عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01/11/2009, 17h21
MOHAMED ALY MOHAMED ALY غير متصل  
قـناديلى ـ رحمة الله عليه
رقم العضوية:700
 
تاريخ التسجيل: mars 2006
الجنسية: مصرية
الإقامة: مصر
العمر: 69
المشاركات: 839
افتراضي رد: الى عرفات الله - أحمد شوقى - رياض السنباطى - أم كلثوم

و قد سبق فى مقام أخر أن نبه أستاذنا الفاضل الدكتور / محمد جبر .. الى أن القصيدة المنشورة فى ديوان شوقى تجنبت ذكر بعض أبيات القصيدة الأصلية و التى تشير الى أن أحمد شوقى قد قال القصيدة بأكملها في مناسبة سفر الخديوي لأداء فريضة الحج ، ومن بين أبيات القصيدة ما يوضح هذا :

إِذا زُرتَ يا مَولايَ قَبرَ مُحَمَّدٍ ؤ** وَقَبَّلتَ مَثوى الأَعظُمِ العَطِراتِ
ولكن الطبعات التي صدرت بعد انقضاء الأسرة العلوية تجنبت الإشارة إلى هذا الأمر ، آمل أن يوثق هذه المسألة أحد مَن لديهم طبعة ما قبل الخمسينيات من القرن الماضي .

و هذا نص ما سبق أن نبه اليه استاذنا الدكتور / محمد جبر :

