[elazf]

عم بكري والحورية

احكي لكم قصة حقيقة يعرفها الكثير من أهل مدينة رأس غارب بالبحر الأحمر بطلها رجل من رأس غارب من قبيلة الأشراف وكان يعمل بالشركة العامة للبترول ، أسمه بكري الديب – رحمه الله – كان يعشق السمسمية ويحب العزف عليها وخاصة لما ينفرد بها ويحكي لها عن اشجانه وفي أحد المرات خرج بها إلى شط البحر فى وقت العصاري وأبحر بها فى بحور الألحان وأنسجم أخر أنسجام .

لم يشعر عم بكري بمرور الوقت فقد أصبح الوقت عشاء وهو ما يدري ، كان يداعب الأوتار ويغني فسمعته حورية البحر وأتت مسرعه تلبي نداء الأوتار وتنجذب لحالة الشجن التي خلقها عم بكري بعزفه وفى سكون الليل جلست الحورية بجانب عم بكري وهو لا يشعر بها وقد ملك شغاف قلبها بستة أوتار تصدر أجمل ألحان .
فجأة توقف عم بكري عن العزف وانتبه إلى أن الوقت تأخر جدا وتلفت حوله أستعداداً لمغادرة المكان وفوجئت الحورية بتوقف بكري الديب عن العزف وشعرت بإنقباض فى قلبها وكأنه قطع عنها شريان الحياه فمدت يدها تستنجد به ليستمر فى عزفه ، مدت يدها وقصدها أن تربت على كتفه ليجلس ويعزف مرة أخري .
أحس عم بكري بخبطه شديده على كتفه ففزع وأصابه الذعر فنظر خلفه وهو مرعوب ولكن ليس هناك من أحد ، تملكه الخوف واخذ يجري مسرعاً ، ولم يلتقط أنفاسه إلا وهو بداخل منزله ، لم يتحدث مع أحد سواء زوجته أو أولاده وذلك من فرط خوفه وشدة فزعه وقصد سريره ونام ليلته وهو يرتجف .
استيقظ عم بكري وهو يشعر بألم شديد فى كتفه ولم يستطع تحريكه فطلب من زوجته أن تأتي له ببعض الزيت لتدليك كتفه وكشف عن كتفه ففزعت زوجته وهي تهم بتدليكه حيث أنها وجدت علامة خمس أصابع تظهر بوضوح على كتف زوجها ويكسوها شعر كثيف .
ظل عم بكري لمدة طويلة يعاني من أثار تلك الخبطه ، وقد توقف عن العزف ومداعبة آلته العزيزه .. وقد أخفي عم بكري الأمر بعض الوقت ثم كان يتندر به ويحكيه للناس ويريهم أثار الأصابع المكسو بالشعر على كتفه .

سألوا وقالوا اسمك ايه انا قلت بكري
قالوا بتكري جمالك انا قلت لهم بكري
وحياة النبي اللي راح له الجمل مكري
عاشرت لي ناس مكرهم زاد على مكري

عمرو الراوي