عرض مشاركة واحدة
  #80  
قديم 17/01/2010, 23h22
الصورة الرمزية محمد العمر
محمد العمر محمد العمر غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:372343
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: كندا
المشاركات: 905
افتراضي رد: بغداديــــــات



مقهى المعقدين
وليالي الأُنس

فيصل ابراهيم المقدادي
ان الاحتفاء بموضوع (مقهى المعقدين) و(ليالي الأُنس) تعتريه احيانا احاديث مجتزأة تتقارب وتتفاعل وتتمدد وتتقلص حسب المعلومة وتفسير صاحبها وفهمه لمنطق معاني الاشياء في اشاراتها وتميزها في التضمينات الابداعية وما بدا انذاك اشد جرأة واكثـرها مغامرة في البوح، لذا اصبح من الاهمية بمكان الحديث عن بعض المكنونات في افئدة (المعقدين) بشكل رؤى ومعاناة لادباء ما كانوا يطمحون الى النشر او الادلاء بابداعاتهم من على المنابر الرسمية.


لذا بقيت نتاجاتهم تدور وسط مرتادي ورواد واصدقاء مقهى: (المعقدين) وكازينو: (ليالي الأُنس) واكثـرها ضاع وسط مشادات وسجالات حادة تركت بعضها ممزقة على الطاولات او تلفت بعد رمي الحقائب اليدوية بدجلة... وما تبقى منها وبمحض المصادفات انما لاهتمام: (سلمان الاسود) بتلحين وغناء بعضها.. للمعقدين حينذاك.. واذا ما تركنا جانبا المعقد الاول: (الشاعر عبدالامير الحصيري) لدراسة اعمق من قبل اقرب اصدقائه.. سيكون حديثنا عن الشاعر: (وليد جمعة المشهداني) وهو الابرز في الاثارة بطريقة تعامله مع اللغة الشعرية وصورها بابلغ الدلالات متموجة بحيوية نهر قصيدة.. وحتى حين تتشتت فهي تشد الى تشكيل فعال محسوس ومثير في آن واحد وقد يكون لبعض قصائده وقع اخر.. يدعونا لفهم ظاهرة: (التعقيد والمعقدين) انذاك بما تكتنزه من انفعال يعالج صور افكاره المختلفة المستوحاة من تعقيد الحياة نفسها.. ومن حضور (للغة التفجير) التي ميزت الموجة الادونيسية.. (خذ هذا الكف واستمطر شجر الدنا وتحزب للطلقة حين يكون القذف وجها محجوب الرؤى فيا وطنا في القلب اعطيتك روحي فاعطني الدرب لكي تهدأ جروحي للحب وللغبطة شجر وسكوت فارسم في الطلقة وطنا سيموت) وبعض صور القصائد تنقلنا الى اجواء المواقف السياسية والفلسفية.. لتخلق متعة الموقف والدهشة والحضور الفكري بتعابير مكثفة مختصرة وقوية ففي قصيدة: (جلد السلحفاة) يكون الايقاع بحضور الرؤية الخاصة نثرياً في شكلها تحمل دفقات شحن شعرية دون التقيد بوزن او قافية فهي شعر حر قد تختلف في طول اسطر صورها بما يتوافق والمضمون او الصورة: (يحمل الحب مراسيم غوايا والتماسات قبول عندما يصبح وضعا قائما.. تعتاده انت يا ضدا على كل اللوائح * انه يسقط في القلب حكاية عن نهارات يصب التوق فيها لوعة التوق الرضية وجسور اللغط الموتور تمتد الى المعشوق ليلا وتمد الشارع المكتظ بالاشياء حيث الذاكرة ثم لا تقدر ان تدعس غير الكبرياء العابرة * انت ما زلت غرير الخطو يا قلبي في هذي الدروب فابتعد ليس لك الحب.. وجرب لعبة اخرى صغيرة واندلق من دورق الصد وغامر ثم عد ومتى ما شئت التمّ على نفسي وامسي صدفة واداري عتعتات الشجن الناغر بالسخرية الحمقاء مرة وباسفار الصماخ الفذ في الحجرة مرات اخر عابرا درب الزمان الكهل منفيا الى بقعة شمس مظلمة حيث لا يقدر هذا الوجد ان يسرق مني سلحفاتي الهرمة) ان التعبير الحر هو النموذج الحي لما كان