إلى عرفات الله
أحمد شوقي
إِلى عَرَفـاتِ اللهِ يـا ابنَ محمـدٍ * عَلَيكَ سَـلامُ اللهِ في عَرَفـاتِ
وَيَومَ تُوَلىِّ وِجهَةَ البَيتِ نـاضِرًا * وَسِيمَ مجَالِ البِشرِ وَالقَسَماتِ
عَلى كُلِّ أُفْقٍ بِالحِجازِ مَلائِكٌ * تَزُفُّ تَحـايـا اللهِ وَالبَرَكاتِ
إِذا حُدِيَت عِيسُ المُلوكِ فَإِنَّهُم * لِعيسِكَ في البَيداءِ خَيرُ حُداةِ
لَدَى البابِ جِبريلُ الأَمينُ بِراحِهِ * رَسـائِلُ رَحْمانِيَّـةُ النَفَحاتِ (5)
وَفي الكَعبَةِ الغَرّاءِ رُكنٌ مُرَحِّبٌ * بِكَعبَـةِ قُصّــادٍ وَرُكنِ عُفــاةِ
وَمـا سَكَبَ الْميزابُ مـاءً وَإِنَّما * أَفاضَ عَلَيكَ الأَجرَ وَالرَحَماتِ
وَزَمزَمُ تَجري بَينَ عَينَيـكَ أَعيُنـًا * مِنَ الكَوثرِ الْمَعسولِ مُنفَجِراتِ
وَيَرمونَ إِبليسَ الرَجيمَ فَيَصطَلي * وَشـانيكَ نيرانـًا مِنَ الْجَمَراتِ
يُحَيّيــكَ طَــهَ في مَضــاجِعِ طُهــرِهِ * وَيَعلَمُ ما عالَجْتَ مِن عَقَباتِ (10)
وَيُثني عَلَيكَ الراشِدونَ بِصالِحٍ * وَرُبَّ ثـَنـاءٍ مِن لِسانِ رُفـاتِ
لَكَ الدينُ يا رَبَّ الحَجيجِ جَمَعتَهُم * لِبَيتٍ طَهورِ السـاحِ وَالعَرَصـاتِ
أَرى الناسَ أَصنافًا وَمِن كُلِّ بُقعَةٍ * إِلَيـكَ انتَهَوْا مِن غُربَةٍ وَشَتـاتِ
تَساوَوْا فَلا الأَنسابُ فيها تَفاوُتٌ * لَدَيْكَ ، وَلا الأَقـدارُ مُختَلِفـاتِ
عَنَتْ لَكَ في التُرْبِ الْمُُقَـدَّسِ جَبْهَـةٌ * يَدينُ لَها العاتي مِنَ الْجَبَهاتِ (15)
مُنَوَّرَةٌ كَالبَـدرِ ، شَمّـاءُ كَالسُّها * وَتُخفَضُ في حَقٍّ ، وَعِندَ صَلاةِ
دعاني إليك الصالحُ ابنُ محمدٍ * فكان جوابي صالحَ الدعَواتِ
وخـيَّرَني في ســابحٍ أو نَجيبــةٍ * إليكَ فلم أختـَرْ سوى العَبَراتِ
وقدَّمتُ أعذاري وذُلى وخَشْيَتي * وجِئتُ بضَعْفي شافعًا وشَكاتي
ركائبُ عبَّــاسِ العُــلا كِسْرَوِيَّـةٌ * ولكنْ لِذِي سَيْفٍ ورَبِّ قَناةِ (20)
وفي راحَتي ماضٍ إذا ما هَزَزْتُهُ * تركتُ عدوَّ اللهِ في السَّكَراتِ
أتيتَ بهِ يا ربِّ نُورًا وحكمةً * ونَزَّهْتَــه عـن رِيبــةٍ وأذاةِ
وَيا رَبِّ لَو سَخَّرتَ ناقَـةَ صالِحٍ * لِعَبدِكَ ما كانَت مِنَ السَلِساتِ
وَيا رَبِّ هَل سَيـَّارَةٌ أَو مُطارَةٌ * فَيَـدنو بَعيـدُ البيـدِ وَالفَلَواتِ
وَيـا رَبِّ هَـل تُغني عَنِ العَبـدِ حَجَّـةٌ * وَفي العُمرِ ما فيهِ مِنَ الْهَفَواتِ (25)
وَتَشهَدُ ما آذَيتُ نَفسـًا وَلَم أَضِرْ * وَلَم أَبغِ في جَهري وَلا خَطَراتي
وَلا غَلَبَتْني شِقْوَةٌ أَو سَعادَةٌ * عَلى حِكمَةٍ آتَيـْتَني وَأَنـاةِ
وَلا جالَ إِلا الخَيرُ بَينَ سَرائِري * لَدَى سُـدَّةٍ خَـيرِيَّةِ الرَغَبـاتِ
وَلا بِتُّ إِلا كَابْنِ مَريَمَ مُشفِقـًا * عَلى حُسَّدي مُستَغفِرًا لِعُداتي
وَلا حُمِّلَت نَفْسٌ هَوًى لِبِــلادِهــا * كَنَفسِيَ في فِعلي وَفي نَفَثاتي (30)
وَإِنّي ـ وَلا مَنٌّ عَلَيـكَ بِطـاعَةٍ ـ * أُجِلُّ وَأُغلي في الفُروضِ زَكاتي
أُبَـالِغُ فيهـا وَهْيَ عَدلٌ وَرَحمَةٌ * وَيَترُكُها النُسّاكُ في الخَلَواتِ
وَأَنتَ وَلِيُّ العَـفوِ ، فَــامْحُ بِنـاصِــعٍ * مِنَ الصَفحِ ما سَوَّدتُ مِن صَفَحاتي
وَمَن تَضحَكِ الدُنيا إِلَيهِ فَيَغتَرِرْ * يَمُتْ كَقَتيلِ الغِيدِ بِالبَسَماتِ
وَرَكْبٍ كَإِقبــالِ الزَمــانِ مُحَجَّــلٍ * كَريمِ الحَواشي كابِرِ الخُطُواتِ (35)
يَسـيرُ بِأَرضٍ أَخـرَجَت خَـيرَ أُمَّـةٍ * وَتَحتَ سَماءِ الوَحيِ وَالسُوَراتِ
