عرض مشاركة واحدة
  #178  
قديم 10/09/2010, 21h29
الصورة الرمزية قصي الفرضي
قصي الفرضي قصي الفرضي غير متصل  
مواطن من سماعي
رقم العضوية:380271
 
تاريخ التسجيل: janvier 2009
الجنسية: عراقية
الإقامة: العراق
المشاركات: 648
افتراضي رد: حكايات قديمة عن التراث الفني العراقي

الاخوة الاعزاء
السلام عيكم



كسلات بغدادية








لقد اعتاد البغداديون الاحتفال بعد عيدي الفطر والاضحى مباشرة في يوم الجمعة التي تأتي بعدالعيد مباشرة حيث تنطلق الكسلات في عدة اماكن فهنالك كسلة (مريم بنت عمران) في كرادة مريم وكسلة (سيد ادريس) في الكرادة الشرقية وكسلة (باب الشيخ) قرب مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني وكسلة (حبيب العجمي ) قرب ثانويةالكرخ وكسلة (الشيخ جنيد) وكسلة (محمد السكران) في الصليخ وكسلة (الكاظمية) وكسلة (ابي رابعة) في الاعظمية .

وهذه الكسلات كان يقودها اهل بغداد من صوبي الرصافة والكرخ وبخاصة محلات الرصافة من بغداد والمشهورة كبني سعيد والفضل وقنبر علي وباب الشيخ .

وهنالك كانت تقام الحفلات التي يقيمها قراء المربعات والمقام العراقي كما تقام حفلات رقص الجوبي والساس .

والكسلات الكبيرة كان يطلق عليها اسم (الهلاي) في لغة اهل بغداد وهي طقوس دينية قديمة ترتبط باحياء معركة (القادسية الاولى) التي انتصر فيها العرب على الفرس .




ففي موسم الربيع تستعد محلات بغداد لجمع المؤنة والخيام والاعلام كما تحمل البنادق ويسبق المواكب حاملي الدمامات حيث يمر الجميع من امام قبر الصحابي الجليل حذيفة اليماني وعبد الله الانصاري ويستقر الجميع تحت طاق كسرى في منطقة المدائن (سلمان باك) فتتقدم الهوسات العكيلية اولا مثل (عز وزود وناموس النه ) وفي الهلاي تتقدم المربعات الشعبية التي يتصدرها عباس الاعرج الذي اشتهر بهذا المربع :

خوش جمعية اوخوش احباب *** جرح البكلبي ماطاب

كما كان محمد الحداد يقدم مربعاته ايضا مثل

ابشر يزاير سلمان
ابشر يزاير بالهنه *** زوار او تتونس كل سنه
احلف وحك مكه ومنه *** ليزورة يرجع فرحان

كما كان يقدم المربعات ايضا المرحوم محمد العاشق ومحمد ابن المحمجية وفاضل رشيد ويذكر ايضا ان المرحومة زهور حسين كانت تحي الحفلات هناك وهذه المهرجانات كانت تستمر لاايام عديدة وخصوصا اذا كان الجو صحوا او ربيعيا .

واشهر مربع كان يقرأ انذاك هو المايزورة السلمان عمرة خسارة وقد غنت المطربة عفيفة اسكندر هذا المربع في اغنية حملت اسمه .






هذه كانت اجدى الطقوس الفنية البغدادية الاصيلة للترويح عن النفس والاحتفال والتجمع وكان البغداديون يتوافدون الى سلمان باك حيث ضريح الصحابي الجليل سلمان الفارسي ويقومون باداء الزيارة للضريح ومن ثم الاحتفال تحت طاق كسرى .

لقد انقرضت هذه الطقوس الجميلة ولم تعد تستهوي الناس لتغير نمط الحياة ومشاغل الدنيا على الرغم من توفر وسائل النقل السريعة والمريحة في الانتقال وكان الناس قديما يعانون الامرين في الذهاب والاياب الى الكسلات لصعوبة التنقل وعدم توفر الوسائل السريعة والمريحة لها ومع هذا كانو يذهبون وباعداد كبيرة ويبيتون لاأيام وليالي ويتسامرون ويقضون اوقاتا جميلة وممتعة .

رحم الله ذلك الزمان فقد كان جميلا ورائعا واصيلا رغم بساطته .

تحياتي
قصي الفرضي / العراق بغداد
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg Picture4.jpg‏ (15.8 كيلوبايت, المشاهدات 181)
نوع الملف: jpg كسلة 1.JPG‏ (92.5 كيلوبايت, المشاهدات 182)
نوع الملف: jpg كسلة 2.JPG‏ (68.2 كيلوبايت, المشاهدات 183)

التعديل الأخير تم بواسطة : قصي الفرضي بتاريخ 10/09/2010 الساعة 23h04
رد مع اقتباس