يعانيه جيل كامل ويبدعه (المعقدون) في مقاهيهم البغدادية باشكال نفسية لا واعية متمردة بالرغم من قساوة الغربة الممتلئة بالوجد الحار والشاعر لا يكتفي بممارسة لعبة الصياغة البنيوية بل بمضمونها التحريضي معبرا بذلك على وطأة الحياة وثقل ما كان سائدا في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.. كما ان محاولة تأسيس ما يميز وحدات وعناصر القصيدة الشبيهة بالبيان الثوري للتمرد على ما كان سائدا: (اخذ جرح الوطن مرة وتعال هنا وارسم جنح عصفورة علينا وكول الدنيا مشمورة جناح هنا وريش هنا وخريطة مسودنة بحبنا اللي ما شفناه ولك كون الوطن ورده لشتلها على جتافي اخذ مني جفافي وروح.. لا اني ولا انت اخذني وروح بالسكته بلكي تسكت السكتة ونصرخ.. والوطن رده..!) وحين يحاول: (وليد جمعة) ان يغمس صورته الشعرية بعامية (الشوغات) و(العشك).. (بتشمير الجراح).. و(ضياع السلاح) انما يجاهر بوعي حلمه خاصة (قبل وبعد) نكسة حزيران عام 1966-1967م ثم وصول حزب البعث ثانية لسلطة العراق عام 1968م وما اثخنه من جراح الادباء والفنانين انما يشكلها بمهارة مؤسسا عوالم قصيدته الشعبية بديناميكية فعالة لتكون في النهاية: (خيمه بليل متغرب..): (حبيبي شال لي جنحاته وشمرلي بليل شوغاته وكال العشك شال وشاب وطلعت اله شيباته وبعد كل الحجي الساكت لكيته مشمر اجراحه فاتل وضايع اسلاحه ولجن الكلب يحبيب طفل اشكر على اجتافي وتعال وصير يحبيب خيمة بليل متغرب واكعد واجرع الدمعة على جرح الوطن متكلي منو مثلك طك ونسى شوغاته) ان اكثر الابداعات الادبية للمعقدين في مقهاهم انما كانت تهدف بالدرجة الرئيسة الى محاولة الحوار الحر والمستفيض حول علاقة الادب (الشعر بالذات) مع الفسلفة واللاوعي في اسسه الايديولوجية والفنية يذكر ان تلك الابداعات قد جسدت وبشكل طبيعي مختلف المسارات متمثلة باشخاصها: عبدالقادر الجنابي باتجاه: (السريالية) وعبدالامير الحصيري.. (اللازوردية) في ذاكرة عزيز السيد جاسم وفاضل العزاوي ووليد جمعة وعبدالرحمن طهمازي وخالد الشطري ومنقذ شريدة وشريف الربيعي ونبيل ياسين وعلي الجبوري وفيصل لعيبي وجليل حيدر وحسين الحسيني ومظهر المفرجي واخرين..! لابداع المنافي ذلك المصير المحتوم الذي ادركه الشاعر وافصح عنه: (محمد سعيد الصحاف)* كقرار: (عقائدي من القيادة.. الخ)! لذا كانت المواجهة صريحة: (في الطرقات الخلفية تتجول افعى ولاني لن اشرب سما ما او قل: ان اللحظة مثل الصابئة الموتورة لا لن اتطامن بالكرسي او اصمت.. كي يتجاوزني المتحذلق فحين يصير الحب فراشة ساكون الضوء وحين يكون الحب الضوء فلن اكون حتى النفس الممقوت فراشة) ومنتدى (المعقدين) او (ليالي الانس) لم يشترطا بعد ذلك على (معقديهم) مذهبا معينا او اتجاها بالذات لذا اختلفوا: (... تشاتموا وتباصقوا.. الخ) وتدخلت الشرطة مرة.. لكنهم سرعان ما عادوا للمعقدين كاسرى مصير.. مطربين على حكايات: (عباس البدري وحسين الحسيني وعادل كامل) متلذذين بروايات: (القلعة الخامسة ومخلوقات فاضل العزاوي) و(شقة في ابي نواس لبرهان الخطيب) و(لعبة) يوسف الصائغ ففي الوقت الذي كان: كان نبيل ياسين يقرأ من ديوانه البكر: (البكاء على مسلة الاحزان) وليس بعيدا عنه كان طهمازي عبدالرحمن (يجلد الوشم) لعبدالرحمن مجيد الربيعي في صحيفة التآخي