الشاعر المغربي الأستاذ عبد الواحــد السُّـــلمي
يـا طــبُّ أوجــاع الكســـير . .
الدار البيضاء في 26 مـايو 1965
من المعتاد في المغرب وبين هواة أم كلثوم إقامة السهرات الخاصة في منازلهم يجتمع فيها الأصدقاء من أدباء وشعراء من محبي وهواة فن أم كلثوم .
وألقيت هذه القصيدة في إحدى هذه الحفلات وكانت في منزل الأخ الكريم الأستاذ عبد الواحد الصــميلي بآنفا بالدار البيضاء في 26-5-1965
وكان فنانا هاويا وله تسجيلات خاصة يغني فيها بإتقان أغاني الموسيقار محمد الوهاب بالإضافة إلى إجادته العزف على العود.
* * *
يـا طــبُّ أوجــاع الكســـير . .
للشاعر المغربي الأستاذ عبد الواحــد السُّـــلمي
الدار البيضاء في 26 مـايو 1965
يا كوكب الشرق السمير إذا دحـــــا
ليل الظنون وطلــــــــعة الإصبـــاح
يا دفقة الضــــوء المنيــــر إذا رجا
راج خلاصا من دنا الأشبــــــــــاح
يا طب أوجاع الكسير ومخـــــرجا
في النائبات وبلســــــــــم الأرواح
يا فيض إحسان يفيــــــض بألـــــ
ــف أنغام فينقلنا بألف جنـــــاح !
للعالم الأسمى بهمســـــــــــات وآ
هـات وانات وألف صــــــــــداح !
فإذا المنـــاهل عذبـــة وإذا الرؤى
سحرية والليل وجــــه صبـــاح !
وإذا الدنا بشر وصوتك فعلـــــــه
سحر:ونشــــــوتنا ذرت بالراح !
يا ربة الأنغـــــــام ما أحلاك سـا
عـة ترسلين دبيبـــها في سماح
فنشاهد الطيف الجمـــــيل بأفقنا
وسعا له الرفاق بالأفــــــــــراح (*)
فالخمر خمرك لانوافح بابـــــــل
همنا بعصفة ريحها النفـــــــاح
والفن فنك نحن قد همنــــــا به
والسحر سحرك لا إدعاء سجاج
والسحر يحرم غير صوت فـيه
’’للسنباطي‘‘و’’الموجي‘‘بليغ كفاح
ولعبد وهاب عصــــــارة عمره
و’’بابن أحمد‘‘لوعة الملتــــاح (1)
ولأنت يا صوت العروبة خير من
أدى وأهدى السحر في الأقـداح
والسحر صوتك يوم ردد’’ذكريا
تداعبت‘‘ وبكى مع المصبـــاح
فالسحر هذا الصوت إذ يمتد في
آفـاقنـا ويرف دون جنـــــــــاح
والسحر هذا الصوت في ترجيعه
’’أهل الهوى‘‘يسري كنكهة راح
والسحر هذا حيث أصبحنا بــه
نستقبل الأحباب في الأفـــــراح
وعلى لذيذ قراره ومقامـــــــــه
يغزو السرور جحافل الأقــراح
أبني بروج رغائبي طورا بــه
’’ فيتيه ليلي في ضياء صباحي‘‘
وأصيخ ثانية فأسمع’’ثم عــا
شت في الظنون‘‘فأستطيب نواحي
يا ربة التغريد والترديد فــي
جيل الفنون وراحة الأرواح
إنا نتيه على الوجود لأننــا
في جيل كوكب شرقنا الصداح
ويشيع في أعطافنا زهو على
من يفخرون ’’بمعبد‘‘الملياح
هذا الرسول أتى يبشر بالرضى
ويزف للهواة طيب نفــــــــــاح
حمل التحية من حماك وقد أتى -
يعلوه طيف من جلالك ضـــاح
نتنسم الريحان من أعطافـــــه
ونشم نفح الآس والأقــــــــاح
ونعود فنسأله عليك فينتــشي
ويتيه بين تمنع وسمـــــاح :
والأمر أمرك فاحكمي مابيننا
’’أناجي انتظارك‘‘ليلة الأفراح (**)
هوج من الآــال والأحلام يغــ
مـرنالدافق عطرها الفــــــواح
يتماوج الوتر الرفيق برنة النغــ
ــم الرقيق ورنة ’’لصــــلاح‘‘
فترى ’’القصبجي‘‘استوى ورنـا
’’لحفناويّنا‘‘فتجاوبا بامشراح !
ودوى المكان بقاصف الرعد الذي
يبكي له هاو مهيض جنـــــــــاح
اتخذ الخيال بساطة فرأى نجـــــ
ــي الروح في نور الضحى الوضاح
تختال في هالات أنوار تطــــــــو
ف بها يروق لها خيال الصاحي !
وتحوطها كل القلوب لأنــــــــها
عطر ذكي النفح للملتـــــــــــاح
يا ليلة الأفراح أدرك أننـــــــــــي
صودرت خلف متــالع وبطـــــاح
ولوأنني خُيرت كنت أنـــــا الذي
أدعو لها فتعيد في إلحــــــــــاح
يا ليلة الأفراح يومـك شمــــسه
إشعاعها إشراق وجه ضــــــاح
وليوم ليلتنا هو العيـــــــد الذي
إن جاء بشر بالسنا اللمــــــاح
وغدا يطوق على الهواة وكفى
تُهدي إلينااللحن في الأقــــداح
فتفور فوْرَتها الدماء فلا تــرى
إلا سكارى اللحن غب صــداح
وترى هواة الفن كل مكلـــــثم
مد الشراع وصاح بالمـــــلاح
’’الذكريات‘‘وحيٌ راميٌ إنـــه
أهدى عصارة قلب الملتـــــاح
’’للسـت‘‘فلتحيا له ولنا عــــا
ش الفن تحرسه ؛ وخاب اللاحي
والعيد ’’يوم خميسنا‘‘ وبليلـه
ينساب همس الروح في الأرواح
عبد الواحد السلمي
البيضاء في 26-5-1965
----------------
(1) ابن أحمد = زكريا أحمد
(*)(وسعا له ) مكتوبة في المصدر (وسعاعه)ولم أجد لها معنى فبدلت العين بلام.
(**)’’أناجي انتظارك‘‘ مكتوبة هكذا أيضا في المصدر وقد تكون غلطة مطبعية يُقصد بها ’’أنا في انتظارك‘‘ وتحتمل أيضا أن الشاعر يلعب باللفظ فحولها إلى مناجاة انتظارها