الموضوع
:
متى ستعرف كم اهواك ؟
عرض مشاركة واحدة
#
17
31/03/2008, 17h47
أحمد شوبكى
مواطن من سماعي
رقم العضوية:142265
تاريخ التسجيل: janvier 2008
الجنسية: مصرية
الإقامة: الإمارات
العمر: 48
المشاركات: 113
رد: متى ستعرف كم اهواك ؟
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سمعجى
أختي العزيزة هالة
تلك القصيدة بالذات ، تمثل لي حالة خاصة ..و كنت أحب إلقاءَها في بعض الندوات العامة ( القصيدة الأصلية ) ، لأنها مُغرية بالأداء الصوتي ..
لقد غرقتُ ( مثل المهتمين بالشِعر من جيلي ) في بحر نزار ، و تتبعتُ كل دواوينه ، و فيها تلك القصيدة ( الأصلية ) التي تفضل بها الأستاذ أبو حسام ، و التى غنتها نجاة بألحان المبدع محمد عبد الوهاب ..
القصيدة تتميز بمشاهدِ ( كونية ) تتبنى تطويع الطبيعة و إخضاع تجلياتها للتعبير عن الشعور الجارف بالعشقِ لهذا ( الرجل )المعشوق الخرافي ، الذي ترتهنُ حبيبته بإشارةٍ منه ، لكى تسكبَ البحرَ في مدى عينيه ، و المعنى البلاغي هنا ، أن عيني الحبيب ، هى مدىً أوسعُ من البحر ، و عُمقاً لا قرار له ، يحتمل انسكابَ بحرٍ ، و ربما لو طاوعَهُ البحر ( البحر الشِعري ) لكان محيطاً !
أما الشمس التي ( لو رغبها الحبيب ) فسترميها في كفيه ، فهو مشهدٌ ( كوني ) يتمطىَ فيه الخيال كما شاء ، و يستدعي تراثاً مستقراً في الوجدان العربي ، عن الشمس أو القمر الذي يوضع في الكفِ ، كناية على السلطة و السطوة و امتلاك ما لا يقدر عليه بشراً ..
نزار قباني ، يعتصرُ الخيال حتى آخرَ قطرةٍ في مداه ، يجرؤ على اقتحام التراث ، و إعادة تشكيله في مشاهدَ يلهثُ وراءها خيال المتلقي ..
الحبيبة هنا ، تخاطب حبيبها خطاباً متطرفاً في العشق ، تقول له اطلب المستحيل ، المُعجِز ، و سوف أحققه لك ، لأثبت جنوني بك ، و ولهي بعشقِك ، أنت ، يا من تجهل كم أحبك !
إني على استعدادٍ ( لبيع الدنيا ) من أجلِك ، و بيع الدنيا هنا ، يحيلنا إلى مقولةٍ رائجةٍ ، تتداولها الألسن للتعبير عن التضحية بكل و أى شييء من أجل مَن نحبهم
نزار ، يرنو إلينا من قمة الكون ، و يسكب بحراً هنا ، و يرمي شمساً هناك ،
و يبيع دنيا هُنا ، و يتحدىَ مُدُناً هناك .. فيأخذنا معه إلى ( أعلى ) ، لنحلقَ في عالمه الذي يفتحُ أفقاً مألوفاً و مدهشاً في آن ..
ثم يأخذنا إلى تفاصيل جديدة ، تتفاعلُ مع مفرداتِ الطبيعة ، بصورٍ خلاقةٍ و مُبدعة :
الكتابة فوق الغيم ، الحكىّ للعصافير و الأشجار ، النقش فوق الماء ، السقىّ للعناقيد و الأقداح .. إنه هنا يقوم بمقام (
الفاعل للفاعل
) ، فالأقداح التي تسقي ، هو الذي يسقيها ، و العصافير و الأشجار التي تحكي ( إستعارة صوتى الأشجار و العصافير التي توحي بالكلام فالحَكىّ ) ، هو الذي يحكيها ، أما الكتابة على الماء ، و النقش على الغيم ، فهو القيام حتى بالأفعال اليائسة المضاعة التي تزول ، لأجل هذا الحب الأسطوري !
و نلاحظ الإصرار على المعنى، بتكرار (
أنا أحبك
) أربع مراتٍ في بداية الأبيات ( صدر البيت ) ، ليصعد بنا صعودا إنفعالياً إيقاعياً ، يحبسنا تماماً في حالة وجدانية ٍآسرةٍ و ساحرة و سنتمنتالية ..
