عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 05/12/2010, 01h57
الصورة الرمزية أبوإلياس
أبوإلياس أبوإلياس غير متصل  
مشرف منتدى فريد الأطرش
رقم العضوية:165965
 
تاريخ التسجيل: février 2008
الجنسية: مغربية
الإقامة: المغرب
المشاركات: 2,064
افتراضي رد: التحليل الموسيقي لأعمال فريد الأطرش

الربيــع
لحن وغناء فريد الأطرش
كلمات مأمون الشناوى
مقام كورد
فيلم عفريتة هانم
1949

تحليل موسيقى: الدكتور.أسامة عفيفى
مدونة كلاسيكيات الموسيقى العربية


أغنية الربيع من أجمل ما قدم فريد الأطرش وأكثرها نجاحا وهى من أغنيات فريد الطويلة ، وبلغ من شعبيتها أنها أصبحت عند الجمهور علامة من علامات مقدم الربيع! وهى تذاع كل ربيع فعلا فى معظم الإذاعات العربية

اللحن والمقامات

بينما ساهم إيقاع المذهب الثلاثى "فالس" فى إضفاء الجو الرومانسى على لحن الربيع على مقام الكورد الرقيق ، أعد فريد للمستمع مفاجأة طربية قوية فى الكوبليه الأول بعد تسلسل منطقى من المقام الرئيسى "كورد" إلى "البباتى" إلى العجم ثم تحويل النغم فى مفاجأة تامة إلى مقام الصبا الحزين ، فمفتاح التحويل يجىء من حيث لا يتوقع السامع فقد دخل إليه من جنس نغمى غير معتاد وهو جنس "حجاز الكردان" الذى يقع أعلى مقام الصبا قبل أن يدخل فى أساس مقام الصبا ، ويرحل ذلك إلى جملة الختام "أنا وهو مافيش غيرنا" لتستقر الجملة على أساس المقام المشترك بين الصبا والكورد وهو درجة "الدوكاه" أو "رى" لبستطيع بعدها العودة مباشرة إلى لحن المذهب ، وكل ذلك فى إطار توقيعى غاية فى الطرب وفى تصاعد متأنى يجعل المستمع يطرب أكثر وأكثر كلما بدأت جملة جديدة
يلاحظ أنه رغم سيادة مقام الكورد على الموسيقى فإن الغناء سواء غناء فريد أو الكورس للمذهب على نفس تفاعيل الجملة يأتى على مقام البياتى الذى يفرق عن الكورد فى ربع درجة فقط فى كل السلم لكنه أقرب إلى الطرب والنغم الشعبى من الكورد

التقاسيم
كذلك يفعل فريد فى تقاسيم المقدمة على العود ، فبعد اللازمة الموسيقية الرومانسية من مقام الكورد يبدأ التقسيم على مقام البياتى وهو مقام تتعدد اشتقاقاته الشرقية بحيث تعطى العازف مجالا أوسع للارتجال فى مقامات متنوعة ويستطيع أن يصول ويجول بسهولة أكثر بين المقامات والعودة إلى الأساس بسرعة
من المتعارف عليه أن فن التقاسيم فن مرتجل أى وليد اللحظة من الفنان بدليل أن التقاسيم لا تكتب ولا تقرأ ولا تسجل ، لكن اختلف الحال مع فريد ، فكان يعيد تقاسيمه فى التمهيد لأغنية معينة فى كل مرة يؤدى فيها الأغنية ، بالتالى حفظ الجمهور التقاسيم وأصبحت تسمى باسم الأغنية ، فهناك تقاسيم الربيع ، وتقاسيم أول همسة وهكذا .. وهذه فى الواقع سابقة فى تاريخ التقاسيم الشرقية كسر بها فريد قاعدة الارتجال
عن المؤلف
يروى أن مؤلف الأغنية الشاعر مأمون الشناوى عرضها على أم كلثوم قبل فريد ولم تقبلها فكان ذلك من حظ فريد إذ أنها أصبحت من أشهر أغانيه!
يلاحظ أن الأغنية تحدثت عن فصول الفصول الأربعة بترتيب قدومها واقتران كل فصل بالحالة النفسية للشاعر، صورة بديعة حقا .. أين منها أغانى اليوم؟
ربما ليس صدفة أن أن تكون أكثر ألحان فريد نجاحا وهى "الربيع" ، "أول همسة" ، "حبيب العمر" و "بانادى عليك" من كلمات نفس المؤلف مأمون الشناوى

رد مع اقتباس