كانت هذه المعزوفة...السيمفونية...الملحمة هي من أجمل وصلات عازف العود صاحب الأصابع الذهبية نصير شمة في حفلة معهد العالم العربي ليوم السبت 10 أبريل .2010
ينقلنا نصير شمة من خلال هذه المعزوفة إلى عالم آخر...الى عالمنا، الى قلب الحدث : فلسطين. وبتتابع متناسق لسلسلة من الأنغام تدخلك أوتار الفنان أولاً إلى بوابة الألم و الحزن فتنتابك نوبة من الحزن ثم رغبة في البكاء، ثم تفاجأ بعد ذلك بتغيير تدريجي متجانس في نغمة الأوتار فتتوقف عن الرغبة في البكاء. أوتار عود نصير تقول لك: لم البكاء؟ . وتدخل أوتاره القلب من بوابة أُخرى اسمها الأمل و بصيص النور. هل البكاء أعاد في يوم من الأيام شيئاً ؟. و الأمل شئ جميل و نعيشه منذ سنين طوال فهل أعاد لنا شيئاً مفقوداً اسمه الوطن ؟... وبعد أن تبتعد عنك رغبة البكاء و قبل أن تتوغل في عالم الخيال ..عالم الأمل والتفاؤل المفرط ، تنقلك أوتار نصير إلى مرحلة الصدق و عالم الواقع وتصرخ فيك تلك الأنغام قائلةً : قف شامخاً شموخ الأوتار.
لا تشعر هذه المرة أن الأوتار تبكي أو تتهاوى أو تضرب على نغمة الأمل فقط بل تتجاوز ذلك لتضرب على نغمة الغضب والانتفاض. أوتار نصير شمة تنتفض و تثور وتدفعك إلى أرض الإسراء و تذكرك بالديار و الجدار و كُسَرْ الحجار. تتحول أوتار عود نصير شمة إلى ثورة عارمة تجتاح النحيب والأمل الكاذب ..تتحول إلى أوتار الحجارة و الانتفاضة.
هذي هي خلاصة المعزوفة و هذا هو تفسيري و تحليلي المبسط لها .