هل كان لفريد الأطرش تلاميذ في مجال الأداء ؟
لميزات صوته وقوته وإتساع طبقاته وتفرده ببصمته الخاصة التي ميزته عن ملايين المؤديين ، أنكر عليه البعض أن تكون له مدرسة خاصة في الأداء مقارنة ببعض كبار معاصريه ، فقالوا تهكما إنه " ناظر مدرسة في الغناء لم يتخرج منها أحد إذ يبقى هو ناظرها وتلميذها الوحيد " ، وقال آخرون حاولوا على الأقل أن يبتعدوا عن أسلوب التهكم " إن فريد الأطرش قلده عازفو العود وإبتعد عن تقليده المطربون " .
والحقيقة أن هذا الحكم الذي يُتناقل منذ ذلك الزمن إلى اليوم فيه كثير من الاجحاف ، لأن من يقولون بهذا الكلام يقارنون عدم تقليد فريد الأطرش بظاهرة تقليد مطربين آخرين من منافسيه هما محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ، مع أن ميزة عدم التقليد لاترتبط بفريد الأطرش وحده ، وإلا لماذا لم يظهر مقلدون لأصوات أخرى مقتدرة كمحمد قنديل ومحمد عبد المطلب وكارم محمود وغيرهم ، وقد أجاب فريد ضمنا عن ظاهرة تقليد محمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وأرجعها لسهولة اللون الغنائي المؤدى ( إستمع إلى المرفق الصوتي ) .
على أننا يمكن أن نعرف في هذا الركن زمان يا فريد ببعض تلاميذة فريد الأطرش في الأداء مفندين مقولة أنه لم يكن له تلاميذ أنظروا مثلا أحمد فؤاد مطرب وممثل مصري ظهر في الخمسينات ولم يصب كبير شهرة ، هذا الفنان كان أحد تلاميذ مدرسة فريد في الأداء ، فقد قدمه الموسيقار محمد فوزي في فيلم كل دقة في قلبي سنة 1959، وبلغ من عبقرية محمد فوزي أنه أدرك الشبه بين صوته وصوت وأداء فريد الأطرش فجعل اللحن الذي قدمه له في الفيلم إيه جرالك إيه من كلمات محمد حلاوة مستوحى من أجواء ألحان فريد الأطرش خصوصا لحن حبيتو ولكن ما بقولشي ، بهذه المساهمة نكون مرة أخرى قد رددنا في منتدى سماعي على بعض الأحكام الظالمة التي ألصقت بالمطرب والموسيقار فريد الأطرش .