وعلي الجبوري في زاويته المهيبة يتمتم لمقربيه ترجمة (لغوته): (انا امضي عكس اتجاه الريح والعواصف والمطر متلذذا عظيم الالم دائما دائما دائما..!) ثم يلحق بها قراءة لـ: (كفافي): (اذا كنت قد خربت نفسك في هذا الجزء القصي من العالم فستبقى خرابا اينما حللت..) ودون استئذان يرتفع تدريجيا صوت: (سلمان الاسود) مغنيا لحنا له لقصيدة غنائية كتبها: (محمد الخفاجي) للاذاعة لقد فاجأ (الاسود) الشاعر الخفاجي بلحن اخر اعترف المؤلف بافضليته وتنوع ايقاعه الغجري لذا حين انساب اللحن بـ: (نونة تدكَـ بنونة ومكحلات عيونة آه حلوة حلوة عيونة ومكحلات عيونة واكفة بمشراق السلف تنثر شعرهه مكتوم حضانة يدك جوبي لخصرهه العين سودة يابابة والكحل موده ويا شلايل الكهرب يتعبه ظفرهه.. الخ) تجاوبت معه ايقاعات الاكف وترديد اللازمة، ولا غرابة بعد ذلك ان تزداد الطلبات كي تطول قصيدة لرامبو فيغنيها: (الاسود) بمزاج تحويل الامسية الشعرية الى غنائية: (شبابي الخامل كم انت مستعبد برقة الحس ضيعت ايامي عهد الصبا بادا يا ليته عادا ليحرق القلبا قد قلت: يا نفسي ازهدي لا تتركي احدا يراك لا تحزني لا تحلمي بصبابة علياهناك...الخ!) ووسط هذه الحيوية من القراءات المتنوعة يجري ايضا الثناء على بائع بسطة الكتب الجديدة... (بناي) قرب (مكتبة المثنى).. ويجري التطرق لجايجي المعقدين (ابراهيم.. ابو خليل الورد) وخياط المجموعة (توفيق) وراعي خوار: (الواقع والبديل في المسرح العراقي) احمد فياض المفرجي تمكنت ظروف تبلور الحداثة الادبية الجديدة بمفهومها العصري في وحداتها والنوع والعموم والمنطق والمعقول مما كان غير معروف في الادب الرسمي السائد صفة في مفهومها العراقي بان تكون اناشيد ثورية لبعض اولئك الشباب الاشداء الذين اندفعوا لاكثر بقاع الصراع الملتهبة: (لبنان وكردستان العراق) لاستلهام دروس الكفاح المسلح ومن ثم استشهادهم في خضم المعارك هناك امثال: (رياض البكري ومعين النهر وعبدالجبار عبد الله وابراهيم زاير وزهير علاوي ومحسن طليعة وشعبان كريم) مستفيدين مما اشاعته الموجه: (الجيفارية والكاستروية والدوبروية والقيادة المركزية بقيادة صالح العسكري واحمد الحلاق ونوري العاني وخالد احمد زكي واخرين) من فكر ثوري متمرد وصار البعض الاخر في الضد منهم حين تمكنت الخيبة منهم فانكفأوا اما على دوائر المخابرات والامن او على انفسهم متمتمين تعويذة (رامبو) من على ظهر (مركبه السكران) كملاذ تعقيدي لهم.. وقليل جدا استوعبتهم (الحاوية) الرسمية فاستقاموا في مستنقعات الاذاعة والصحف والمراكز الثقافية بالخارج او مخبرين.. انبثوا في مختلف المجالات وعديدون هاجروا: (فوزي كريم الشاعر والشاعر) واكثرهم درامية اولئك الذين ماتوا كمدا في فنادق الدرجة العاشرة.. او فقدوا نهائيا فهل يعرف احد الى اين انتهى المطاف بالشاعر: (ابو سرحان)؟؟ وماذا كتب قبل ان يودع اسرار هذا العالم (البديع)؟! ففي الوقت الذي بقي اخرون مرددين: (كلشي صح) التهكمية وبقي صدى صوت (سلمان الاسود) مرددا كلمات (وليد جمعة) بين رواد (المعقدين وليالي الانس): (كلشي صح.. كلشي زين منهو اليكَول اكو بطالة بهذا الوطن الا بنذالة لو تحكمون بعدالة ما بقى اي شيء شين كلشي.. كلشي.. كلشي.. زين..!) واذا ما صادف ان مر بعض (المريشون): (عبدالرحمن الربيعي وسامي مهدي وطه البصري..) يصبح الصمت لزاما وان كانت من باب المصادفات و... الاستعراضات.. وفي المساء اعتاد رواد (المعقدين) ان ينتقلوا لمقهى (ليالي الانس).. او لمقاهي ابي نواس (قرب الجسر) مباشرة حيث يلقون حفاوة خالهم: (موسى العظيم) بترحاب: (هله.. هله عيني.. هله بولد اختي.. هله.. ربع العرق اليوم بـ 120 فلسا.. يا بلاش عرق ام كاترينا.. خلاصة تمر زهدي.. صناعة بيت مسيحي..!).. وبعد الساعة الحادية عشرة.. بعد ان تخف وطأة هستيريا الشعر والاغاني والمعارك الكلامية.. يصبح لزاما على ولد الاخت اكمال طقوس اليوم على اكمل وجه (بطلة) على (ملهى ليالي الافراح) حيث (يرخي) حراس شباك التذاكر انضباطهم لامتلاء القاعة.. حيث يختار (المعقدون) الزوايا المعتمة وقوفا او جلوسا للارض مهللين.. مبدين اقصى درجات التشجيع والاعجاب (بالتصفيق والصفير) بفن خالتهم.. (لميعة توفيق) على اغنيتها: (نيشان الخطوبة اليوم جابولي محبس من ذهب وكلادة قدمولي حبيبي اللي اوده خطبني ووفه بوعده ....الخ) وما بين هذه الاغنية وغيرها كانت (لميعة) تلهب حماسهم بترحيبها: (هله.. هله.. هله بولد اختي..!) وهذه... كانت لهم افضل هوية ودعوة مجانية يحاججون بها حراس الملهى وشباك التذاكر عن اهمية حضور: (ولد الاخت) وقربهم من (مصادر صنع الفن) في الملهى نفسها...! وفي نفس الفترة كان عديد من الفنانين المسرحيين يحاولون بعروض مسرحياتهم حل رموز المعادلة الاجتماعية والفكرية الصعبة وتحقيق ذاتهم فمثلا: برز الفنان عوني كرومي بعرضه (كاليغولا) وعلي ماجد وعبد المطلب السنيد وحميد الحساني ومحاولات الفنان (جعفر علي) في احتواء حركة الشباب في مسرحية: (فيتروك) والتي جاءت مميزة ورائعة.. صاغت تطلعات الشباب..! الى جانب ابداعات المخرج الفنان: (عبدالوهاب الدايني) في تمثيله: (عبود يغني) وفي مسرحية: (العطش والقضية) لنور الدين فارس.. انها حقا فترة قلقة وربما كانت مسحة الحزن المرتسم على محيا اعمالهم.. تحلم.. ايضا.. ولكن بألم..! (في لجة الاعصار وفي اصطخاب المدن المسببة مذهول اجوب عوالم المسرح علني ألقى عرضا جديدا اسقي به هيام روحي وازواج به وحدة آلامي اموت عشقا وأهيم موتا واجوب يا روحي طرقات الكرخ عل جثة المسرح المشنوق بالكرادة يدلني درب الوطن علني افرش دربه المحزون وردا وارسم جدرانه المسخ اشعارا وافجر صمته الحجري ثورة تحكي نشيد الفقراء هيا قديني يا رياح انا عاشق ولهان متعب دنياك الزيف قديني السبت.. الاثنين.. جمعة الشؤم ضياء المسرح القومي عرض الساعة الثامنة موسيقى.. ستار الليلة السكرى وعمر الزمن الضائع في الذاكرة اواه ياليلي ثلاثة سبعة ثلاثة عشر.. تزاوج وخمر وعرش الملك المخلوع سلالة ابدية لكم ولتصمتوا موسيقى - ستار- اواه يا روحي لكم جبتي بحار الموت جوبي.. جوبي.. جوبي..! ولعل (ذروة دراما المعقدين) بعد شهرتها هو ما حصل للبعض منهم في صيف عام 1973م حين داهمها: محافظ بغداد حينذاك: (خير الله طلفاح) وزبانية الاخلاق المرافقة حيث امر بتمزيق سراويلهم وصبغ ملابسهم وتشويه تسريحات شعرهم (بحلاقة سريالية).. ثم دارت بهم سيارة الشرطة المكشوفة اكثر شوارع بغداد وازقتها ازدحاما سعيا (لفضح الخارجين) عن الزمن العربي البديع.. ولتطهيره من (المخانيث) و... (رسل الثقافة المستوردة..!)... ولم (يفك منهم الياخة).
