عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14/11/2009, 23h37
سيجمون
Guest
رقم العضوية:
 
المشاركات: n/a
افتراضي أحمد عُـبيد قعطبي



ولد الشيخ احمد عبيد قعطبي بمدينة عدن من اسرة فنية وتلقى اصول الغناء من والده الحاج عبيد علي بلابل الذي حفظ الغناء من الشيخ محمد ظافر كما قال الشاعر الاديب علي بن علي صبره . والشيخ ظافر من مطربي صنعاء الذي تعلم علي يديه ايضا الشاعر المغني احمد عبدالله السالمي وقد مكث الشيخ محمد ظافر في ( قعطبه ) فترة ليست بالقصيرة هربا من سوء احوال الغناء في صنعاء قبل ذهابه الى الحبشة وخلال فترة بقائه في ( قعطبه ) اخذ منه الحاج عبيد بلابل ما اخذ من اساليب الغناء اليمني وحفظ من القصائد ماحفظ . وقد روى عبدالله عبيد قعطبي للشاعر الشعبي احمد بومهدي الذيكان رفيق شقيقه احمد عبيد في الاحتراف الغنائي كعازف على الدف ان اخاه احمد عبيد كان اميا وقد حاول ابوه في صغره أن يدخله ( الكتّاب ) لتعلم القراءة والكتابة ولكنه لم يفلح بسبب قسوة ( الفقيه ) واستمر الحاج عبيد يحاول ويحاول مع ابنه ومع ( الفقيه ) ولكن دون جدوى وقد لاحظ الحاج عبيد على ولده اهتمامه البالغ في الغناء وكان سنه آنذاك قد جاوز الثانية عشرة واستقر رأي الوالد على تعليم ولده احمد العزف على العود وفي فترة قصيرة تمكن من العزف وبرع فيه وشيئا فشيئا تمكن ايضا من حفظ الألحان القديمة والقصائد ويقول الشاعر ابو مهدي ان بداية خروج المطرب احمد عبيد قعطبي الى الناس كان عازفا على العود للمطربين احمد عوض الجراش وعوض عبدالله المسلمي .

والجدير بالتسجيل هنا ان المطرب احمد عبيد قعطبي عند ظهوره على المسرح الغنائي كمطرب محترف لفت انتباه الناس جميعا وتقدم على اقرانه من معاصريه في الحفلات الكبيرة ( المخادر ) كان صوته واضحا وجميلا وعزفه وأداؤه في منتهى الاتقان والاجادة والمطرب احمد عبيد القعطبي في كل ذلك كان متأثرا بالشيخ صالح العنتري وان مايميز القعطبي انه كان منظما في ايقاعاته لوجود الانسجام التام بينه وبين شقيقيه عبدالله وعبدالكريم وكان صوته قويا واكثر صفاء وكان الى جانب ذلك اكثر اجادة وتنظيم من اسلافه كالعنتري و يوسف عبدالغني و حامد عوض القاضي وكذلك على معاصريه في الألحان الهندية حيث كان مواكبا لأغاني الافلام الهندية الرائجة والمعروضة بصورة مكثفة في دور السينما وقتئذ وكان يقدمها للناس في حينها على قصائد عربية جميلة فتلقى رواجا واعجابا .

الامر الذي جعله يتمتع بشعبية كبيرة من كافة الفئات في عدن وكان الناس اذا سمعوا بوجوده في ( مبرز ) او حفلة زواج هرعوا مبكرين ليكونوا على مقربة منه .
وفي رواية من شقيقه عبدالله للشاعر ابو مهدي ( مجلة الفنون ) ان الشاعر الاستاذ عبد المجيد الأصنج الذي لم يطبع له ديوان . كتب الاصنج قصيدة اعجاب بفنه وقدمها له في احدى حفلات الزواج في مدينة الشيخ عثمان جاء فيها

لقد سمعنا كما اردتم ** فهل سكرتم كما سكرنا
وما ملكنا كما ملكتم ** يا ابلغ المطربين لحنا
رفقا بقلبي اذا قرعتم ** على ( الرخيم ) الذي الفنا
لأن لي فيه لو علمتم ** وحيا يزيد الأديب ذهنا


ويعتبر القعطبي واحدا من المطربين الذين غطت شهرتهم الساحة اليمنية وأجزاء من الجزيرة العربية وتشهد له صنعاء كلها باجادته للغناء اليمني القديم وقد سجل القعطبي لشركة اسطوانات ( طه فون ) وكان توزيع هذه التسجيلات خياليا ولكن صاحبنا خرج منها ( طفيري وعليه اسم الله ) على رأي المثل الشعبي من الصفقة التي درّت على صاحب الشركة ارباحا طائلة .

ومطرب كأحمد عبيد قعطبي بما فصلناه من صفات غنائية وشهرة اضافة الى وسامته وشبابه واناقته لابد ان يتعرض لاغراءات تجره الى مواقع كان يجب ان يحذر عاقبتها ولكنه للأسف لم يحذر بل غرق حتى النخاع وتعرض بعد ذلك لأمراض عديدة افقدته القدرة على مواصلة الغناء الى ان ظهرت الاذاعة في عدن عام 1954م فسجل لها مجموعة من الاغاني سبق تسجيلها على الاسطوانات وهو في حالة مرضية وفي هذه التسجيلات يلاحظ العارف اهتزاز في صوته وعزفه .
وبعدها اشتد عليه المرض واقعده في منزله سنين طويلة الى ان توفي شابا في عام 1969م .

المصدر: كتاب الغناء اليمني القديم ومشاهيره لمؤلفه الفنّان الأستاذ محمد مرشد ناجي



الصور المرفقة
نوع الملف: jpg qatabi.jpg‏ (73.3 كيلوبايت, المشاهدات 339)
رد مع اقتباس