عرض مشاركة واحدة
  #225  
قديم 11/05/2011, 12h46
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاحبة
السلام عليكم



د. علي الوردي



مــــع الغناء والموســيقى






تعود بي الذاكرة الى سنوات الثمانينيات حين كان يقدم في الاذاعة العراقية برنامج مهم بعنوان (الحان في حياتي) كان يعده ويقدمه الناقد الموسيقي الراحل عبدالوهاب الشيخلي ..

واذكر تماما تلك الحلقة المهمة التي استضافت فيها الباحث البغدادي والشخصية المثيرة للجدل (د.علي الوردي) متحدثا فيها عن ارائه في الموسيقى والغناء بالعراق.. وقد اكد الوردي في الحلقة انه رجعي لاابعد الحدود في هذا المجال لانه مازال يحب الاغاني البغدادية الاصيلة والمقام العراقي والبستات التي يغنيها مطربو بغداد .. كما عدّ الفنانة سليمة مراد اهم مغنية في دار السلام .

د.علي الوردي شخصية بغدادية حملت الكثير من هموم المجتمع البغدادي وقدم نظريات عديدة في علم الاجتماع حول ذلك . ومازالت نظرياته محل جذب وشد بين القبول والرفض في المجتمع البغدادي وحتى خارجه ايضا..
وقدم في هذا المجال عشرات الكتب القيمة التي صارت مرجعا لدراسة الشخصية البغدادية خاصة والعراقية عامة..

في هذه الحلقة عبر عن ارائه في الغناء والموسيقى بالعراق قال الوردي:
انني اتذكر جيدا في العشرينيات من القرن العشرين كانت (المودة الشائعة) سماع الاغاني والبستات البغدادية من الاسطوانات مثل (عسنك ياشط عسنك) و(فوگ النخل) و(للصاحب اسري بليل) كنا نرددها مع انفسنا او في الجلسات الخاصة.. كما تأثرنا بالمقامات العراقية من خلال اسطوانات المقاهي العراقية.. ومن ثم من خلال الاذاعة العراقية بعد تأسيسها في عام 1936.

ويضيف الوردي كنت لااميل الى سماع المقامات في شبابي قدر ميلي الى البستات العراقية .. كما لاحظت ان المقام يستهوي كبار السن، واذكر اننا في الثلاثينيات استمعنا الى موجة جديدة في الغناء العربي بالوطن العربي واعني اغاني محمد عبدالوهاب في فيلم (الوردة البيضاء) التي هزت الشباب هزا وهي ذات لون جديد لم نعهده من قبل من حيث النص واللحن والاداء والالات الموسيقية العديدة التي ادخلها عبدالوهاب في فرقته الموسيقية .

واتذكر ان هذا الفيلم عرض في بغداد بين عامي 1933 - 1934 بسينما رويال في شارع الرشيد مقابل تمثال الرصافي حاليا ولم يعد لها وجود اليوم. من تلك الاغاني (جفنه علم الغزل) و(ياوردة الحب الصافي) و(يالوعتي وشقايا) .
وقد حفظنا تلك الاغاني لشدة تأثرنا بها وكثرة ترديدها في مقاهي بغداد.. بعد فيلم عبدالوهاب جاء فيلم ام كلثوم (وداد) الذي شاهدنا فيه ام كلثوم لاول مرة بعد ان كنا قد سمعناها من خلال الاسطوانات.. ومازلت اتذكر جيدا اننا لم نكن نميل الى سماع الاغاني الغربية والسمفونيات والسوناتات الخاصة ببتهوفن وموزارت وفاغنر وغيرهم من عباقرة الموسيقى الغربية .

يفضل سليمة مراد على الموسيقى الغربية..
حاول بعض اصدقائي (كما يقول في برنامج الحان في حياتي) بين عامي 1944-1945 وفي مجالس خاصة ان يقربوا هذا اللون من الموسيقى لي مؤكدين انها ذات تأثير عميق في النفس البشرية .. وكانوا يمتلكون اسطوانات لكبار الموسيقيين الغربيين وقد اسمعوني عددا منها ويسألونني عن مدى استيعابي وتذوقي لها فقلت لهم بصريح العبارة وبدون زعل ان مااستمعت اليه كان عبارة عن (هوسة) ليس لها اي تأثير او معنى لدي وافضل عليها سماع سليمة مراد التي اعتبرها افضل مغنية في بغداد او سماع البستات التي يغنيها المطربون البغداديون .


ثم يستدرك الوردي بقوله لكني عندما ذهبت الى امريكا للدراسة وبقيت سنوات طويلة هناك اخذت اتردد على بعض الصالات والمسارح وتعودت على سماع الموسيقى السمفونية وبدأت اتذوق بعض الاعمال الموسيقية المشهورة مثل (حلاق اشبيليه) و(السمفونية التاسعة) لبتهوفن اما الباليه والاوبريتات الغربية فما زلت لا اميل اليهما مطلقا لانهما لاينسجمان مع تذوقي الذي يميل الى التراث الموسيقي العراقي الاصيل .

اكره الباليه بسبب صخب الموسيقي فيها .
ثم يستطرد الوردي في حديثه مع عبدالوهاب الشيخلي بقوله: كنت ذات مرة في موسكو ودعينا الى المسرح الكبير (البولشوي) فعرضوا علينا باليه شهيرة لجايكوفسكي فضقت ذرعا وسئمت من ذلك العرض وخرجت من المسرح هاربا..
وفي ميلانو بايطاليا تورطت بالدخول الى احد المسارح بدعوة رسمية وكان المسرح يعرض احد الاوبريتات الشهيرة في ايطاليا لكني اصبت بالكآبة والحزن بسبب ذلك العرض الذي يعتمد الطبقات العالية في الغناء والذي يشبه الصياح .

اميل الى الجالغي البغدادي..
اما اليوم (يقول الوردي) فانني اميل الى سماع الجالغي البغدادي والمقام العراقي الذي كنت اكرهه بشبابي.. كما اميل الى البستة البغدادية.. ويبدو ان الانسان كلما يكبر يميل الى سماع ماكان يكرهه في شبابه.


ويضيف الوردي في سفراتي كنت احرص على ان لاانسى مسجلي الصغير واشرطة الاغاني البغدادية والمقام الذي احبه وقد تطورت طريقة سماع الاغاني بعد تطور صناعة الاجهزة الكهربائية في بث الاغاني عبر المذياع والتليفزيون والمسجلات على عكس ايام زمان حيث لايتاح لاي شخص سماع الاغاني الا في المناسبات التي تعقد في بيوتات الاثرياء والشخصيات المهمة في الحكومة التي تقيم حفلات المغنين .

لا اميل الى الاغاني الحديثة.
اما عن اغاني الستينيات والسبعينيات فيقول الوردي:حقيقة انني لااميل الى سماع الاغاني الحديثة في العراق والوطن العربي ويمكن وصفي في هذا المجال (رجعي للعظم ) في الغناء والموسيقى .


وعن احب الاصوات اليه قال الوردي:
اعتبر المطربة البغدادية سليمة مراد هي بلا شك اهم مغنيات بغداد وتسمــــى (سليمة باشا) وتغني في ملهى الجـــــــواهري وبصراحة اطرب لها كثيرا..
اما زكية جورج فتأتي بالدرجة الثانية وربما الثالثة لانني افضل عليها سلطانة يوسف .

منقول بتصرف .

تحياتي ....
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg العلامة الراحل د.علي الوردي - 1969.jpg‏ (38.0 كيلوبايت, المشاهدات 189)
رد مع اقتباس