عرض مشاركة واحدة
  #146  
قديم 18/06/2010, 20h40
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء


السلام عليكم




أول مذيعة وأقدم منفية عراقية


المحامية فيكتوريا نعمان







نخلة من نخيل العراق هوت



توفيت مؤخرا في مدينة طرابلس بلبنان المربية والمحامية والمذيعة والمناضلة الشيوعية فيكتوريا نعمان ، عن عمر يناهز الثمانين عاما



المربية والمحامية فيكتوريا نعمان غادرت العراق قبل 54 عاما بعد ان كانت قيد الاحتجاز، وسحبت منها جنسيتها العراقية حيث اقترنت بالطبيب اللبناني قصدي الشهال، احد رفاقها في النضال، وانتقلت للعيش في طرابلس وعملت في التدريس وكانت ناظرة لاول مدرسة ثانوية رسمية للبنات هناك، حتى تقاعدها عام عام 1987




ولدت فكتوريا نعمان في البصرة ثم انتقلت الى بغداد لدخول المدرسة الثانوية. وفي عام 1941 دخلت كلية الحقوق وكانت مع زميلتيها سمية الزهاوي ونزيهة فرج الطالبات الثلاث الوحيدات في الدفعة من مجموع مئتي طالب.



وحدث ان استمع اليها مدير اذاعة بغداد حينها ، حسين الرحال، تلقي كلمة في حفل بالكلية، فأعجب بالقائها ودعاها للعمل في قسم الاخبار . وبهذا اصبحت اول مذيعة عراقية عام 1943، وصل صوتها الى المستمعين مرتين كل يوم، في نشرتي الرابعة عصرا والثامنة مساء عبر امواج الاذاعة العراقية



. نشطت فيكتوريا نعمان في العمل الاجتماعي والثقافي


كانت صبية في البصرة، واسست فرعا نسائيا لجمعية بيوت الامة وهي دون الخامسة عشرة، وكان شعار الجمعية: مكافحة الفقر والجهل والمرض .



كما نشرت مقالات ادبية في جريدة «الناس» البصرية. ودفعها احساسها بالبؤس الذي يعيشه الفلاحون الى التعاطف مع الحركة اليسارية . وانتمت الى الحزب الشيوعي العراقي وهي طالبة في الحقوق، وشاركت في تأسيس رابطة المرأة العراقية




بعد تخرجها أنتمت الى نقابة المحامين، وشاركت في وفد المحامين العراقيين الذي سافر الى دمشق عام 1945 لحضور مؤتمر المحامين العرب، وكانت المحامية الوحيدة بين الوفود الرجالية.



ولاحظت فيكتوريا نعمان ان الحركة الوطنية في الشام مزدهرة، وان الحزب الشيوعي كان يمارس نشاطه بشكل علني، فبقيت هناك وعملت في تدريس الادب العربي واللغة الانجليزية وواصلت نشاطها السياسي.



لكن مسيرتها تعثرت بعد اعتقالها مع رفاقها اثر اعتراف الاتحاد السوفياتي بقرار تقسيم فلسطين . واعلنت فكتوريا الاضراب عن الطعام في سجن القلعة في دمشق، ولما اطلق سراحها عادت الى بغداد لتفاجأ بان السلطات تعتقلها ايضا وتودعها سجن النساء مع شيوعيات اخريات .



وفي السجن جرى عقد قرانها برفيقها الدكتور الشهال الذي


طلب لها الجنسية اللبنانية في محاولة لتخليصها من العقوبة التي كانت في انتظارها


وسحبت جنسيتها العراقية واعطيت جواز عبور الى الشام، فلبنان حيث عاشت وانجبت ابنتيها الكاتبة نهلة والمخرجة السينمائية رندة، وابنها الوحيد تميم




وفي الثمانينات من القرن الماضي تلقت فكتوريا نعمان دعوة لزيارة وطنها الام، نقلتها اليها السيدة ليلى زوجة الدكتور عبد المجيد الرافعي، وكانت هناك اشارة الى رغبة في احتساب سنوات خدمتها منذ تاريخ تسجيلها في نقابة المحامين. لكنها اعتذرت عن عدم قبول الدعوة .




وقالت فكتوريا نعمان، اثناء زيارة لها الى باريس لرؤية ابنتيها، انها لم تكن سعيدة ابدا خارج وطنها، واضافت انها لم تنس وطنها العراق ولا البصرة ولا بغداد طيلة سنوات الغربة، واوصت بأن تدفن هناك بعد وفاتها وحتى هذه الوصية لم تنفذ ودفنت في طرابلس لبنان بدلا من البصرة .



رحم الله فيكتوريا نعمان وكل المبدعين العراقيين ...



تحياتي


قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg فكتوريا نعمان.jpg‏ (18.9 كيلوبايت, المشاهدات 194)
رد مع اقتباس