أحيا الموسيقار نصير شمة حفلتين ساهرتين في معهد العالم العربي وذلك في مسائي الجمعة والسبت المصادفين في 9 و 10أبريل 2010. حضرت حفلة السبت ولحسن الحظ تمكنت من الحصول على بطاقة في نفس اليوم . لم اكن اتوقع ان تكون المقاعد جميعا محجوزة عدا بضعة أماكن لا تعد على الأصابع. كان مكاني في أقصى اليمين من الصف الأول و تشاء الصدفة أن يبقى مقعداً شاغراً في وسط الصف الأمامي فجلست فيه لأجد نفسي أمام الفنان مباشرة مما أتاح لي أن أرى عن قرب حركة أصابع نصير الذهبية التي يصعب على العين ملاحقتها بسبب سرعتها المدهشة في لمس أوتار العود، وأتاح لي أيضاً أن اتابع تقاسيم وجه الفنان أثناء العزف و التي تتسم بالجدية البالغة و الصرامة و الإندماج الكلي مع المقطوعة التي يعزفها و هي تختلف كلياً عن تقاسيم وجه نصير العادي و الباسم عندما يقدم لوصلاته بصوته الرقيق . واتاح لي أن أرى عن قرب حركات جسمه : رأسه وكتفه و قدميه أثناء العزف. كان معظم الجمهور من العرب ( ثلثي الحضور تقريباً) و البقية من الأجانب عشاق الموسيقى.
بدأت الحفلة الساعة الثامنة و النصف مساءً و أنتهت في العاشرة و عشرين دقيقة ، أي ما يقارب الساعتين. تسجيل الحفلة لم يصدر بعد كي أقتنيه. بدأت الحفلة بثلاثة و صلات لعزف منفرد كان أحدها بعنوان "وجد" . بعدها قدم لنا نصيرشمة طفلاً من قطراسمه أحمد عمره 9 سنوات على أنه نابغة وكان بالفعل نابغة اذ عزف و بمفرده على القانون مقطوعة صعبة العزف حسب قول الأستاذ نصير وقد أجاد الطفل في عزفها. وبقي الطفل في مكانه للاشتراك في الوصلات اللاحقة وأنظم إليهما الفريق الموسيقي المصاحب للفنان وهم عازف قانون ثاني وثلاثة عازفين أخريين على العود و هم من مختلف الأقطارالعربية : من مصر، العراق ، فلسطين، الأمارات ونسيت جنسية السادس. قدموا معزوفة "أرض الإسراء " و هي سيمفونية رائعة جداً سحرتني و سحرت الجمهور، ثم معزوفة "كانت الأندلس". عزف الفنان بعد ذلك مقطوعته الشهيرة "فرس" و مقطوعة "على جناح الأندلس". وفي النهاية تحدث الموسيقار عن معهد العالم العربي وضرورة المحافظة على بقائه مبدياً خشيته من تهميش المعهد و إهماله بسبب الخلافات العربية.
واختتم نصير شمة السهرة برائعته التي أبكت بعض الحاضرين: "بغداد الأمس و اليوم و المستقبل" كان مقطعها الأخير نشيد موطني ثم فوق النخل سبق وأن اشرت إليها البارحة في صفحة النشيد الوطني.