراً عن الأحاسيس الإنسانية التي واجهت أبناء شعبه وعن همومهم وتطلعاتهم الاجتماعية والسياسية الوطنية. فكان بحق رجلاً... وطنياً تشهد له المحافل الشعرية التي تقام في تلك الحقبة من خلال كتاباته الشعرية التي كانت تهاجم الاستعمار البريطاني عندما هيمن على بغداد عام 1948م، لكون الشعر الشعبي بأغراضه وفنونه المختلفة شاهداًَ للعصر وخلاصة عفوية لقيم المجتمع والمعبر الحقيقي والصادق عن إرهاصاته. يكاد لا يترك مناسبة إلا ويعبر عنها وذلك لالتزامه الشديد بقضايا الوطن. كما نلاحظ في هذا (الزهيري) الذي كتبه بالمناسبة:

بغداد ما تنسكن والكرم منهه شال
من شفنه بيهه النذل يبرم أولا بس شال
والمرد لابس خلك والثوبه بيده شال
يا دهر بسك مع الامجاد تمشي عكس
تضرب وكل ضربتك عمدن تجي عالعكس
اتراعي البخيل الذي يكلون عنه عكس
هاي المروّه تسود اليوم بينه أو شال

وما اشبه اليوم بالبارحة ..........

الحبيب والإنسان... والوطن هو المنطلق الحيوي لكتابات الشاعر (العلاف)... نلاحظه هنا في كتاباته الشعرية صورة صادقة عن شدة وجده... وعواطف ملتهبة وحرارة كاوية تلمسها في ثنايا ابوذياته التي جاء مجارياً فيها لبيت الشاعر محمد سعيد الحبوبي:

أن للناس حول خديك حوماً
كالفراش الذي على النار حاما

فجاء العلاف مجارياً يقول:

عليك اوجب مهجتي وسطلبهه
تقاس انته آويه روحي وسطلبهه
احومَّن حول نارك وسطلبهه
شبه حوم الفراش إعله إلثريه

وكذلك نلاحظ هنا يعبر في هذه السطور عن أحساس عميق وحب خالص للحبيب الذي يكمن في روحه العاشقة:

غده لاكات كلبي وانتلاكه
أونظل نشكف أسهامك وانتلاكه
سلمه اتكول أشوفك وانتلاكه
أخذ روحي لمن نلتم سويه

ويذكر لنا شاعرنا عبدالكريم العلاف في كتابه ( الطرب عند العرب ) بعض الأمثلة التي توقفنا على ما أصابه شعر العامية في معانيه من شعر القريض وبالعكس . ويورد لذلك مثلاً في ( الدارمي ) الذي يقول :

رضرض جميع اعضاي مرخص عليهه
بس لا تدش بالروح جيف انته بيهه

الذي اقتبس معناه من قول ( مجير الدين بن تميم ) في قوله:

يا محرقاً بالنار وجــــه محبه مهلاً فإن مدامــعي تطفيه
احرق بها جسدي وكلّ جوارحي واحذر على قلبي لأنك فيه


رحم الله الشاعر العلاف واسكنه فسيح جناته

منقول للفائدة بتصرف

قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg العلاف.JPG‏ (17.7 كيلوبايت, المشاهدات 1101)
رد مع اقتباس