الا بعد ان اصلى شرف امهاتهم واخواتهم ورجولتهم بأقسى الشتائم والاوصاف.. وبعد ان دفع له كل واحد منهم (15) دينارا هذه وغيرها كانت الحاضنة لقصائد من نوع مباشر اخر فقصيدته: (أنا).. ثورة بصورها ومنهجها المتخيل يدعونا فيها لتبنيها.. كي تنتصر: (أنا في آخر الانباء كالثورة اجيء على السهرة وازعج نومك الوسنان تعال اليوم يا انسان تعال الان ومزق صدفة الموت انا.. صوتي وكل حرارة الموت نجمع اخر الانباء عن الاجداد والابناء لكي نحتضن الثورة لكي تنتصر الثورة لكي لا تعذر الثورة) غير ان حساسية الشاعر لا تدعه ان يصمت او ان يصرفها بعيدا عن التطهير المعرفي الابداعي او يقصيها، لذا جاءت قصيدة: (15 واحدا و: من وزير الدخلية لرئيس الوزراء) حادة تنسجم والاوصاف العامة للشاعر وبكل ما تجنح اليه لغته لفضح كل ما اخفاه النظام الاجتماعي من رياء: (للذي يسكب ماء الوجه فوق الصحف المستهلكة للذي يسكت في وقت الظهيرة للذي يصنع للاطفال حلوى للذي قال لنا: لن ينتكس!! للذي عانقها قبلي وبعدي للذي يكرهني للذي يعشق ظله للذي يخجل ان يلثم في المرآة ظله للذي يرسم لوحات عن النسوة في الرأس ويشتمني سياسة للذي يرعبه صوت رصاص في الجوار للذي ينبض في الصدر وقد يخذلني بعد ثلاثين دقيقة للذي خان المناشير العتيقة للذي يدلف مرحاض الرصانة للذي علمنا حب الكتب للذي ينشر هذه الكلمات عفطة قبل صباح الخير حتى...) ان الصور الشعرية المتدفقة في مختلف قصائد الشاعر: (جرح الوطن) (.. كال العشق شال وشاب وطلعت اله شيباته..) و (خذ هذا الكف واستمطر شجر الدنا..) و (.. حين يكون القذف وجها محجوب الرؤى) و (مزق صدفة الموت) و (حين يكون الحب فراشة ساكون الضوء.. وحين يكون الحب الضوء فلن اكون حتى النفس الممقوت فراشة..!) و (درب الزمان الكهل) و(بقعة شمس مظلمة) و (سلحفاتي الهرمة)...الخ!! انما يقدمها في اغراض مختلفة محكمة الصياغة غزيرة الدلالات والمعاني.. غير محدودة بابعاد.. نسجت جراء ضغوط نفسية لا شعورية شديدة الوطأة.. تفجرت بشكل صدمات.. شتائم.. (عفطة) ليست نشازا على الشروط الفنية اللازمة لبناء الصورة في تناقضاتها وتضادها غير الطبيعية بل تكاملا ضروريا.. لانه لم يكتف بانتقاء: (اجمل الكلمات) والتعابير واستخدام ابشعها في التداول الشعبي.. في الكلام العادي.. عفطة كمفردة تسخيف وتهكم بذيئة.. ينسجها في القبول كواحدة من ضروب الاحتجاج والتسخيف الذي يميز قاموس:
(وليد جمعة) الشعري
منقول للفائدة عن
صحيفة المدى
__________________
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
رد مع اقتباس