تلك البـِنية التصعيدية ، يفعلها نزار في قصائد كثيرة .. فلديه تلك الحاسة النفسية و الصوتية الرهيفة ، التي تعرف مفاتيحَ الإنفعال عند المتلقي ..
أما البـِنية ُ الموسيقية للقصيدة ( البحر الشِعري ) ، فهي تتناسب تماما مع المضمون ( الكوني ) للمشاهد ، فالقصيدة على بحر (
البسيط
) ، و هذا البحر المُرَكب ، له تأثيرٌ ساحرٌ على الأذن ، و سُلطة ٌ طاغية ٌ على النفس ..
هذا البحر تفعيلاته :
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
في الشطرة الواحدة ..
و بتبسيطٍ أتمنى ألا يكونَ مُخِلاً ، فإيقاعُ تفعيلات هذا البحر ، تشبه موجة البحرِ ، الأولى : المتوسطة الإرتفاع (
مستفعلن
) ، ثم الثانية :المرتفعة (
فاعِلن
) ، ثم الثالثة : المتوسطة الإرتفاع (
مستفعلن
) ، ثم الرابعة : الهادئة ُ كالتي تتكسرُ على الشاطيء (
فعلن
) .. فالإنفعالات التي يحدثها هذا البحر ،
تتناسب مع المضمون الذي تفرزه القصيدة
..
و الإيقاع الموسيقي للبحر الشِعري ، له تأثيرٌ وجدانيٌ عميق على المتلقي ، حتى لو لم يكن يفقه شيئاً في موسيقى الشِعر ، و نزار يتعامل مع بحور الشِعر ، باعتبارها غلاف ( حريري ) يَرفُ على المعني ، و تكون بمثابة خلفيةٍ ، تتمم مشهد الإبهار !
و دعوني أتوقف عند هذا المشهدِ الكوني ، الذي
قيَّدَ فيه نزار الأوابد
!
إرجع إلىَّ فإنَ الأرضَ واقفة ٌ ...... كأنما الأرضُ فرَّت من ثوانيها
قفوا هنا ، و تأملوا .. نعرفُ أن الإيقاع ، هو حركة ٌ في الزمن ، و الكرة الأرضية تدور ( حركة ) ، في ميقاتٍ دقيقٍ و معلوم ( زمن )
و فرارُ الأرض من ثوانيها ، يعني توقفها ..
و المعنى : إن الحياة تتوقف ، تنتفي ، أى أن الأشياء تفقد قيمتها و تموت ، في حالة عدم رجوع الحبيب ..
و نلاحظ تكرار فعل الأمر (
إرجع
) في ثلاثة أبيات ، ليفعل بنا فِعلته الوجدانية السابقة في (
أنا أحبَكَ
) ..
القصيدة تحتمل الرؤية من عدة زوايا بنيوية ، و ما كتبته ، مجردَ مرورٍ
عابرٍ على عالم نزار المتخم بالدهشة و الجمال .. فقد حباهُ الله بخيالٍ ،
إقتاتَ منه القراء و الشعراء و العشاق بطول الوطنِ و عرضه !
مع تحياتي
عمنا وشاعرنا الكبير / الأستاذ كمال عبد الرحمن ( سمعجى )
إيه يا عم الجمال ده ؟ دا إنت حللت القصيدة بكلام عايز حد يحلله ،،، بسم الله ما شاء الله عليك يا أستاذ ،،،والله يا أستاذنا المفروض بقى زى ما عملنا (
دعوة موسيقية على أغنية
) نعمل (
دعوة لتذوق الشعر عبر قصيدة
) بالبلدى كدة (
دعوة للإرتقاء بالذوق والإحساس والعودة إلى الرومانسية الحالمة التى افتقدنها فى هذا العصر
)،،، المفروض تعمل زى صاحبك وحبيبك
موسيقار المنتدى عمنا محمد الآلاتى
،،، ونسميها (
تحليلات سمعجى الشعرية
) ،،، بجد بجد : ربنا يبارك لنا فيك يا شاعر
__________________
**
هنا فى سماعى وجدت
من أحب
و
ما أحب
و
ما سأحب
**
((( ولكم منى كل الحب )))
*/*/*
أحمـــد الشـــوبكـى
*/*/*
أحمد شوبكى
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كافة المشاركات المكتوبة بواسطة أحمد شوبكى