يُفيـضُ عَلَيهـا اليُمـنَ في غَـدَواتـِهِ * وَيُضفي عَلَيها الأَمنَ في الرَوَحاتِ
مشى الأَرْوَعُ العبَّـاسُ فيه يحُفُّـهُ * خميسانِ من جُندٍ ومن سَرَواتِ
تكادُ تُضيءُ الأرضُ تحتَ ظِلالِهِ * وتُخـرِجُ عِقْيـانًــا مكانَ نبــاتِ
ومَنْ يَمْشِ في أرضِ الإمامِ محمدٍ * يَسِـرْ بينَ أقْيــالٍ وبينَ وُلاةِ (40)
وأُمُّ أميرِ النَِيـلِ في الرَّكْبِ هالةٌ * مِن العِـزِّ في أتْرابِهــا الخَفِراتِ
أَقَلَّتُ عُلاهـا في خِبـاءٍ مِن القَنـا * هَوادِجُ كالإيوانِ ذِي الشُّرُفاتِ
تُجِـلُّ نِسـاءُ الْمؤمِنـين ثنـاءهـا * ويَبْسُطْنَ راحَ الحمدِ مُبْتهِلاتِ
أخَذْنَ بتَقْواها وسِرْنَ بهَدْيِها * ومنها علِمْنَ البِرَّ والصَّدَقاتِ
مَواكِبُ لم تُعْهَــدْ لِغَــيرِ زُبَيْــدةٍ * ببَغدادَ في الأعيادِ والجُمُعاتِ (45)
أعادتْ حديثَ الخَيـْزُرانِ وعِزَّها * ومـا أَغْـدَقَتْ مِن أَنْعُـمٍ وهِبـاتِ
تُرِيكَ القُرَى آثارَ جَدَّيْكَ عِندَها * ومــا أَسَْلَفــا مِن حَجَّـةٍ وغَـزاةِ
هُمـا أمَّنــا البيتَ الْحـرامَ وأنقَـذا * رُبُوعَ الهُدَى مِن مُفسِدِينَ عُصاةِ
تدُولُ أحـاديثُ الرجـالِ وتنقضي * ويبقَى حديثُ الفضلِ والحسَناتِ
وجــادا لِطَــهَ بالأسـاطِيـلِ دَمَّـرَتْ * وما بخِلا بالجَيْشِ ذِي الهَبَواتِ (50)
ومِنْ عَجَبِ التاريخِ تَرْقَى إليهِما * أقــاوِيــلُ قَومٍ بالنميــمِ مُشــاةِ
وسِيَّانِ عِندي مَن أحَبَّ ومَن قَلَى * إذا أُخِـذَ الأحبــابُ بالشُّبُهــاتِ
إِذا زُرتَ يـا مَولايَ قَـبرَ مُحَمَّدٍ * وَقَبَّلتَ مَثوى الأَعظُمِ العَطِراتِ
وَفاضَتْ مِنَ الدَمعِ العُيونُ مَهابَةً * لأَحْمَـدَ بَينَ السِـترِ وَالحُجُـراتِ
وَأَشــرَقَ نورٌ تَحتَ كُلِّ ثـَنِيـَّـةٍ * وَضاعَ أَريجٌ تحتَ كُلِّ حَصاةِ (55)
لِمُظهِـرِ دينِ اللهِ فَوقَ تَنوفَـةٍ * وَباني صُروحِ المجدِ فَوقَ فَلاةِ
فَقُل لِرَسولِ اللهِ : يا خَيرَ مُرسَلٍ * أَبُثُّـكَ مـا تَـدري مِنَ الحَسَـراتِ
شُعوبُكَ في شَـرقِ البِـلادِ وَغَربِهـا * كَأَصحابِ كَهفٍ في عَميقِ سُباتِ
بِأَيْمـانِهِـم نُورانِ : ذِكرٌ ، وَسُنـَّةٌ * فَمـا بالُهُم في حالِكِ الظُلُمـاتِ ؟
وَذَلِكَ مـاضي مَجــدِهِم وَفَخــارِهِم * فَمـا ضَرَّهُم لَو يَعـمَلونَ لآتِ !؟ (60)
وَهَذا زَمانٌ أَرضُهُ وَسَماؤُهُ * مَجالٌ لِمِقدامٍ كَبيرِ حَيـاةِ
مَشى فيهِ قَومٌ في السَماءِ وَأَنشَؤوا * بَوارِجَ في الأَبــراجِ مُمتَنِعـــاتِ
فَقُل : رَبِّ وَفِّقْ لِلعَظائِمِ أُمَّتي * وَزَيِّنْ لَها الأَفعالَ وَالعَزَماتِ
* هذه هي القصيدة كاملة وأبياتها ثلاثة وستون بيتا ، يصف فيها شوقي رحلة حج الخديوي عباس حلمي الثاني وإن لم يشهدها شوقي ، فهو يذكر أن الخديوي دعاه لينضم إلى قافلة الحج المصاحبة له وفيها والدة الخديوي وكبار رجال الدولة وعرض عليه أن تكون وسيلة سفر شوقي ناقة أو جوادا فاعتذر شوقي بضعفه وبأن الجواد والناقة للفرسان والمقاتلين الذين يحملون السيوف والرماح وأنه إنما يمسك قلمًا يقاتل به فيصرع الأعداء ! وتكملة الواقعة يرويها ولده حسين فيذكر أن أباه قد ترك الموكب ( المحمل ) في صحراء العباسية هاربًا !
* الأبيات ذات اللون الأحمر حُذِفت من طبعة عام 1956 وما تلاها ، والكلمات ذات اللون الأحمر بُدِّلت في الأغنية وبعضها بُدِّل في الطبعة المذكورة وما بعدها .

التعديل الأخير تم بواسطة : امحمد شعبان بتاريخ 22/11/2009 الساعة 12h37