عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 30/01/2017, 14h26
caesar waleed caesar waleed غير متصل  
عضو سماعي
رقم العضوية:778295
 
تاريخ التسجيل: janvier 2017
الجنسية: سودانية
الإقامة: ليبيا
المشاركات: 19
افتراضي رد: حقيبة الفن السودانية

و من هنا أقول إن نقل الأغنية من الحقيبة إلي الحديث عمل علي تطوير الأغنية مع الاحتفاظ بجانب مضمونها. و يظهر ذلك جليا في الجيل المتمثل في أحمد المصطفي ، الكاشف ، أبو داود، الشفيع، حسن عطية و عائشة الفلاتية".

و يقول إبراهيم احمد عبد الكريم في مقاله "تراثنا غير قابل للتحنيط" (جريدة سنابل- العدد 4- 10/6/96) :" لم يفرض أحد أغاني الحقيبة علي جهابذة الغناء الحديث و لكن جميع الذين أحدثوا النقلة إلي الغناء الحديث أمثال إبراهيم الكاشف و حسن عطية و احمد المصطفي و عثمان حسين و عثمان الشفيع و عبد العزيز محمد داود، تغنوا بأغاني الحقيبة و كبار الفنانين الذين جاءوا بعدهم أمثال عبد الكريم الكابلي و محمد وردي و محمد الأمين لم ينصرفوا عن أغاني الحقيبة. و حتى فرق الشباب المنتشرة في الأحياء تعتمد إلي حدود متفاوتة علي أغاني الحقيبة لا لشيء إلا لأنها تجد القبول عند المستمع السوداني و يستقبلها بارتياح تام". )

و يؤيد ذلك الدكتور الفاتح الطاهر بقوله إن أغاني الحقيبة جعلت من المواطن السوداني يشعر باتصاله مع تاريخ وطنه و مجتمعه و أن يشعر بالاعتزاز بثراء الإرث الثقافي للشعب السوداني.

أما الاستاذ عبد الحليم أبو قصيصة فيرجع أسباب الخلود إلى جودة و تكامل العمل الفني فيقول: "أنا لم أعاصر خليل فرح، لم أعاصر الكاشف، وليس لدي فكرة كافية عن تفاصيل حياتهم، أو حتى ملامح شخصياتهم، ولكنهم بداخلي في موقع القلب بسبب فنهم الذي تركوه لنا والذي ما فتئ يدهشنا، ومازال في الواجهة ليس فقط لأننا أمة مجترة فنيا، ولكن لأنه يمتلك مقومات البقاء، ولا أشك في أنهم سيعيشون في وجدان الجيل القادم والأجيال التي تليه لذات السبب؛ فنهم، إنه جودة وتكامل الأعمال التي قدموها، ووضوح وسطوع مشاريعهم الفنية ومقدرتها على الخلود، وهنا تبدو المفارقة، فالكثيرين ممن عاصرتهم (لا داعي لذكرهم)، ومنهم من لم يكن سيئا على المستوى الإنساني ولم يكن عابثا على المستوى الفني، لم ينجحوا – رغم ميزة المعاصرة - في خلق أي وجود بداخلي فنيا، ولن ينجحوا في ذلك، حتى الأحياء منهم، لأن مشروعهم الفني افتقر ويفتقر إلى الرؤية أو التجويد أو كلاهما."
رد مع اقتباس